الحراك السياسي
“تنحي” مبارك و”عزل” مرسي و”ترشح” السيسي.. خطابات انتظرها المصريون طويلا
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعيش فيها الشعب المصري لحظات الانتظار الطويلة في انتظار قرار سيادي، أو خطاب هام للرئيس، فمنذ انطلاق ثورة 25 يناير 2011، والشعب ينتظر قرارات طال توقيت حسمها، ولكن الخطاب بيد صانع القرار، الذي يحدد القرار المناسب في التوقيت المناسب.
18 يومًا بميدان التحرير، والمتظاهرون يهتفون “الشعب يريد إسقاط النظام”، والرئيس الأسبق مبارك يخرج بأكثر من خطاب للتهدئة فتطول فترة الانتظار، حتى جاء عصر يوم 11 فبراير، ويصل إلى مبنى التليفزيون المصري مظروف مغلق في يد أحد قادة الجيش، يسلّمه لرئيس قطاع الأخبار، لينوّه التليفزيون لعبارة “نذيع عليكم بيانًا هامًا بعد قليل”، بعدها بوقت قليل، يفتح المظروف ويخرج الشريط، وتدار ماكينة البث لمدة لا تتجاوز الدقيقة، أعلن خلالها اللواء عمر سليمان “تنحي مبارك”، بعدها يخرج الملايين في الشارع للاحتفال بخطاب تشوّقوا له.
السيناريو نفسه بتفاصيل مشابهة يتكرر يوم 30 يونيو 2013، وبعد عام من حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان، خرج الملايين في الشارع بعد حملة توقيعات استمارة “تمرد” التي ظلّت تعمل لأكثر من شهرين لسحب الثقة منه، ولكن القوات المسلحة أمهلت “مرسي” والقوى السياسية مدة لتوفيق الأوضاع، وظل “مرسي” على عناده بحديث “الشرعية”، وبعد بيانين للجيش حول الأوضاع، خرج الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، على شاشة التليفزيون وفي حضور ممثلي القوى السياسية وشيخ الأزهر وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، ليعلن عزل “محمد مرسي” من رئاسة الجمهورية، وإعلان بنود خارطة الطريق، وذلك في 3 يوليو 2013.
بعد عزل “مرسي” بدأت تنتشر في الشارع المصري دعوات ترشح “السيسي” للرئاسة، باعتباره بطلاً شعبيًا خلّص مصر من حكم “الإخوان”، ومن وقتها وحتى يومنا ينتظر الشعب قرار “المشير” بالترشّح للرئاسة، ويجمعون توقيعات شعبية لخوضه الانتخابات، وكل يوم تخرج تصريحات وتُذاع بيانات تلمح بترشحه، وبتاريخ اليوم 26 مارس، ينتظر الشعب قرارًا قد يكون فيه نهاية للجدل المُثار، سيحسم فيه المشير أمر ترشحه بشكل نهائي.