مصر الكبرى

09:26 مساءً EET

رسالة إلى من كان أبى ( من وحى الفساد )‎

يامن كنت أبى أود أن أذكرك بأشياء قبل أن ترحل عن دنيانا فالأجل آت لامحالة فى طرة أو المركز العالمى أو شرم الشيخ .

إسمى مصرى لعلك تذكرنى بين أبناؤك ال85 مليون ..ولدت فى 6 أكتوبر يوم إغتيال الزعيم السادات وكان يوما حزينا برغم قدومى لهذة الدنيا التى إستأثرت بها لنفسك ..ومنذ مولدى أشم رائحة الفساد فى حادث المنصة ..ثم فى تقلدكم الحكم بعد تولى صوفى أبو طالب رئيس مجلس الشعب آنذاك ..وبدأت قصتكم معى والفساد أيضا منذ نزولى من بطن العفية الحنون مصر سمعت أصواتا عالية وبكاءا ونحيبا من أمى التى ماكادت تلفظنى حتى بدأت رحلة الكفاح مرة أخرى حيث كنا أفقر الفقراء فى عصر الأغنياء .والخلاف كان دائما على تدبير نفقات الأسرة .ويخرج المكلف بالأبوة لعملة مكسورا مقهورا حيت يعمل طيلة 18 ساعة متواصلة وبالكاد لا يكفى نصف النفقة ..فكان يعانى أيضا من الفساد فى عملة ..ثم رأيت أخى الأكبر أوشك على الإنتهاء من تعليمة المتوسط ..ولا يساعد أحدا إلا نفسة وشهواتة ..ثم رأيت البنات الثلاثة أخوتى ..وكل منهن يساعد الأم داخل وخارج المنزل وكلهن يحملن بالوظيفة والزوج المحترم الذى يكافح من أجل الأسرة والأولاد لأنهم حرموا نعمة الإستقرار بسبب ضيق الأحوال .ذهبت إلى كتاب القرية .كى تتفتح بنات أفكارى بترتيل القرآن وذهبت إلى الكنيسة كى أتعلم كيف كان المسيح علية السلام يحب أعداؤة ..وجدت الفساد فى المسجد وأيضا فى الكنيسة وصراعات قاتلة ومميتة لأجل توافهة الأمور ..وكان من أعاظم الأمور أن يزجوا بى إلى المدرسة …وتعلمت ماتعلمت ..وتعلمت أيضا كيف أكون فاسدا ..من المدرس تارة ومن الناظر تارة ومن الفراش تارة ومن الباعة الجائلين حين عودتى .إختنقت فسادا وكى لا أطيل عليكم أبى فإن وقتك قليل فى هذة الدنيا تفوقت وذهبت للجامعة ولحظة دخولى شممت أيضا رائحة فساد مشوى صراعات بين الطلبة وإتحاد الطلاب والأنشطة الرياضية والثقافية ..لكن كان المتحكم أيضا فى هذة المنظومة شخص ما لا أعرفة ولايشرفنى أن أعرفة حتى الممات .وكان لى أخا فى الرضاعة يسمى مينا المصرى ..كنت أحبة كثيرا ..ولكن إغتالة أيدى حراس الفتنة الطائفية من أرباب أمن الدولة . وودعت حياة الجامعة بعد فقدانى لحلم الأستاذية والدكتوراة ..لأن القضية كانت مذكرات ودورس ومعيدين وأبناء الأساتذة الكرام ..فحمدت ربى على الشهادة وقمت بوضعها على الحائط يومها وأخذت لقب الأستاذ من أهل القرية الكرام تكريما وإحتفاءا بى …وظللت أبحث وأبحث وأبحث ولاجدوى من عمل ذهبت مع العمال لدولة غير شقيقة وبدون عقد عمل لأن الجيوب والبطون خاوية ..وليس لنا الظهر القوى ..لأنك كنت بعيدا عنا دائما ..وتعلمت الجرى فى الأسواق وإفتراش الأرصفة لبيع أتفهة الأشياء والحقيقة كانت بتفرج برضة ربنا مايخليك لينا ..وعدت للتعيين فى حكومة الفساد الأزلى وكما تعلم أن هناك من ينجح فى منظومة الفساد ومن لا ينجح ..وكنت من الراسبين ..وذهبت لصندوق النصب الإجتماعى على الفساد للركب والتهليب على أصولة ..وتم نهب العملية من تحت النملية ….وأنت تفهم أكثر منى…. ألست بأبى وأب لكل فساد على أرض المحروسة ..وخرجت للشواطئ والمدن الجديدة ..فوجدتها سرقت ونهبت نهبا منظما من أقرباؤك وحاشيتك ..ولم يتبقى لى إلا الثورة وملايين مثلى .. وقامت الثورة وعزلناك ..لكنك بخفة يدك المعهودة وبأولادك من المرأة الجديدة سيطرت على كل مقدرات الثورة …وها نحن نحلم من جديد بثورة جديدة لكى نطهر مصر من بؤر الفساد وحب السلطة ..لن أقول الله يرحمك بل سأقول الله يخرب بيتك وديتنا ف داهية .

التعليقات