علوم وتكنولوجيا
تحت شعار «المعرفة ثروة لا تنضب» .. سلطنة عُمان تشهد فعاليات ملتقى الشباب
فى سلطنة عُمان أقيمت فعاليات ملتقى الشباب العماني في نسخته الثالثة، في ولاية بركاء تحت شعار “المعرفة ثروة لا تنضب” تضمن برنامجه مجموعة كبيرة من المحاضرات وحلقات عمل حول اقتصاد المعرفة . تم تنظيم الملتقى فى إطار مواصلة تفعيل خطط رعاية الشباب تنفيذا للرؤى والسياسات الإستراتيجية بعيدة المدى التى يوجه بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان ،والتي تؤكد أيضا الحرص على توفير المزيد من فرص العمل والتدريب الجديدة مع تشجيع الكوادر الوطنية وإتاحة كافة السبل أمام الشباب والشابات لمواكبة العصر والاستفادة من أحدث المستجدات العلمية والتقنية والتكنولوجية وتوظيفها فى برامج التنمية المستدامة الشاملة لصالح الأجيال المقبلة مع منح أولوية متقدمة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،لاسيما المرتبطة منها بسياسات الرؤية المستقبلية ونشر الحداثة العلمية.
أقيمت احتفالية افتتاح الملتقى تحت رعاية الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وتركزت المناقشات على قضايا اقتصاد المعرفة فى ظل أهميته المتزايدة في العصر الحالى ، ولذلك تعده الدول المتقدمة أحد المصادرً الرئيسية للدخل الوطنى . شارك فى الفعاليات مجموعة كبيرة من الشباب مختلف محافظات السلطنة وقد مثلت الفتيات نسبة 50 % من المشاركين . دارت المحاضرات حول أهمية اقتصاد المعرفة وركائزه ، والبحث العلمي كمحرك جديد للاقتصاد، والوعي ألمعلوماتي، وخطط إعداد المشروعات التى تسهم في رفع الاقتصاد المعرفي العماني.
من جانبه أكد الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الاعلام في كلمة وجهها للشباب على أهمية عقد الملتقى الذي يعد فكرة رائعة ،مؤكدا أن الشباب هم أمل الوطن ودعامته الراسخة.
استهدف تنظيم هذه الفعالية المبتكرة استثمار الطاقات والإمكانات والقدرات الشبابية فى مجالات تسهم وبشكل فاعل في تنمية الاقتصاد الوطني وتطوير مختلف جوانب الحياة، حيث يعد اقتصاد المعرفة اليوم المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي، إذ يقوم على تنمية الموارد البشرية علمياً ومعرفياً كي تتمكن من التعامل مع التقنيات الحديثة والمتطورة، معتمداً على القدرات التي يمتلكها العنصر البشري كمورد استثماري، وكسلعة استراتيجية، وكخدمة وكمصدر للدخل الوطنى ، كما يواكب اختيار هذا الموضوع توجهات السلطنة نحو التحول نحو ذلك النوع من الاقتصاد والذي يتطلب تأهيل الشباب بحيث يكونوا عنصراً منتجاً ومستثمراً للمعرفة، ومدركاً لمفاهيم ومرتكزات اقتصاد المعرفة.
المركز الوطني للابتكار
فى سياق متصل انتهى مجلس البحث العلمى بسلطنة عُمان من إعداد دراسة موسعة حول إنشاء المركز الوطني للابتكار وتعكف حاليا على دراستها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
تقرر إنشاء المركز فى إطار خطط الاهتمام بتطوير الصناعات المعرفية ، وبناء القدرات البحثية لتحقيق النمو الصناعي المستدام، وتنفيذ المشروعات التجريبية ،وتنسيق الجهود مع المؤسسات المعنية من خلال مركز وطني ذي مواصفات دولية لتبادل الخبرات وتفعيل التعاون الدولي المشترك ليكون ذا تميز إقليمي واعتراف عالمي.
من جانبه قام مجلس البحث العلمي بخطوات فعالة في وضع الآليات والاستراتيجيات التي تنظم نشاطه .
تم مناقشة الدراسة المبدئية في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة للأخذ برأي المشاركين فيه. كما تم تنظيم حلقة عمل دولية لبحث تحديد عناصر رؤية واضحة لعمل المركز والأهداف المتوقعة.
للتعرف على أحدث النظم العالمية المتبعة في هذا المجال تم تنظيم زيارات للخبراء العمانيين الى مراكز مشابهة ذات سمعة عالمية، حيث اجتمعوا مع استشاريين دوليين لوضع النسخة المبدئية لخطة عمل المركز . ثم تم عرض مشروع الوثيقة النهائية على الهيئة الاستشارية لمجلس البحث العلمي ، ثم هيئة مجلس البحث العلمي .
على ضوء ذلك يؤدى المجلس دورا رئيسيا في دعم وتمكين الباحثين والمبتكرين من خلال تهيئة البيئة المناسبة لهم ووضع برامج تخصصية وتوجيهية لتشجيعهم من خلال عدة آليات منها برنامج المراكز المتخصصة الذى يضم ثلاثة مشاريع رئيسية منها مشروع الإستراتيجية الوطنية للابتكار، والتى تم اعتماد خارطة طريق لتطويرها ، وترتكز على خمسة محاور من أهمها تحديث وسائل إدارة الموارد البشرية، ونقل التكنولوجيا والملكية الفكرية ، والابتكار في ريادة الأعمال من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتفعيل الأدوار التكاملية بين القطاعين العام والخاص
مشروع واحة الابتكار
فى سياق متصل اعتمدت الهيئة الاستشارية لمجلس البحث العلمي مشروع واحة الابتكار الذى يتكلف 6.2 مليون ريال لخدمة الموهوبين بدءا من الباحثين في الجامعات وطلاب المدارس بالإضافة إلى المبتكرين فى كافة المؤسسات .
يشرف المجلس أيضا على العديد من البرامج المتنوعة منها مركز الابتكار الصناعي الذي تم إنشاؤه عام 2010 بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ممثلة في المؤسسة العامة للمناطق الصناعية، ويهدف إلى دعم المؤسسات الصناعية العمانية بالاستعانة بالجامعات ومراكز البحوث والأخصائيين لتسخير الإمكانات بما يخدم الصناعة الوطنية عن طريق دعم المشروعات غير التقليدية لصالح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الناجحة مع تكوين شبكة تسهم في رفع مستوى الوعي بأهمية البحث العلمى في المجتمع وربط منتجي المعرفة والابتكارات بالمستفيدين منها .
كما قام المجلس بتدشين برنامج الابتكار الأكاديمي بتكلفة 1.2 مليون ريال لترسيخ ممارسة هذه الثقافة في الوسط العماني الأكاديمي ،وذلك بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس من خلال لجنة توجيهية مشتركة تخضع بدورها للجنة استشارية مختارة من القطاعين العام والخاص.