آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب : كل سنة وانتي طيبة
حبيبتي الإنسانه التي هي أغلي البشر عندي بعد الله ورسوله . والتي انا أغلي البشر في قلبها يشاركني في ذلك محمد وعبد الناصر وسوسن . معلمتي الأولي وقارئتي الأولي ومصدر القوة لدي . ومصدر الحنان المجرد من أي غاية . تعجز الكلمات عن وصف حب أي أم لأولادها .
وتعجز الكلمات عن وصفك أمي . كانت في الثامنة والعشرين عندما توفي أبي وتركنا جميعا ونحن نحتاج إليه فهي تكبرني بسبعة عشر عاما فقط . وذلك جعلني أشعر أني أختها . تعطينا كل ما تملك بلا قيد أو شرط . أتذكر عندما كنت أعود من المدرسة في الإعدادي والثانوي كانت تسألني ماذا أخذت من الدروس؟ ومن قام بالتدريس لنا ؟ومع من عدت من المدرسة ؟ وكنت أكره هذه الأسئلة ولم أدرك أنها وحيده طوال الصباح تنتظر من تتحدث معه .
كانت تثق بي وجعلتني أثق بنفسي . أقول لها ما سوف اقوله في الصباح في الإذاعة المدرسية قبل أن أذهب لمدرستي وتشجعني . علمتني عندما أريد شيئا أصمم عليه , أخذت من صفاتها صلابة الرأس والتصميم والقوة في الحق . مرة وأنا في الصف الاول الإعدادي رأتني أنظر من شباك الغرفة وقد جعلته مواربا فقالت لي أخرجي أنظري من البلكونة لا تنظري هكذا مثل المتلصصين .
فتعلمت أن افعل ما اريد طالما ليس خطأ واوجه به العالم ولا أفعل الخطأ في الخفاء أبدا .ما أستطيع فعله في بلدي وأمام الناس أفعله . ومالا استطيع فعله في بلدي لا أفعله . ويوما كنت في الصف الأول الإبتدائي وكنت بمدرسة النقراشي وتبعد كثيرا عن منزلنا وكان لدينا شغالة تذهب معي في الصباح وتنتظر عودتي لتأخذني عند الظهر . وخرجت معها الصباح ورفضت أذهب للمدرسة . ونادتني أمي من البلكونه أن أذهب فقلت لا .
وقالت أطلعي فوق وقلت لا . ونزلت أخذتني من الشارع بنفسها ووضعت لي شطه حمراء في فمي ثم غسلته وجعلتني أذهب بحالتي للمدرسة وكان ذلك اليوم الوحيد في عمري الذي نطقت فيه كلمه لن أذهب للمدرسة . وعرفت بعد ذلك لما فعلت ذلك . لانها كانت تذهب إلي منزل عمتها بجوار مدرستها وما درست وندمت طوال عمرها انها لم تحصل علي شهادة . وفعلا لديها من الذكاء ما يؤهلها لأعلي الشهادات ولكنه لعب الصغار ضيع فرصتها .
فأرادت أن تحقق ذاتها من خلالي . جعلتني متفوقة . كانت أسعد الناس عندما أكون الأولي علي المدرسة . وعندما كنت أريد شيئا أذهب إليها فإن أقتنعت ما يهمني أحد آخر من البشر . وإن رفضت أعلم أنني لن أستطيع فعل أي شئ . شخصيتها قوية حال 90% من نساء الصعيد . ما استطعت أن أكون بمثل كرمها لان الكرم من الصفات الموجودة في الجينات لا يتعلمه الشخص وأن أكتسب من العادات او من الدين فلن يكون كما هو بالفطرة .
كنت أرفض أن أعطي سائل بالشارع يتسول وأظنه كاذبا فقالت لي إذا سألك سائل أعطيه ولو كان علي ظهر الحصان .كثيرا ما اعارضها ومن داخلي اني أنا الصح لأني عندي علم أكثر . وتثبت لي الأيام دائما أنها هي الصح لأنها تملك عقلا اكبر وقلبا أكثر نضوجا .
أخذت منها الحكم علي الناس بالحدس وبالقلب , ودائما قلبي يصدقني ومن الوهلة الأولي ويكون حكمه صحيح مثلما تفعل هي . رأيتها تعتني بكل ما يدور في البلد وتستمع إلي الإذاعة والتلفزيون . ومتابع جيد لنشرات الأخبار وذلك منذ زمن بعيد ومازالت . بارك الله فيكي يا أمي وأنعم عليك بالعفو والعافية . ورزقك فرحا وسرورا .ورحم الله جدتي أمي الثانية . وبارك الله في أم الدنيا مصر . وكل عام وكل أم علي وجه الأرض بخير وصحة وسلام .