مصر الكبرى
مرسي أمام الأمم المتحدة: يجب أن يقرر السوريون مصيرهم بعد زوال نظام الأسد
استهل الرئيس محمد مرسي كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالحمد لله والصلاة على رسول الله وحيا الحضور بتحية الإسلام ثم تلا الآية الكريمة : “يا أيُّها الناسُ إنَّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمَكم عند الله أتقاكم”.
وأكد مرسي أن حضوره إلى نيويورك وإلقاءه كلمة مصر أمام الأمم المتحدة يحمل معاني تاريخية باعتباره أول رئيس مصري منتخب بإرادة حرة بعد ثورة 25 يناير مشدداً على أن كل مصري يعمل على إقامة دولة قائمة على الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدل والحق والحرية.وقال الرئيس : “الثورة المصرية التى أسست الشرعية التى أمثلها أمامكم اليوم لم تكن لحظة او انتفاضة عابرة وإنما جاءت نتيجة لكفاح طويل لحركات وطنية سعيا وراء العزة والكرامة وهي بذلك تدق ناقوس إنذار لكل من يحاول تقديم مصالحه على الشعب”. وشدد مرسي على التزام مصر بالمعاهدات والمواثيق الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة .وخلال كلمته قال الرئيس محمد مرسي “اولى القضايا التى ينبغى أن يسويها العالم هي القضية الفلسطينية .. فخلال عقود طويلة مضت منذ عبر الفلسطينيون عن رغبتهم فى استرداد حقوقهم ورغم جهاد الشعب الفلسطيني لقبول ممثليه فى المؤسسات الدولية تظل القرارات الأممية والدولية عاجزة عن تنفيذ آمال الشعب الفلسطيني”.وأضاف “من المشين على المجتمع الدولى ألا يحقق آمال شعب فى الاستقلال ومن المشين استمرار الاستيطان وعدم تنفيذ القرارات الدولية” .وأضاف “من منطلق واجبي نحو الفلسطينيين أضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته في التحرك بشكل جاد لوضع حد للاحتلال والاستيطان وتغيير معالم القدس المحتلة أدعو الى سلام يحقق الدولة الفلسطينية المستقلة ويحقق استقرار في المنطقة”.وحول القضية السورية قال الرئيس محمد مرسي : ”لابد أن نتناول القضية التى تؤرق العالم كله وهي المأساة في سوريا .. نزيف الدم الذى لا بد أن يتوقف فورا هو شاغلنا الاول .. الشعب السورى الشقيق يستحق ان يتطلع لمستقبل مليء بالحرية والكرامة وكان هذا جوهر المبادرة التى اقترحتها (الرباعية) درءا لاستمرار معاناة شعب سوريا وتحول الأزمة الى حرب اهلية تنتقل الى دول الجوار”. وأضاف : “لقد عقدت مصر مع الدول الثلاث الأخرى لوضع حد لمعاناة شعب سوريا وإعطائه الفرصة لتحديد نظام يعبر عنه بإرادته الحرة بعد ان ينتهي هذا النظام الذي يقتل شعبه ليل نهار ” مؤكداً أن المبادرة مفتوحة أمام كل من يريد أن يساهم فى حل الأزمة فى سوريا وأن هذه الأزمة كلنا مسئولون عنها وأنها مأساة هذا العصر ومصر ملتزمة ببذل كل جهد لإنهائها في إطار عربي وإقليمي ودولى .. إطار يضم كل أطياف المجتمع السوري ويجنب سوريا خطر التدخل العسكري الأجنبى .. وشدد على تأييد جهود المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي ونشجع المعارضة السورية على طرح رؤية محددة وشاملة لعملية الانتقال الديمقراطي المنظم ويحفظ لكل مكون مكانا في سوريا الجديدة “.وقال الرئيس حول السودان :”يحتاج أشقاؤنا فى السودان الدعم اليوم لأنهم يعملون على إقامة علاقات صحية ديمقراطية مع جنوب السودان .. لقد قدم السودان تضحيات كبيرة من أجل السلام والاستقرار وكان أول من اعترف بجنوب السودان ويجب العمل على التقريب بين الدولتين”.وتطرق الرئيس إلى القضية الصومالية قائلا :”إن عبور شعب الصومال الشقيق للمرحلة الانتقالية بانتخاب رئيس جديد هو خطوة نحو الاستقرار وأدعو الامم المتحدة الى دعم الصومال لإعادة بناء مؤسسات الدولة”.
وأكد الرئيس مرسي أن الإستقرار فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بخلو جميع دول المنطقة من أسلحة الدمار الشامل مشيرا إلى رفض شعوب المنطقة لخروج دولة عن تلك المعاهدة خصوصا في ظل تصريحاتها غير المسئولة ملمحا بذلك إلى إسرائيل مضيفا : “لكننا نؤكد حق جميع دول العالم في استخدام الطاقة النووية سلميا وضرورة التزام كل الدول بتعهداتها وتقديم تعهدات للدول بالالتزام بالسلمية ” ودعا الرئيس لمؤتمر لبحث اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل بمشاركة كل الأطراف المعنية دون استثناء.وتطرق الرئيس للارتقاء بالتنمية والنمو في افريقيا مؤكدا أن على العالم ان يساعد افريقيا لتنمو وان مشاريع تنمية افريقيا لن يأتي الا بمشاركة ابناء القارة ان علينا اليوم كابناء افريقيا ان نعمل على تحقيق تنمية حقيقية للقارة ونؤكد ان مصر ستستمر في رفع مستوى التنمية في افريقيا .
وأضاف الرئيس في كلمته أن تفعيل دور الجمعية العامة واصلاح مجلس الامن الذي يعتبر تطبيق لوثيقة لا تعبر عن واقع المجتمع الدولي حاليا وبالتالى يجب اصلاح وضع مجلس الأمن وأكد أنه يجب على الامم المتحدة ان تولى اهتماما لموضوعات الشباب والمرأة .
وأكد مرسي أننا نتوقع من العالم احترام خصوصياتنا ومرجعياتنا الدينية وعدم تسييس قضايا معينة لخدمات مصالح للدول الكبرى وأضاف “ان ما يتعرض له المسلمون والمهاجرون منهم فى بعض دول العالم من تمييز وممارسات للنيل من مقدساتهم امر غير مقبول .. ما وقع من اساءة من بعض الافراد نرفضه ونعادي من يفعله مؤكدا ان ذلك يتعارض مع ابسط قواعد ميثاق المنظمة الامم المتحدة واصبح هناك ما يعرف بالاسلاموفوبيا .
ودعا الرئيس إلى تشديد الروابط بيننا وعلينا مواجهة الحض على كراهية الغير على اساس الدين او العرق وعلى الجمعية العامة التصدي لهذه الظاهرة التى اصبحت لها تداعيات تؤثر على السلم الدولي.
ولفت مرسي ان هذه الاعمال هي حملة منظمة للنيل من مقدسات المسلمين ويجب دراسة كيف نحمي امن العالم واستقراره.
وأكد الرئيس على أهمية حماية حرية التعبير التي تتصدي للعنف والتطرف وليس التي ترسخ الجهل والاستخفاف بالغير ولكننا اعلنا رفضنا استخدام العنف في مواجهة تلك السفاهات.
وقال مرسي أن تفاقم الازمات الاقتصادية يفرض اعادة النظر في كيفية اتخاذ القرارات الاقتصادية الدولية لان اول من يتضرر هي شعوب لا تشارك في صنع القرار وهي أكثر من يتضرر من تلك القرارات وهناك حاجة ملحة لحوكمة اقتصادية جديدة محورها الشعوب واساها التعاون بين الدول على اساس المصالح.
وإختتم الرئيس كلمة مصر قائلا : “طرحت رؤيتي لما يجول بعقل المصريين ورؤية مصر لاهم القضايا بالعالم وانا على ثقة على قدرة الامم المتحدة على التعامل مع القضايا المختلفة وأضاف أن مصر الثورة لن تألو جهدا فى التواصل مع الامم المتحدة وتحقيق العدالة والكرامة والامن والاستقرار لجميع الشعوب وأنه لن يتحقق السلام في العالم الا اذا ادركنا جميعا اننا متساوون واننا نشترك في الكثير من الامل والطموحات .. السلام الذي اطرحه قائم على المصالح المتبادلة والتسامح وانا متفائل بتحقيقه اذا خلصت النوايا.
O N A