مصر الكبرى
خطوات ضرورية لتحسين مستوى ضغط الدم
هل تتناول علاجا لارتفاع ضغط الدم، ورغم ذلك فإنه لا يزال مرتفعا عن المستوى الذي تريده؟ ليست هذه حالة نادرة، ويمكن القيام بالكثير من الأمور للتعامل معها، وأولها الالتزام بالقيام بالخطوات الأساسية مثل المداومة على ممارسة التمرينات الرياضية، التي ستساعدك على المحافظة على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي. بعد ذلك يمكنك أنت وطبيبك اتخاذ المزيد من الإجراءات مثل مراقبة مستوى ضغط الدم في المنزل أو تقليل كمية الملح في الطعام.
وعندما لا تنجح هذه الوسائل التي تقوم بها بنفسك، يضطر الأطباء أحيانا إلى وصف المزيد من العقاقير على حد قول الدكتور ويليام كورموز، رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، وطبيب الرعاية الأولية في مستشفى ماساتشوستس العام. ويوضح كورموز: «يقاومك الكثير من الرجال عندما تحاول وصف عقاقير إضافية لهم. ولكن عندما لا يقوم الناس بتنفيذ الأمور الأخرى لا يكون أمامنا خيار سوى استخدام العقاقير».
لارتفاع ضغط الدم تأثيرات كبيرة على الجسم كله، حيث لا يقتصر الضرر على الشرايين التي يجعلها أضيق ويتسبب في تصلبها فحسب، بل يمكن أن يسبب أضرارا للقلب والمخ والعينين والكلى. وتعرف تلك الأعضاء باسم «الأعضاء المستهدفة» من قبل ضغط الدم المرتفع.
وعند الحديث عن ضغط الدم خارج السيطرة، فإن ذلك يعني أي مستوى عالٍ له، لأن خطره يظل مستمرا إلى أن ينخفض إلى ما دون 120 / 80 ملم زئبق. وكلما ارتفع ضغط الدم عن هذا المستوى ازداد الخطر. وأول خطوة يجب على أي شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم اتخاذها هي السيطرة على ضغط الدم. ويعني هذا بالنسبة إلى الطبيب المعالج لك خفض مستوى ضغط الدم إلى أقل من 140 / 90 ملم زئبق.
في تقرير في دورية «سيركوليشين» دقق الباحثون معلومات خاصة بمرضى يعانون من ارتفاع ضغط الدم كانوا مشمولين بدراسة «مسح لتدقيق الصحة والتغذية» (National Health and Nutrition Examination Survey (NHANES)، الذين بلغ عددهم أكثر من 1300 شخص بالغ يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
واستنادا إلى معلومات جاءت في المسح الذي أجري عام 2007 / 2008، يعاني نحو 68 مليون أميركي من ارتفاع في ضغط الدم، تمكن نحو نصفهم من السيطرة على ضغط دمهم. ومن بين الـ33 مليونا الذين لم يتمكنوا من السيطرة على مستوى ضغط الدم فئة خاصة من الناس مصابون بارتفاع ضغط دم، ويطلق عليهم الأطباء «الذين يتلقون علاجا لارتفاع ضغط الدم لكنه خارج السيطرة». هؤلاء هم المرضى الذي تلقوا علاجا لخفض مستوى ضغط الدم إلى ما دون 140 / 90، أو ربما أقل في حالة إصابتهم بالسكري أو الكلى، لكن العلاج لم يكن فعالا بالدرجة الكافية.
الالتزام بالمبادئ
* لحسن الحظ نحن نعرف ما يمكن فعله حيال ارتفاع ضغط الدم. وتتطلب السيطرة على ارتفاع ضغط الدم طوال الحياة الالتزام بنمط حياة صحي والاستفادة من العقاقير إلى أقصى حد ممكن. وتساعد كل عناصر نمط الحياة الصحي في السيطرة على ضغط الدم. ومن المؤكد أن عدم الالتزام بهذه المبادئ الأساسية هو ما يؤدي بالأساس إلى ارتفاع ضغط الدم. وتلك العناصر هي المحافظة على وزن صحي، واتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات والأغذية كاملة الحبوب، فضلا عن ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وعدم التدخين.
عناية أكثر
* ما الذي يمكن فعله أكثر من ذلك؟ هل قمت بكل ما في وسعك في ما يتعلق بالالتزام بالمبادئ الأساسية وتريد زيادة الانتباه لارتفاع ضغط الدم؟ إليك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها أنت والطبيب المعالج لك.
اتبع النظام الغذائي المخصص للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، حيث يمكن أن يخفض هذا النظام، الذي يتضمن تناول نسبة منخفضة من الصوديوم، ضغط الدم لديك بـ10 درجات أو أكثر. ويمكنك معرفة المزيد من التفاصيل عن هذا النظام من خلال الموقع الإلكتروني health.harvard.edu/122. يركز هذا النظام الغذائي على الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات والحد من تناول الدهون المشبعة والملح.
يعتبر تقليل الملح جانبا مهمّا، فحسب هذا النظام يتم تقليل كمية الصوديوم إلى 2300 ملغم يوميا. وتوضح الدراسات أن لتقليل كمية الصوديوم إلى 1500 ملغم، لمن هم في منتصف العمر أو كبار السن من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية والذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، فاعلية أكبر في خفض ضغط الدم.
مراقبة ضغط الدم: لمراقبة مستوى ضغط الدم في المنزل عدة فوائد، منها توضيح صورة ضغط الدم على المدى الطويل. كذلك يرتفع ضغط دم البعض عندما يكونون في عيادة الطبيب، لذا يساعد قياس ضغط الدم في المنزل على تفادي هذا التأثير.
الاستفادة من العقاقير
* تلعب العقاقير دورا هاما في حالات الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، حيث تساعد على الوصول بضغط الدم إلى المستوى الطبيعي. تناول العقاقير التي يصفها الطبيب ضروري للسيطرة على ضغط الدم، فكثيرا ما يكون عدم تناول عقاقير بالقدر المناسب – إما لأن الطبيب لم يصفها لك وإما لامتناعك أنت عن تناول تلك التي وصفها لك الطبيب – هو السبب الأساسي لخروج ضغط الدم عن السيطرة.
يقدم «مسح لتدقيق الصحة والتغذية» معلومات هامة، حيث نعرف من بيانات المسح التي شملت الفترة من 2005 إلى 2008 أن ثلث المصابين بارتفاع ضغط الدم الخارج عن السيطرة يتناولون بالفعل عقاقير. مع ذلك كان يتناول 7 من كل 10 في هذه المجموعة (التي يطلق عليها «يتلقون علاجا لارتفاع ضغط الدم لكنه خارج السيطرة») عقارا أو عقارين. وكانت تلك الفئة تشمل أشخاصا من كبار السن وآخرين معرضين لخطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية أكثر من المصابين بارتفاع ضغط الدم المسيطر عليه بنفس العدد من العقاقير.
بطبيعة الحال كان الكثير من الرجال يفضلون عدم تناول عقاقير إضافية لعدم رغبتهم في دفع المزيد من المال والتعرض للآثار الجانبية لتلك العقاقير، لكن بمرور الوقت يمكن أن يكون لعدم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم عواقب وخيمة. ويمكن أن يساعدك الطبيب المعالج لك في الوصول إلى مستوى ضغط الدم المطلوب من خلال وصف أكثر من عقار لخفض مستوى ضغط الدم عبر «دوائر تحكم» نفسية داخل الجسم. ويقول كورموز: «يكون من اللازم وصف بعض العقاقير الإضافية لبعض المرضى من أجل السيطرة على مستوى ضغط الدم لديهم. إنك تحاول اختيار أنواع مختلفة من العقاقير حتى يكمل بعضها بعضا، لا أن تكون مكررة».
من جهة أخرى، يمكن أن تساعد التغذية والتدريبات الرياضية والجوانب الأخرى لنمط الحياة الصحي في تقليل هذه العقاقير، وقد تمكنك من التخلص نهائيا من تلك العقاقير.
أضرار ضغط الدم المدمرة
* يسمى ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت لأنك لا تشعر بالآثار المترتبة عليه مباشرة، لكن بمرور السنوات يتنامى التأثير الناجم عن ارتفاع ضغط الدم، بحيث لا يصبح هادئا، بل يصبح صاخبا وملحوظا. في النهاية لا تقتصر أضرار ارتفاع ضغط الدم على الأوعية الدموية، بل تمتد إلى القلب والمخ والكلى والعينين. هذه الأعضاء هي التي يستهدفها ارتفاع ضغط الدم والتي تكون أكثر عرضة للخطر بسبب هذا المرض.
الجلطة: يصيب ارتفاع ضغط الدم الشرايين بالضعف، وقد تتمزق في المخ مما يؤدي إلى الإصابة بجلطة في المخ، أو يحدث تجلط يمكن أن يعيق تدفق الدم، مما يؤدي إلى الإصابة بجلطة في القلب.
انسداد الشرايين:
يضر ارتفاع ضغط الدم بجدران الشرايين مما يؤدي إلى التهاب ينتج عنه ظهور لويحة ترسبات جرثومية وضيق في الشريان. وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم أيضا إلى تصلب الشرايين.
النوبة القلبية:
يتسبب ارتفاع ضغط الدم في تغير شكل الشرايين، حيث يزداد سمك الطبقة الوسطى فيها، وتضعف البطانة وتصبح أكثر عرضة لتكون الجلطات. يؤدي تكون جلطة في الشرايين التاجية إلى الإصابة بأزمة قلبية.
السكتة القلبية:
يضطر القلب إلى مضاعفة الجهد بسبب ضيق الشرايين. ويزداد سمك وتيبس البطين الأيسر، وهو الحجرة الرئيسية لضخ الدم، نتيجة الحاجة إلى الانكماش بقوة أكبر. ويتصلب الجدار الذي ازداد سمكه مما يؤدي إلى حدوث عوائق في القلب. وبمرور الوقت تصبح جدران الشرايين غير الطبيعية أضعف مما يؤدي إلى تضخم عضلة القلب وفقدانها للقوة.
ضرر الكلى: يتسبب ارتفاع ضغط الدم في ضيق وضعف وتدني مرونة الأوعية الدموية التي تحمل الدم إلى الكلى، مما يقلل الدم الواصل إلى نسيج الكلى. كذلك يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف وحدات الترشيح في الكلى.
فقدان البصر: قد ينتج عن ارتفاع ضغط الدم ضيق في شرايين العين، مما يؤدي إلى حدوث نزيف بها ويحدث ضررا بالغا بالشبكية الحساسة للضوء. ومن الممكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم أيضا إلى تورم في العصب البصري.
خرف ناجم عن خلل وعائي دموي:
يمكن أن يؤدي تراجع الدم الذي يتم ضخه إلى المخ إلى تلف يتراكم بمرور الوقت، مما يؤدي في النهاية إلى إحداث خلل في الوظائف العقلية.
العجز الجنسي:
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى العجز الجنسي أو عدم القدرة على الانتصاب أو الإبقاء عليه بدرجة تحول دون إتمام العملية الجنسية نتيجة تلف الشرايين التي تحمل الدماء إلى العضو التناسلي الذكري.
ضرر للأعضاء بوجه عام:
يحول ضيق الشرايين والجلطات دون وصول الدم والأكسجين والغذاء الكافي إلى الأعضاء. ويتراكم الضرر بالأنسجة مع مرور الوقت.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»