عرب وعالم

12:43 مساءً EET

مفتي عام سلطنة عمان: علي الشباب المعاصر أن يتسلح بالعلم

أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان أن على الشباب أن يتسلح بسلاح الإيمان الذي يبصّره بمسالك الطريق، ويقوده إلى الله، ويعرّفه بالدار الآخرة ، موضحا أن الإيمان هو الطاقة التي تدفع الانسان إلى أن يأتي الصالحات ويحرص عليها ويكون في مجتمعه عضوا بناء يسابق إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحرص على إرضاء الله سبحانه وتعالى. وأوضح أن قيمة هذه الحياة هي بقدر ما تعمر بالأعمال الصالحة، وبقدر ما ينفع الناس ، وبما يتقربون به إلى الله وخدمتهم لعباده، وأن خير الناس انفعهم للناس، مشيرا إلى أن منقلب الإنسان بحسب ما يؤثر في هذه الحياة الدنيا، وأنه بين إيثار لهذه الدنيا على الآخرة وبين إيثار للآخرة على الأولى.

جاء ذلك خلال محاضرة دينية ألقاها . وأضاف : بالنسبة الى العذاب فحدث ولا حرج في نار الجحيم، هذه النار التي تتقد باستمرار، تأتي على كل شيء في الانسان، تأكل ظاهره وباطنة،ان اراد ان يشرب لا ينقذ الا بالحميم والعياذ بالله، الذي تتقطع منه الأكباد ويتقطع كل ما في البطن، فإذن هذا الانسان بإيمانه يقيس بين المنقلبين، ولا بد من أن يؤثر المنقلب الصحيح،و أن يؤثر المنقلب الى جنة عرضها السموات والأرض، ولا بد من ان يسلك الى هذه الجنة السبيل المفضي اليها، فان الله سبحانه وتعالى بيّن كيف مصير من يريد الدنيا ومصير من يريد الآخرة، الله سبحانه وتعالى يقول: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، ويقول سبحانه وتعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)، ويقول عز من قائل: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا، وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا). ويقول: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى، وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).

وأضاف : يكون منقلب الانسان بحسب ما يؤثر في هذه الحياة الدنيا هو بين ايثار لهذه الدنيا على الاخرة وبين ايثار للآخرة على الاولى، هذا الايمان هو الطاقة التي تدفع الانسان الى أن يأتي الصالحات ويحرص عليها ويكون في مجتمعه عضوا بناء يسابق الى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحرص على ارضاء الله سبحانه وتعالى، ولا ريب ان هذا الايمان يحرص اعداء الحق والدين على زعزعته بكل ما يملكون من وسيلة، كما يحرص اولئك على زعزعة هذا الايمان بما يملكون من وسائل، مسائل معنوية، ومسائل حسية، كما يحاولون ان يشككوا المسلم في ايمانه وان ينحرفوا بالشباب، جاءتنا اخبار وتأكدنا من صدقها بأن هناك فئات من الشباب يريدون ان يغووا الشباب من الجنسين، وايضا هؤلاء الذين يقومون بهذا الدور – دور الاغواء – هم من الجنسين، يشيعون الالحاد في الناس ويجمعون بين الفتيان والفتيات ويحرصون على غرس مبادئ الالحاد فيهم وصدهم عن سبيل الله، وقولهم ان الانسان لا يعيش حرا، الا اذا قطع صلته بالايمان بالله واليوم الاخر، لان الايمان بالله واليوم الآخر هو الذي يقيد حرية الانسان لا سيما الشباب ويحول بينهم وبين الاستمتاع بمتع هذه الحياة، فلذلك يغرسون هذه المبادئ وهذه الافكار في الناس، وبجانب هذا هناك فئات تتستر بشعارات متعددة، هذه الشعارات ربما غرّت الناس في وقت من الاوقات وظنوا فيها الخير، ولكن تكشفت عما تنطوي عليه . ويضيف سماحته: هناك من يسمون انفسهم العقلانيين كانوا في وقت من الاوقات يتظاهرون بالغيرة على القرآن الكريم، ويدّعون بانهم مستمسكون بالقرآن الكريم، وهم ابعد الناس عن القرآن وأكفر الناس بالله وبما انزل في كتابه وبما جاء نبيه عليه الصلاة والسلام، هؤلاء ايضا يريدون ان يزهّدوا الناس في الدار الاخرة حتى ان منهم من قال ان ما ذكر في القرآن الكريم من التشويق الى الآخرة وان في الآخرة جنات تجري من تحتها الانهار يجب ان يفسر تفسيرا حضاريا، التفسير الحضاري يعني ان يهتم الناس في هذه الدنيا بحفر الآبار وتشقيق الانهار واجرائها وغرس الأشجار حتى يعيشوا في ظلال وفي بحبوحة من العيش، معنى ذلك ان الاهتمام انما يكون بهذه الدنيا ولا يكون الاهتمام بالدار الآخرة ولذلك ايضا فسّر هؤلاء قيام الليل الذي يدعو اليه القرآن وتدعو اليه السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام بمعنى الضرب في الأسواق ان يتردد الناس في الاسواق في الليل لأجل كسب العيش، وقالوا ان تفسير القيام بالعبادة انما هو تفسير سلبي، هكذا بلغ بهم الضلال وقد عموا عن قول الله تعالى في وصف عباد الرحمن (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) الى غير ذلك من الآيات التي تدل على ان قيام الليل انما هو قيام عبادة، وهذا لا يعني ان الانسان يحرم نفسه من كسب ما هو محتاج اليه في الحياة ولكن على ان يكون ذلك مؤطرا في اطار الفضيلة وفي اطار شرع الله سبحانه وتعالى مع الاهتمام بالدار الآخرة وألا يكون اهتمامه بالدنيا اكثر من اهتمامه بالآخرة، فان الدنيا كما قلت لا تسوى بجانب الآخرة شيئا، هؤلاء اصبحوا وهم والملاحدة الصرحاء في خندق واحد يحاربون الاسلام ويحاولون ان يجتثوا العقيدة الاسلامية بما يثيرونه من الشكوك في هذه العقيدة.

 

التعليقات