كتاب 11

08:13 صباحًا EET

القمة العربية: برافو الكويت

برافو كويت ، تلخص نجاح الكويت،  ليس فقط في اعداد مؤتمر عالمي  حشد الزعماء، بل ايضا ععبور بسفينة قمة الجامعة العربية  الخامسة والعشرين بحر هائج كمثلث برمودا وبحارة السفينة في شجار، خاصة وصغارهم يهددون بالتوجه نحو مياه لاخرائط ملاحية تعرف لها.

الرابع من المؤتمرات  العالمية (وبينهم كساندويتش مؤتمر  المانحين لسوريا) التي نظمها الكويتيون في اربعة اشهر.  القمة العربية الافريقية باعداد قياسية  لدعم التعاون بين المنطقة العربية والاتحاد الافريقي  ( تسعة بلدان اعضاء في المنظمتين) بمبادرة من امير الكويت الشيخ صباح الاحمد في نوفمبر الماضي، فقمة مجلسي التعاون الخليجي في ديسمبر ، فالقمة العربية.

شعار القمة “التضامن من اجل مستقبل افضل”، وفي الافق  غيوم عاصفة الانقسام باضرار هي الاكبر منذ قمة القاهرة الطارئة في اغسطس 1990 لبحث العدوان البعثي على الكويت .
نصف بلدان مجلس التعاون الخليجي استدعت سفرائها من بلد واحد.

تناقصت بمرور السنين ثقة الناس في  مؤتمرات الجامعة من الشعارات السياسية ورفع توصيات ( عادة تفوق قدرة العرب والجامعة وامكانياتها على وضعها  اطار التنفيذ )، و كانت المخاوف هذه المرة الانتهاء الى خلاف مدمر .

وبغذاء عقلي من تظرية المؤامرة فسر اكثر  المعلقين الاقتراحات الطليعية التي قدمها الدكتور نبيل العربي ، السكرتير العام للجامعة، بالتركيز على الاقتصاد والتعاون الاقتصادي ، بانها هروب من واقع سياسي حول الازمات الى طموحات اقتصادية.

وعلى ارض الواقع مسالة ادراج هذا الخلاف  على اجندة القمة، او تاجيله الى بحث  مجلس التعاون الخليجي ، احسن الجميع بتركها لحكمة وتقدير امير الكويت من منطلق واقعي. فلايوجد  زعيم عربي، او حتى رجل دولة  عالمي يمتلك  خبرة عملية وديبلوماسية اقليميا ودوليا  مثل الشيخ صباح الاحمد.
والمؤرخون الدارسون للمشهد العالمي والديبلوماسية الدولية للنصف قرن الاخير سيجد بضعة اسماء في كل صفحة من صفحات كتاب التاريخ  خط فقراته : الشيخ صباح الاحمد، ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، ووزير خارجية  الاتحاد السوفيتي السابق اندريه غروميكو،  ووزير الخارجية المصري الاشهر والمندوب في الامم المتحدة الدكتور محمود فوزي .     

تعقد الامر تطلب حكمة وحساسية؛ فالقرارات تتخذ بالاجماع.

والخلاف حول الامن القومي لكل دولة وضرورة تعامل الجامعة مع ظاهرة الارهاب يتجاوز بلدان التعاون الخليجي.

خلاف حول معاهدات امنية مشتركة والتعامل مع الارهاب   – وادلة جمعتها مخابرات واجهزة الامن  السعودية والاماراتية والمصرية لدعم بلدان موقعة على ميثاق الجامعة ومجلس التعا ون لجماعات ارهابية  . اي تجاوز الامر، اقليميا مجلس التعاون ليشمل بلدان خارج المجلس .

بلدان يسقط مواطنيها ضحايا الارهاب كاليمن والعراق ومصر والتي تخوض، كقدرها التاريخي حربا على ارهاب يستهدف العرب والمسلمين.

البيان الختامي، الذي صيغ بخبرة ديبلوماسية تراعي هذه التناقضات، تضمن فقرة مكافحة الارهاب بتوصيات تحذر من  دعم جماعات  الارهاب باي شكل من الاشكال، سواء  بالمال او المعدات او الدعم اللوجيستي او  السياسي، او تهيئة  المناخ الفكري  لايدولوجية تبرر الارهاب باعادة تغليفه او استضافة وايواء  زعماء هذه الجماعات وفقهائهم ومنظريهم  الايدولوجيين. ورغم عدم ذكرها بالاسماء فالتوصية واضحة بعدم  تمويل الفضائيات الغوغائية كمنابر تستضيف الارهابيين وتسميهم مجاهدين اومعارضين لشعوبهم .

 فالمادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية الموقع في انشاص عام 1945  ( وهي مواد استمر محامو الجامعة في دراستها لاكثر من عام كامل مثلما اوضح الدكتور العربي) توجه الدول الاعضاء لعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبقية الموقعين على الميثاق باي سيل قد تؤثر على النظام السياسي او تحاول تغييره.

ولذا فدعم جماعة كالاخوان، الارهابية في حكم قوانين مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات، او كالحوثيين في اليمن او جماعات  في العراق هو خرق للمادة الثامنة من ميثاق الجامعة..

ورغم خلافات ارجح معظم الصحفيين الاحتمالات الى  تاثيرها السلبي علي صياغة الب\يان الختامي، فان الديبلوماسية الكويتية نجحت في صياغة بيان يدين الارهاب ويوصي بعزله وعدم دعم الجماعات الارهابية بالتمويل، وتجفيف المنابع الفكرية، وايواء فلاسفة الارهاب وفقهائه ومبرريه و توصية بعدم اتاحة منابر الدعاية للإرهابيين في اشارة واضحة لقنوات تلفزيونات التحريض والمغالطة العابرة للحدود.

كلمات الجلسة الختامية  فرصة لتوثيق مواقف مبدئية تضع اصحابها في اختبار امام الشعوب وامام التاريخ لأجيال قادمة.

ورغم توصيف البيان الختامي للارهاب بوضوح والتوصية  بعدم المغالطة بتسمية الجماعات الارهابية كالاخوان  مجرد ” معارضة” …فان البعض ، خاصة ناقصي  الخبرة وحديثي العهد بالسياسات  الاقليمية والعالمية، كابر بعناد في تسميتهعم ” معارضة”

 .اقوى ثلاثة بيانات في هذ الشان جائت من العراق، والمملكة السعودية ومصر. اوضح البيان العراقي بقوة بان البلاد  ليس فيها سجناء من المعارضة وانما متهمين تحت بنود القانون الجنائي لارتكابهم القتل والعنف عن طريق الارهاب.

ولي عهد المملكة الامير سلمان بن عبد العزيز كانت كلمته قوية في الموقف الثابت الرائد للمملكة بزعامة خادم الحرمين الشريفيين،  من دعم مصر والمشاركة الفعلية في الحرب على الارهاب، وبحكمته وخبرته الطويلة بين الفرق بين المعارضة والارهاب.  كلمة رئيس الوفد المصري ( رئيس الدولة المؤقت) المستشار عدلي منصور كانت  بلغة القضاء والقانون مقتبسا من المادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية بالنسبة لدول اعضاء تمول  الجماعة باعادة تغليفها  ” كمعارضة”.        

على المستوى الدول تستحق الاتصالات الديبلوماسية الكويتية التهنئة بتوقيت صول برقية الزعيم الروسي فلاديمير بوتين يسجل فيها تاييد شعبه العظيم   بلاشروط لتوصيات قمة الكويت ويعرض كافة المساعدات والتعاون؛  و برقية بالمعني نفسه من الزعيم الصيني  زيي ينحبينغ …. في الوقت نفسه الذي اجتمع فيه قادة الغرب في هولندا لاتخاذ مواقف ضد روسيا، بينما مواقفهم من الشعب المصري في حربه على الارهاب غير واضحة وغير مطمئنة للمصريين والعرب.

التضامن الاكثر وضوحا كان مع مصر، وتمرير دولة الامارات دورها في استضافة القمة القادمة ،كان  اشارة لا تخطئها العين لوقوف العرب كتفا الى  كتف مع المصريين في حربهم على الارهاب؛ واشارة بان مصر “الارضية” مستقرة؛  لا ” مصر الفضائيات”  التي تزيف صور تقارير  في فضائيات  طرق  التضليل …

ورغم غياب قرارات وتوصيات تترجم الى قروش زيادة في جيب المواطن ( كتوحيد تعريفة التليفون المحمول تحت اتفاقية المواصلات العريبة فلا “تخرب ” شركات التليفون بيت من يستخدم تليفونه تجوالا  roaming في بلد مجاور) .. ، فان القمة نجحت  في المضي للامام،  ونتطلع لحكمة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد وديبلوكاسية بلاده في توصيل السفينة  الى القاهرة في القمة السادسة والعشرين…

 و برافو ياكويت

التعليقات