كتاب 11

09:09 صباحًا EET

خطة الاحتواء.. للنخبة المصرية

إذا كان هناك أعداء لمصر على حدودها يتآمرون على الجيش، وإرهاب ممنهج على أرضها يترصد للشرطة.. فهناك أيضاً مؤامرة إقليمية خطيرة تنسج بدقة واحتراف ضد الشعب المصرى.. فجماعة الإخوان كانت تنسق مع النظام الإيرانى الخامنئى منذ سنوات طويلة قبل ثورة يناير، مما جعل التعاون واضحاً بعد الثورة فى فتح السجون وقتل الجنود وهروب الإخوان وخلية حزب الله وغيرهم، فقد كانت الجماعة المحظورة تحلم بعد أن وصلت إلى السلطة بأن تكون حرساً ثورياً مصرياً، وتستولى على مؤسسات الدولة كما فعل الخمينى بعد أن وصل إلى الحكم، لذلك وجدنا زيارة عصام الحداد إلى طهران وزيارة أحمدى نجاد إلى مصر.

وثبت عدد من المراسلات من الإخوان إلى إيران تحمل تقارير أمنية وسياسية تهدد الأمن القومى المصرى.. وبعد أن خلع الشعب المصرى هذا النظام العميل لإيران وجدنا الإعلام الإيرانى يطلق عليه انقلاباً، ووجدناً دعماً غير مباشر للإخوان، فهى تستضيف بعضاً من الهاربين والمطلوبين من هذا التنظيم الدولى، وتعمل الآن على استقطاب عدد من الثوار والسياسيين والإعلاميين لتنظيم جلسات منتظمة، تحت دعوة العشاء فى منزل السفير أو فى الفنادق الفاخرة للتعبير عن الاهتمام والدعم والكرم فى الضيافة، يشارك معهم عدد من الحرس الثورى الإيرانى بشكل مدنى، مهمتهم فتح باب التواصل والاحتواء لهذه النخبة بهدف الاستقطاب والتوجيه غير المباشر لمرشح معين ناصرى له علاقات ممتازة منذ سنوات مع نظام إيرانى..

نعم هذا هو الجزء الأول، أما على التوازى، فنجد إيران تقدم للشباب منحاً دراسية فى جامعات طهران كما تقدم لهم الإغراء الأكبر فى الذهاب إلى لبنان، حيث هناك إحدى الجامعات الإيرانية الموجودة فى مناطق حزب الله! وذلك مع التشجيع على الزواج من الإيرانيات واللبنانيات اللائى تتبعن خطتهم لتضمن ولاء هؤلاء الشباب.. أما البسطاء من العمال فى داخل مصر أو خارجها، فتقوم بتجنيدهم بأسلوب الدعم والتثقيف لمحو أمية السلاح (بمعنى التدريب على السلاح) ليشكلوا طابوراً خامساً مصرياً مسلحاً، فقد نجحت هذه الخطة من قبل فى اليمن، فأظهرت الحوثيين، ونجحت فى لبنان، وأنتجت حزب الله، وفى العراق وجدنا فيلق القدس للأسف لا يدرك الكثيرون أبعاد المؤامرة والخطوات الممنهجة..

للسيطرة على النخبة فى المجتمع المصرى، ولا يعلم كل شاب مندفع عاطفى متواضع الخبرة السياسية أنه هدف سهل للمؤامرة الإيرانية التى تسعى إلى تحييد الدور المصرى فى المنطقة، عن طريق توسيع الفرقة والنزاع بين شعبها، فيتحول لدور ثانوى ضعيف بدلاً من أن يصبح لها دور عربى إقليمى ودولى قوى يحمى أكبر الدول العربية والخليج.

التعليقات