مصر الكبرى
عمرو الباز يكتب … القراءة للجميع ولا المانجو للجميع ؟
بعد ثورة يناير ظن الكثيرون أن هناك تغيراً ملموساً سيحدث وسيأتى الرئيس الذى يرعى مصالح شعبه بعيداً عن الحاشية التى تعينه على الحكم وتنهب ثروات البلاد والجميع بدأ يسأل أين تذهب إيرادات مصر أين تختفى إيرادات قناة السويس ؟
وهل لا يشعر الرئيس بالمواطن الذى لا يستطيع توفير احتياجاته الأساسية له ولأسرته ؟ وهل لا يعرف من الاحصاءات على الاقل تراجع نسب الزواج بين الشباب ؟ لنفاجئ بالإجابة أن الرئيس السابق كان يعرف عن أحوال الشعب من التقارير التى كانت تذهب إليه عن أعداد أجهزة التكييف داخل كل منزل وعدد السيارات الفارهة التى دخلت مصر فى الفترة الأخيرة فظن أن الشعب أصبح لا يحتاج إلى أى نظرة وترك الأمور ظنا منه أنها فى يد أمينة .
بعد الثورة وانتخاب رئيس أتى من قلب الشعب المصرى وكما كان يقول أن منكم وفلاح مثلكم ولا أتميز عنكم لنرى المشهد يتكرر مرة أخرى فالرئيس يخرج علينا بحدث تليفزيونى يتباهى بسعر المانجو وأنها فى متناول الجميع ويستطيع كل مواطن الحصول عليها وتناسى السلع الأساسية التى لا يستطيع أن يحصل عليها الكثير من المواطنين .
وقتها أدركت أننا لم نقم بثورة أو أن كرسى الحكم له سحره الخاص الذى ينسى من يجلس عليه الواجبات والإلتزامات التى لديه فأصبح هذا الرئيس كمثله لا يرى المواطن البسيط الذى ينزل الأسواق ليشاهد فقط ولا يستطيع الحصول على ما يريد من حد أدنى من السلع التى تعينه على المعيشة .
فالرئيس قبل الثورة هو نفس الرئيس بعد الثورة الجميع يخرج علينا بشعارات محاربة الفساد والمفسدين ونجد أنهم يسيرون فى نفس الطريق فالتقارير هى وحدها هى مصدر معلوماتهم .
الطريقة وحدها والاسم اختلف فالمصطلحات هى نفسها التى تستخدم المواطن محدود الدخل الذى أصبح معدوم الدخل هو من يحاول كل من يتكلم أن يغازله وبكل أسف يغازله فقط بالعبارات والمصطلحات ولا يغازله بأن يعمل من أجله .
عفواً فهذه ليست ثورة وهذا ليس رئيس الثورة وهذه ليست هى العدالة الاجتماعية بعد أن مللنا من مهرجان القراءة للجميع تغير بعد الثورة لمهرجان المانجو للجميع