مصر الكبرى

04:13 مساءً EET

الصحف الأمريكية تهتم بتأكيد الرئيس مرسي بوجوب ارتباط حرية التعبير بالمسئولية

سيطرت أجواء اجتماعات الرؤساء في الدورة ال67 للجمعية العامة والندوات والمؤتمرات التي أقيمت علي هامشها على اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء.

وعلقت العديد من الصحف على كلمة الرئيس محمد مرسي خلال مبادرة كلينتون الدولية التي يحضرها زعماء الدول والتي أقيمت علي هامش أعمال الجمعية العامة وشارك فيها أمس الرئيس مرسي.ونشرت الصحف تقرير وكالة “اسوسيتيد بريس” من نيويورك تحت عنوان “الرئيس المصري مرسي يؤكد في ندوة كلينتون أن حرية التعبير يجب أن ترتبط بالمسئولية”.. في إشارة إلى كلمة مرسي أمام الحاضرين الذين جاءوا بأعداد كبيرة للاستماع إليه.وأشار التقرير إلى أن الرئيس مرسي هو أول رئيس مدني منتخب في مصر، ولاقت كلمته استحسانا حين قال لمستمعيه “عليكم أن تشاهدوا مصر الجديدة وأننا أصبح لدينا حقيقة واضحة بأن لدينا دولة مصر باتت دولة جديدة”.ونقل التقرير مقتطفات من كلمة مرسي التي ذكر فيها ضرورة وضع قواعد لحرية التعبير في تعليقه على مظاهرات العنف التي وقعت بسبب الفيلم المسيء الذي أثارغضباً واسعاً في العالم الإسلامي، والتي أشار فيها إلى أن الحرية يجب أن تتسم بالمسئولية خاصةً إذا ما كانت تلك الحرية تؤثر بالسلب على السلام الدولي والاستقرار، مؤكدا أن المصريين يتمتعون بحقوق متساوية، وذلك في تعقيبه على سؤال للرئيس كلينتون بشأن حرية المرأة والأقلية المسيحية الكبيرة في البلاد.كما نقل التقرير دعوة الرئيس مرسي إلي إعادة هيكلة المنظمات الدولية لكي تصبح أكثر ديمقراطية.وفي انتقاد غير مباشر للصين وروسيا بسبب تأييدهما للنظام السوري ولإسرائيل بسبب حصارها لغزة، قال الرئيس “إنني لا أستطيع ببساطة أن أشاهد الدماء تُراق في سوريا أو أن يموت الأطفال جوعا في غزة وأزعم أن النظام العالمي يعمل”.وفي تعليقه على الأوضاع في مصر، أكد مرسي أن هناك مشاكل تواجه مصر مثل البطالة وضعف البنية الأساسية في الكثير من المناطق، ولكنه أكد أنه متفائل بأن البشر يستطيعون تحسين الأوضاع إذا ما اتحدوا من أجل الأهداف السلمية وأنه كمسلم يعلم أن الله يساعد من يسعى لتلك الأهداف.
كما أشارت صحف ومواقع إخبارية أمريكية مثل “الجلوبال بوست” و”الديلي بيست” إلى أن الرئيس مرسي أكد أن الثورة المصرية التي قامت ضد الفساد الكبير الذي شهده المصريون في الفترة السابقة جاءت لتجاوز الأمور التي كانت تحدث في مصر، مثل العمليات القمعية التي كانت تقوم بها الشرطة ضد الشعب، ولفتت إلى تأكيده أن الثورة كانت سلمية وأن ألف شخص سقطوا شهداء خلال الثورة، وأن مصر دولة مدنية دستورية وقانونية وحديثة، وأن الحكومة الحالية تمثل الشعب.
ونقلت الصحف الأمريكية مطالبة الرئيس مرسي بمزيد من الفهم تجاه المنطقة ومزيد من الدعم الاقتصادي، وأبرزت تقاريرها مقتطفات من كلمة مرسي التي أدان فيها تلك المفاهيم، وأنه أكد أن الوضع في مصر حاليا مستقر، وأن مصر أصبحت مستعدة لاستقبال السائحين والاستثمارات.وأشارت التقارير إلى أنه قبل أيام من زيارته إلى نيويورك، أكد مرسي لصحيفة “نيويورك تايمز” أنه يتعين على واشنطن إصلاح العلاقات مع العالم العربي وتوطيدالعلاقات القوية مع مصر.ولفتت الصحف إلى ما قاله مرسي من أن مصر الجديدة ليست دولة ثيوقراطية ولا عسكرية، وأنه يجب رؤية النصف المليء من الكوب وليس النصف الفارغ.ومن جانبه، أشار موقع “هافنجتون بوست” الإخباري الأمريكي إلى أن الدبلوماسية العامة الأمريكية أصبحت تغير من نفسها حتى تتقبل الحقائق الجديدة في مصر باعتبارها أكبر دولة ربية، وأن دول الشرق الأوسط أصبحت لا تقع تحت هيمنة أي حاكم بعينه.وأضاف الموقع الإخباري أن الدبلوماسية العامة الأمريكية بعد عام 2001 بدأت تتحول تدريجياً إلى التعامل باحترام مع ثقافة العالمين العربي والإسلامي، وهو ما يجب أن يتم الإسراع به حالياً بعد الربيع العرب.
ورصد الموقع وجود بعض المعوقات في هذا السبيل مثل التحرك البطيء بين الأمريكيين للتخلص من الصورة النمطية عن الأخريين وهي التي سيطرت على العلاقات بيننا وبين العرب المسلمين لعقود طويلة.وفيما يتعلق بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأمم المتحدة، أشارت الكاتبة هلين كوبر في صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الرئيس أوباما ركز في كلمته على الدفاع عن إيمان أمريكا الراسخ بحرية التعبير وطالب الديمقراطيات العربية الناشئة بالعمل علي ضمان هذا الحق حتى في مواجهة العنف.ولفتت إلى أنه يبدو أن كلمة أوباما كانت موجهة بالأساس للجمهور العام وليس لزعماء العالم فحسب حيث أكد أن هذه المبادئ (أي حرية التعبير) ليست قيماً أمريكيةأو غربية بلي هي مبادئ عالمية وتعهد بحماية تمتع الأمريكيين بالقدرة علي قول كل ما يفكرون فيه.
حيث يبدو من تحليل هذه الجزئية تحديداً أن أوباما كان يشير ضمنياً إلى ما قاله الرئيس مرسي في حديثه للنيويورك تايمز أنه يجب على الغرب وأمريكا احترام الثقافة العربية.
أ ش أ

التعليقات