عرب وعالم

11:13 صباحًا EET

عمليات البحث عن الطائرة الماليزية تمتد برا وبحرا

بدأت الصين، اليوم الثلاثاء، أعمال البحث على أراضيها عن الطائرة الماليزية المفقودة التي اختفت قبل عشرة أيام وعلى متنها 239 شخصا، فيما أعلنت أستراليا أن عمليات البحث التي أطلقت في المحيط الهندي ستستغرق عدة أسابيع.

وتشارك أكثر من 25 دولة في عمليات البحث عن الطائرة المفقودة في مناطق شاسعة في العالم: من شمال تايلاند إلى آسيا الوسطى ضمن الممر الشمالي (الذي يغطي قسما من الصين) ومن إندونيسيا إلى جنوب المحيط الهندي ضمن الممر الجنوبي.

وفي المحيط الهندي تشمل منطقة البحث 600 ألف كلم مربع حول نقطة تقع على بعد ثلاثة آلاف كلم جنوب غرب مدينة بيرث على السواحل الغربية لأستراليا.

وقال جون يونج قائد العمليات لدى سلطة الأمن البحري الأسترالية أن العملية “ستستغرق عدة أسابيع على الأقل”.

من جهة أخرى، أعلنت الصين أنها لم تعثر على أي عنصر من شأنه أن يثير الشكوك حول رعاياها الـ153 الذين كانوا على متن الطائرة الماليزية المفقودة.

وقال السفير الصيني في ماليزيا هوانج هويكانج، كما نقلت عنه الثلاثاء وكالة أنباء الصين الجديدة “لم نعثر على أي دليل على ضلوع ركاب صينيين في احتمال خطف الطائرة أو تنفيذ اعتداء”.

يشار إلى أن ثلثي ركاب طائرة البوينج 777 التي كانت تقوم بالرحلة أم أتش 370 بين كوالالمبور وبكين، كانوا صينيين. وقد طلبت ماليزيا من حكومات الدول التي كان لديها رعايا بين الركاب أن تحقق في ملفاتهم.

وأعلنت بكين أيضا أنها أطلقت عمليات بحث على أراضيها لأن قسما منها يشمله الممر الجوي الشمالي الذي يركز المحققون عملياتهم عليه.

أكبر الغاز تاريخ

وفيما يدخل التحقيق يومه الحادي عشر بدون العثور على أي أثر لطائرة البوينج 777، تبدو المعلومات المؤكدة نادرة وفي بعض الأحيان متناقضة في هذه القضية التي تعتبر بين أكبر الغاز تاريخ الطيران الحديث.

وأقلعت الطائرة من كوالالمبور السبت 8 مارس عند الساعة 00,41 (16,41 ت.ج. الجمعة) وعلى متنها 239 شخصا متجهة إلى بكين. وأعلنت السلطات الماليزية أن إطفاء أجهزة الاتصال في الطائرة وتغيير مسارها بشكل مفاجئ يدفعان للاعتقاد بوجود “عمل متعمد”.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن محققين أمريكيين القول إن هذا التغيير في المسار لم يتم يدويا، وإنما عبر شيفرة معلوماتية مبرمجة كما يبدو من قبل شخص في قمرة القيادة بفضل نظام إدارة الرحلة، البرنامج المعلوماتي الذي يستخدمه الطيارون.

وأصبح قائدا الطائرة محور التحقيق، الطيار ظاهري أحمد شاه (53 عاما) ومساعده فريق عبد الحميد (27 عاما).

وأعلنت الخطوط الجوية الماليزية، أمس الإثنين، أن أخر الكلمات التي صدرت من طائرة الركاب كانت على الأرجح لمساعد قائد الطائرة فريق عبد الحميد.

وكانت أخر كلمات صدرت من قمرة قيادة الطائرة “حسنا، عمتم مساء” وهذه الكلمات جاءت ردا على العاملين في برج المراقبة عند إبلاغ الطاقم بأن الطائرة تستعد لمغادرة المجال الجوي الماليزي.

وكان المحققون يريدون معرفة من قال هذه الكلمات بعد إطفاء أجهزة الاتصالات يدويا، لمعرفة من كان يقود الطائرة.

وجهاز تحديد موقع الطائرة “أيه سي أيه آر أس” الذي يتيح تبادل معلومات بين الطائرة أثناء طيرانها والمركز التشغيلي لشركة طيران، أصدر أخر إشارة عند الساعة 1,07. ثم أصدر إشارة أخرى بعد نصف ساعة عند الساعة 1.37.

وأطفئت أجهزة الاتصال التي تنقل معلومات حول موقع الطائرة عمدا بعد دقيقتين فقط على الرسالة التي نسبت إلى مساعد الطيار.

لكن رئيس شركة الطيران الماليزية، أحمد جوهاري يحيى شكك في هذا التسلسل الزمني للأحداث قائلا إن أنظمة الاتصال قد تكون أطفئت قبل أو بعد كلمات مساعد الطيار.

وإذا كان جهاز تحديد موقع الطائرة أوقف إرسال أشارت تحديدا في الوقت نفسه مع جهاز الاتصال فأن فرضية حصول عطل تقني شامل تعود إلى الواجهة.

وتتعرض السلطات الماليزية منذ البداية لانتقادات شديدة بسبب طريقة إدارتها هذه الأزمة التي وصفت بأنها فوضوية وإصدار معلومات متناقضة.

وفي هذا الإطار هدد أقرباء ركاب صينيين، اليوم ببدء إضراب عن الطعام احتجاجا على نقص المعلومات.

وتدافع الحكومة عن نفسها مؤكدة على الطابع “غير المسبوق” للقضية.

واختفت الطائرة عن شاشات الرادارات المدنية عند الساعة 1,30 أي بعد 38 دقيقة على إقلاعها.

والمعلومات التي جمعت منذ ذلك الحين تشير إلى إنها غيرت مسارها في منتصف الرحلة بين ماليزيا وفيتنام وواصلت التحليق على مدى سبع ساعات.

ورصدت رادارات عسكرية ماليزية إشارة في تلك الليلة، وقالت لاحقا إنها من الرحلة أم أتش 370.

ولم يطلب قائدا الطائرة أن يتوجها معا على متن هذه الرحلة كما أن تفتيش منزليهما ودرس ماضيهما بتعمق لا يدفعان في الوقت الراهن إلى توجيه أصابع الاتهام نحوهما، كما تفيد السلطات الماليزية.

التعليقات