آراء حرة
محمد الحداد يكتب : بين المخلوع والمعزول ومحاولات دفن الحقيقة
انتابني رعب وفزع وهلع وخوف شديد لم أشعر به أبدا في حياتي حين رأيت محاولات الاستقواء والاستفحال والانتشار والتجبر والجلد الشديد للطغاة والجبابرة الذين أفلتوا من يد العدالة ابان ثورة 25 يناير التي أطاحت بالمخلوع ونظامه وتلك المحاولات المستميتة التي تحاول أن تبرئ فلول المخلوع الذين أكلوا الحرام وشربوا من أنهار دماء الشهداء..
الخوف من عودة رموز الفساد الذين اختبأوا إبان الثورة وعادوا ليظهروا علي بعض الفضائيات الخاصة من هؤلاء الإعلاميين الانتهازيين الذين «لحسوا» بلاط دولة المخلوع التي سقطت من الخوف والرعب وهدير أصوات الشعب يريد اسقاط النظام والمناداة بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية التي تحقق العدالة الاجتماعية..
النظام الضعيف الهش والدولة الرخوة التي انهارت وسقطت وهرب أمنها وسيطر عليها البلطجية والانتهازيون جعلنا نتشبث بوميض الأمل فيمن تصورنا واعتقدنا وكنا نطمع أنهم سيعملون بما لايخالف شرع الله ولكن للأسف الشديد خاب الظن فيهم وسرعان ما غضب عليهم الشعب الذي يعشق الوسطية ويكره الفاشية الدينية والتسلط الممجوج الخائب الذي لايحقق العيش ولا الحرية ولم نجن من ورائه إلا المزيد من عدم الاستقرار وغياب الأمن واستطاع هذا الشعب العريق الذي قام بحبس رئيسين «المخلوع» ثم «المعزول» أن يضعهما في القفص.. ولكن لحظات القلق التي ساورتني سرعان ما انقشعت وزالت وهربت بمجرد أن تذكرت أن «المخلوع» و«المعزول» في القفص وأن هناك قانونا وعدالة..
هناك قضاة شرفاء لن يتركونا نهبا لمخاوفنا وسيبذلون كل ما في وسعهم لتطبيق العدالة وانقاذنا من «جلد الفاجر» وضعف الثقة يستميت المدافعون عن المخلوع ورجاله بأن الذي حدث ما هو إلا مؤامرة من تنظيم حماس وبعض الفئات من «الخايبين» الذين يدعون أنهم «إخوان مسلمين» لو صح مايدعيه المدافعون عن المخلوع ورجاله أن ثلة قليلة استطاعت أن تأتي من غزة وتقتحم السجون وتقوم بتهريب السجناء ثم اسقاط الدولة فإن المتهم الحقيقي هنا أيضا هم هؤلاء الفاشلون الذين سقطوا علي يد خفافيش حماس التي عملت في الظلام..
إذا انسقنا لمبدأ المؤامرة الكونية التي يبالغ فيها الفلول فإن الجاني الحقيقي الذي يجب محاسبته هم هؤلاء الذين كانوا يتحملون مسئولية البلاد أيام المخلوع وسقطوا وأشعرونا بالفزع والرعب والغياب الأمني سأظل أكرر وأؤكد أن هذا الشعب العظيم الذي أسقط الدولة الظالمة في 25 يناير قادر علي محاسبة ومعاقبة كل مسئول وقادر علي عقاب الذين يدافعون بعذر أقبح من أي ذنب.. العذر هو وجود المؤامرة..
والقبول بالانهزام أمام مؤامرة «خايبة» هو عار وشنار عليكم أيها الفاشلون الذين استطاع مجموعة من الفاشلين اسقاطكم وانتم الذين كنتم تملأون الدنيا ضجيجا بقدرتكم وقوتكم فظهرت خيبتكم الثقيلة…
عار عليكم أيها الهواة الذين كذبتم علينا ومازلتم تدعون بالكذب أنها كانت مؤامرة…نحن بسطاء هذا الشعب نعلم أنها مؤامرة منكم أنتم أيها الانتهازيون الفاشلون الحاقدون الأكالون للسحت المتعطشون للدماء لن تفلتوا من أيدينا وسيحاسبكم القضاء العادل الذي يمثل الشعب الطاهر البريء النقي سنحاسبكم علي جرائمكم واستغلالكم لثروات بلادنا سنحاسبكم في حال غياب المؤامرة لانها مسئوليتكم وسنحاسبكم في حال وجود المؤامرة المزعومة التي تتشبثون بها وتعلقون خيبتكم الثقيلة عليها لو صح أن هناك مؤامرة أسقطت الدولة فإن مصيركم سيكون العقاب الشديد لانكم فرطتم في مسئوليتكم وتركتونا نهبا لمؤامرات خارجية كنتم في غفلة عنها وزعمتم بالكذب أنكم قادرون علي حماية بلدنا من المؤامرات وإن اتضح أن المؤامرة من ادعائكم وكذبكم المستمر فالويل لكم كل الويل لكم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
mohamedelhaddad@hotmail.com