مصر الكبرى
اهتمام إعلامى عالمى بكلمة الرئيس مرسى فى الجمعية العامة
إعداد : رشا فؤاد
اهتمت وسائل الإعلام العالمية بكلمة الرئيس محمد مرسى فى الامم المتحدة ,التى وعلقت علية جميع الصحف العالمية وأشنطن بوست، ونيويوريك تايمز جيروزاليم وجميع المقالات الغربية وكالة AP التى شدد فيها علي أن الإهانات بحق الرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام, هي جزء من اعتداء منظم علي الدين الإسلامي والقيم الثقافية وأنه لا يمكن التغاضي عن ذلك مهما كان.وقد نقل مقتطفات من كلمة مرسى التى ذكر فيها ضرورة وضع قواعد لحرية التعبير فى تعليقه على مظاهرات العنف التى وقعت بسبب الفيلم المسىء الذى أثار غضباً واسعاً فى العالم الإسلامى والعالم العربى ،
مشيراً إلى أن الحرية يجب أن تتسم بالمسئولية خاصةً إذا ما كانت تلك الحرية تؤثر بالسلب على السلام الدولى والاستقرار. وأكد مرسى أن المصريين يتمتعون بحقوق متساوية وذلك فى تعقيبه على سؤال للرئيس كلينتون بشأن حرية المرأة والأقلية المسيحية الكبيرة فى البلاد.وفى تعليقه على الأوضاع فى مصر أكد مرسى أن هناك مشاكل تواجه مصر مثل البطالة وضعف البنية الأساسية فى الكثير من المناطق، ولكنه أكد أنه متفائل بأن البشر يستطيعون تحسين الأوضاع إذا ما اتحدوا من أجل الأهداف السلمية وأنه كمسلم يعلم أن الله يساعد من يسعى لتلك الأهداف.وعلقت صحيفتا و{اشنطن بوست}و{نيويورك تايمز}الآمريكيتان إن مرسى لم يذكر فى كلمتة الولايات المتحدة لكن أغلب رسالتة بدت تهدف لوضع حدود لعلاقة جديدة لبلادة بالغرب ووأشارت إلي أن الرئيس بكلمته هذه يرفض الحجج التي قدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل حرية التعبير قبل كلمته بيوم واحد. ورأت الصحيفة أن تأكيد مرسي علي أن فيديو موقع يوتيوب الإلكتروني هو جزء من اعتداء منظم يهدد بتقويض محاولات الولايات المتحدة للتنصل منه برغم أن الرئيس المصري لم يوضح من الذي يعتقد بأنه وراء الحملة.وقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أهم ما جاء في كلمة مرسي في سياق تقرير بثته علي موقعها الإلكتروني, مشيرة إلي أنه رد فيها علي دفاع الرئيس الأمريكي المتحمس عن القيم الغربية بالأمم المتحدة, وشدد علي احترام القيود الثقافية علي الحقوق مثل حرية التعبير.وركزت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية علي رفض مرسي لرؤية أوباما حول الحقوق المطلقه لحرية التعبير, مطالبا الأمم المتحدة بالتصدي لحرية التعبير التي تسئ للديان.ودعا مرسى إلى إعادة هيكلة المنظمات الدولية لكى تصبح أكثر ديمقراطية وفى انتقاد غير مباشر للصين وروسيا بسبب تأييدهما للنظام السورى ولإسرائيل بسبب حصارها لغزة قال الرئيس، إننى لا أستطيع ببساطة أن أشاهد الدماء تُراق فى سوريا أو أن يموت الأطفال جوعا فى غزة.وأضافت أن مرسي حدد بوضوح طموحاته بشأن تمتع مصر بنفوذ أكبر في الشرق الأوسط, مشيرا إلي أن مصر ستقود الطريق لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا والضغط لحل القضية الفلسطينية ونزع فتيل تهديد الانتشار النووي في الشرق الأوسط
.اهتمت وسائل الاعلام الاسرائيلية بالكلمة التى القاها الرئيس محمد مرسى ايضا امام للأمم المتحدة وقد كان على الموقع الرسمى لإذاعة الجيش الإسرائيلى وهى{ جالى تساهال } تحت عنوان مرسى يواصل أسلوبة غير مقبول لدى الإسرائييلين واووضح الموقع ان الرئيس محمد قد شن هجوما عنيفا على اسرئيل دون أن يسميها موضحا أن عادة جرت منذ ان تولى مرسى منصبة وانه لا يذكر أسم دولة إسرائيل ، وقد نقلت الصحيفة عن مسئولين فى اتل أبيب أن الكلمة قد أثارت غضب الآوساط السياسية والدبلوماسية فى الدولة العبرية وأشبة بالآنحياز أمام ممثلين لآكثر من 193 دولة وخاصة لما تحدث محمد مرسى عن دولة فلسطين وقد طالب بضرورة أن تكون هى اولويات المجتع الدولى وخاصة العربى وقد انتقد المسئولين فى اسرائيل مرسى لانه لم يستخدم فى كلمتة {إسرائيل } وهذا عندما تحدث عن منع أنتشار أسلحة الدمار الشامل فى المنطقة الشرق الأوسط مطالبا بأن توقع هذة الدولة على معاهدة السلام وقد تساءل المسئولون هناك هل كلمة إسرائيل كلمة مدنسة؟من جانبها علقت صحيفة {جيروزاليم }بوست الإسرائيلية أمس علي كلمة مرسي قائلة إن مرسي يعمل بجدية لصياغة سياسة خارجية جديدة تختلف بشكل كبير عن سياسة سلفة حسني مبارك. وأضافت أن مرسي يعمل علي إقامة جبهة إسلامية قوية في الشرق الأوسط لتحقيق أهداف جماعة الإخوان المسلمين سيطرت أجواء اجتماعات الرؤساء فى الدورة السابعة والستين للجمعية العامة والندوات والمؤتمرات التى أقيمت على هامشها على اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية الصادرة اليوم، وعلقت العديد من الصحف على كلمة الرئيس مرسى خلال مبادرة كلينتون الدولية التى يحضرها زعماء الدول والتى أقيمت على هامش أعمال الجمعية العامة التى شارك فيها أمس الرئيس مرسى
وقد نشرت الصحف تقرير وكاله AP من نيويورك تحت عنوان "الرئيس المصرى مرسى يؤكد أن حرية التعبير يجب أن ترتبط بالمسئولية فى إشارة إلى كلمة مرسى أمام الحاضرين الذين جاءوا بأعداد كبيرة للاستماع إلى كلمة الرئيس مرسى، وأشار التحقيق إلى أن الرئيس مرسى هو أول رئيس مدنى منتخب ولاقت كلمته استحسانا حين قال لمستمعيه عليكم أن تشاهدوا مصر الجديدة، وأننا أصبح لدينا حقيقة واضحة بأن دولة مصر باتت دولة جديدة.وفى تعليقه على الأوضاع فى مصر أكد مرسى أن هناك مشاكل تواجه مصر مثل البطالة وضعف البنية الأساسية فى الكثير من المناطق، ولكنه أكد أنه متفائل بأن البشر يستطيعون تحسين الأوضاع إذا ما اتحدوا من أجل الأهداف السلمية وأنه كمسلم يعلم أن الله يساعد من يسعى لتلك الأهداف.
كما أشارت صحف ومواقع إخبارية مثل الجلوبال بوست والديلى بيست إلى أن مرسى أكد أن الثورة المصرية التى قامت ضد الفساد الكبير الذى شهده المصريون فى الفترة السابقة جاءت لتجاوز الأمور التى جعلت الحياة فى مصر مثل العمليات القمعية التى كانت تقوم بها الشرطة ضد الشعب وأكد مرسى أن الثورة كانت سلمية وأن ألف شخص سقطوا شهداء خلال الثورة وأن مصر دولة مدنية دستورية وقانونية وحديثة وأن الحكومة الحالية تمثل الشعب.وطالب الرئيس مرسى بمزيد من الفهم تجاه المنطقة ومزيد من الدعم الاقتصادى وأبرز التحقيق مقتطفات من كلمة مرسى التى أدان فيها تلك المفاهيم، وأنه أكد أن الوضع فى مصر حاليا مستقر وأن مصر أصبحت مستعدة لاستقبال السائحين والاستثمارات، وأشار الخبر إلى أنه قبل أيام من زيارته إلى نيويورك أكد مرسى لصحيفة نيويورك تايمز أنه يتعين على واشنطن إصلاح العلاقات مع العالم العربى وتوطيد العلاقات القوية مع مصر.كما أشارت الصحيفة فى تحقيق آخر إلى ما قاله مرسى من أن مصر الجديدة ليست دولة ثيوقراطية ولا عسكرية وأنه يجب رؤية النصف الملىء من الكوب وليس النصف الفارغ.أشار موقع{ هافنجتون بوست} إلى أن الدبلوماسية العامة الأمريكية أصبحت تغير من نفسها حتى تتقبل الحقائق الجديدة فى مصر باعتبارها أكبر دولة عربية وأن دول الشرق الأوسط أصبحت لا تقع تحت هيمنة حكام مثل حسنى مبارك وأضاف الموقع إلى أن الدبلوماسية العامة الأمريكية بعدد عام 2001 بدأت تتحول تدريجياً إلى التعامل باحترام مع ثقافة العالمين العربى والإسلامى وهو ما يجب أن يتم الإسراع به حالياً بعد الربيع العربى ورصد الموقع وجود بعض المعوقات فى هذا السبيل مثل التحرك البطىء بين الأمريكيين للتخلص من الصورة النمطية عن الآخريين وهى التى سيطرت على العلاقات بيننا وبين العرب المسلمين لعقود طويلة. وقد أشار مات برادلى فى الوول ستريت جورنال ..إلى تزايد التحذيرات بشأن وضع الدستور فى مصر مع قيام السياسيين والعلمانيين الحقوقيين بالاعتراض بشدة على ما يصفونه بمحاولات الإسلاميين المتشددين استخدام الدستور لفرض الشريعة الإسلامية، حيث طلب بعض السياسيين زملائهم أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع الدستور المؤلفة من 100 شخص للانسحاب من الجمعية حيث يزعم هؤلاء السياسيين أن الأعضاء المحافظين فى الجمعية يعمدون إلى فرض الشريعة وتفنيد حرية التعبير فى الإعلام والفنون وقد انسحب عضو بارز فى الجمعية أمس وسوف تقرر المحكمة الإدارية العليا ما إذا كان سيتم حل الجمعية أم لا على أساس أنها تشكلت من خلال برلمان غير دستورى. وفيما يتعلق بخطاب أوباما فى الأمم المتحدة أشارت هلين كوبر فى النيويورك تايمز إلى أن الرئيس أوباما ركز فى كلمته على الدفاع عن إيمان أمريكا الراسخ بحرية التعبير وطالب الديمقراطيات العربية الناشئة بالعمل على ضمان هذا الحق حتى فى مواجهة العنف، ويبدو أن كلمة أوباما كانت موجهة بالأساس للجمهور العام وليس لزعماء العالم فحسب، حيث أكد أن هذه المبادئ (أى حرية التعبير) ليست قيماً أمريكية أو غربية بل هى مبادئ عالمية وتعهد بحماية تمتع الأمريكيين بالقدرة على قول كل ما يفكرون فيه.ويبدو من تحليل هذه الجزئية تحديداً أن أوباما كان يشير ضمنياً إلى ما قاله الرئيس مرسى فى حديثه للنيويورك تايمز بأنه يجب على الغرب وأمريكا احترام الثقافة العربية.ولاحظ توماس فريدمان فى مقاله بالنيويورك تايمز تغير قاعدة مواجهة الاعتدال للتطرف والمنطقة فبدلاً من أن يقسموا الطريق أمام المتطرفين كالعادة شهدت بنغازى تصرف مغايراً، حيث تجمع المعتدلون وهاجما سفارة المتشددين وقال، إنه ليس من الواضح بعد إذا كان هذا الاتجاه سيستمر أم لا.ورصد فريدمان هذا الاتجاه فى مقالات نقد الذات فى عدد من الصحف العربية والإسلامية خاصة فيما يتعلق بالمتناقضات العربية فى مواقفها من الغرب وأنهى فريدمان مقاله بالقول، إنه ليس هناك شك فى أن القضية الآن هى أننا نحتاج إلى حوار حقيقى بين الإسلام والغرب بل وآخر بين المسلمين وبعضهم البعض ويظل أن الأهم ليس ما يقال من القادة السياسيين والأحزاب لنا بل ما يقولونه لأنفسهم ومع ظهور وضع جديد فى العالم العربى والإسلامى فإن ظاهرة مواجهة المعتدلين للمتشددين تستحق التحية والمتابعة.