كتاب 11
صناعة الخوف إخوانية
ثقافة الاغتيالات والترهيب باسم الدين هي «إبداع» إخواني قديم، منذ العهد الملكي. والآن كأن التاريخ يعيد نفسه، فقد كان الساسة والقضاة والإعلاميون والمثقفون والضباط هم الأهداف المفضلة لقتلة الإخوان.
لو قرأنا ما كتبه محمود الصباغ ومحمود عساف وغيرهما من مؤرخي الإخوان وقادتهم، لرأينا كيف أن منهج الترهيب والقتل هو صناعة إخوانية بامتياز، في سلوك يتناقض مع الخطاب المعلن لحسن البنا وغيره من ساسة الإخوان، حيث مع البنا ورفاقه تجد الكلام السهل والمخادع، بينما مع عبد الرحمن السندي والعيسوي، أعضاء وقادة النظام الخاص، تجد المسدسات والقنابل الحارقة والتهديدات.
قبل أيام صرح القاضي سعيد يوسف، رئيس محكمة جنايات المنيا، الذي أصدر حكماً بإعدام 528 متهماً من أنصار الإخوان المسلمين في مصر لتورّطهم في أعمال عنف عقب فضّ اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة بمحافظتي القاهرة والجيزة، أنه لم يغادر منزله منذ صدور الحكم في 24 مارس (آذار) الماضي وحتى الآن بسبب التهديدات التي تلقاها من جانب أنصار الإخوان. وأضاف في تصريحات خاصة لـ«العربية.نت» أنه تقرر تخصيص حراسة دائمة له ولأسرته لمنع تعرضهم لمضايقات أنصار الإخوان واستفزازاتهم.
بصرف النظر عن التعليق على الحكم، وهو تعليق في جانبه القانوني يترك لأهله، وبعيدا عن الهجوم الإعلامي الذي تعرض له القاضي، وبالنسبة للقاتل أو المشارك في القتل والإرهاب فإنه يحاسب ويعاقب، مهما بلغ عددهم، لكن كما قلنا هذه تفاصيل أخرى.
هنا نشير إلى هذا «المنهج» القديم للإخوان في ممارسة الإرهاب في السر والبراءة منه في العلن. في العهد الملكي، في حياة حسن البنا نفسه، هناك حوادث شهيرة، قام بها إرهابيو النظام الإخواني الخاص، ليقول المرشد مأمون الهضيبي، قبل سنوات قليلة، إنهم «يتعبدون» لله بأعمال النظام الخاص.
خذ لديك هذه الوقائع، ومن مصادر وكتب الإخوان مثل محمود الصباغ ومحمود عساف.
اغتيال المستشار القاضي أحمد الخازندار.
اغتيال مقتل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي.
تفجير قنابل في جميع أقسام البوليس في القاهرة يوم 3 / 12 / 1946.
مهاجمة سيارة محمد حسين هيكل باشا، المثقف والسياسي الشهير، زعيم الأحرار الدستوريين، بإلقاء القنابل على سيارته، بغرض التخويف، ليكف الباشا عن انتقادهم ومعارضتهم، وكان حسن البنا يكنّ ضغينة خاصة للباشا هيكل.
اغتيال رئيس الحكومة أحمد باشا ماهر 24 فبراير (شباط) 1945.
بل قتل أحد أعضاء النظام الخاص حين أظهر نقدا وتمردا، وهو سيد فايز، من خلال إرسال صندوق على أساس أنه صندوق حلوى، لكنه كان صندوق ديناميت، ليصرع الرجل ومعه شقيقه الصغير.
هذه وقائع معروفة، وسلسلة مستمرة، فما يصنعه أبناء الإخوان الآن في مصر، من إرهاب وتخريب وتهديد لمن هو ضدهم، ليس إلا امتدادا لما صنعه أسلافهم من قبل.
هي حرب شرعية مع جماعة احتضنت الإرهاب واستخدمته وخادعت الجميع، وأفسدت الدين والدنيا.
وفي الحرب لا مجال لغير العزم والحزم.