مصر الكبرى

12:06 صباحًا EET

غَاب القَمَرْ .. يَاابْن عَمِّى … !!

كان ياما كان .. ياسعــد.. ياإكرام.. واحد مصرى ؛ من اعظم كتاب( القصةالقصيرة) فى مصروالعالم ؛ وكنا نطلق عليه فى مطلع شبابنا ؛ كاتب القصة القصيدة ؛ وهذا الكاتب ياسادة ياكرام ؛ اسمه : الدكتور/يوسف ادريس .. لو تذكرونه !!

هذا الرجل .. كتب قصة قصيرة ؛ رائعة وعبقرية ؛ عنوانها ( حمارة عوضين !! ) .. أيـوه.. ( عوضين ) وليس( حسنين ) !! وملخصها يامحترمين وياسادتى الأفاضل أن : عمدة احدى القرى الفلاحية فى ريف مصر .. مات !! ولا يهمنا فى هذا المجال كيف مات ؟ مات مقتول .. مات بالبلهارسيا .. مات بفيروس ( سى ) .. مات تخليص تار .. مات من الخضَّة !! المهم انه انقشع من فوق صدر القرية بكل سيئاته وسيئاته .. فلم تكن له( حسنات ) ّ!! إلاَّ .. الزوجة التالتة قبل الرابعة !!عاد المشيعون من المدافن .. وفى هيصة الصويت والعويل وتقسيم التركة ؛ ومين ياخد البهايم .. ومين ياخد طقم السنان الدهب .. ومين ياخد .. ومين ياخد .. الى ان برز سؤال فى الهيصة : ومين ياخد العمودية ؟المهم.. تم تنصيب ( عمدة ) وقع عليه الاختيار ( بالصدفة اللى مش صدفة !! ) وهو لايعرف القراءة ولاالكتابة .. ولا الألف من كوز الدرة ؛ واقول هذا للايضاح فقط ؛ لأن فى عصرنا ؛ يوجد الكثير من الفهلوية ؛الذين يكتبون ولا يعرفون القراءة ؛ وتسالوننى : كيف ؟ لاأعرف !!دخل العمدة الجديد الى( الدوَّار ) منتشياً ؛ تزفه الشلة ايّاها ؛ محمولاً على الأعناق مشدوهاً .. فاغراً فاه من ( المفائجة ) التى كان حتى لايحلم بها ؛ ولا تمنى يوماً أن يسير حتى بجوا سورالدوَّار من الخارج ؛ أو حتى بالعمل فى جمع ( اللطع ) من غيطان القطن فى حقول العمدة المترامية الأطراف !! وامتطى المصطبة ؛ ليستقبل الوفود القادمة لتقديم خالص التهانى بركوب ( كرسى العمودية ) ؛ وبدء عهد جديد تنعم فيه القرية بشىء من الرفاهية ؛ ورفع الكرباج عن ظهر الفلاحين البسطاء .
ولكن كان الفلاحون فى واد ؛ وهو سارح فى وادٍ آخر ؛لأنه اكتشف انه ( جاهل ) بالقراءة والكتابة ؛ وراديو الدوار يصب فى اذنيه نشرات الأخبار عن مشكلة فيتنام ؛ ومحاولة ( هوشى منة ) الدخول الى ( سايجون ) للتحرير .. وعرف ان ( غاندى ) بالمعزة والمغزل ؛ ثار فى وجه انجلترا .. وأن .. وأن .. وأن … والعالم يمور من حوله وهو لايفقه شىء فى اىشىء !!فى عجالة .. استدعى العمدة أحد الأفنديات .. وتم تعيينه بالدوار ؛ من أجل أن يقوم بقراءة الجرائد والمجلات لحضرة العمدة ؛ وشرح ماخفى من اسرار وراء السطور ؛ وليشرح له كيف بدات مشكلة فيتنام .. وكيف تمكن غاندى من الصمود فى وجه الامبراطورية العظمى .. ومن هو ( لومومبا ) و ( نكروما ) و ( نيلسون مانديللا ) .. و .. و .. و .. وشعشعت دماغ العمدة ؛ مع تتابع ايام القراءة من سيدنا الأفندى !!
وفى يوم من ذات الأيام ؛ وفى غمرة معايشة ومتابعة الأحداث العالمية ؛ وهو يجلس وسط كومة الجرئد والمجلات .. يتفرج على الصور .. والأفندى المسكين يقرأ .. يقفز مفزوعاً ؛على صوت طرقات حادة متتالية على باب الدوَّار .. تأتى معها صرخات مولولة مستغيثة بحضرة العمدة ورجاله .. لأن ( حمارة عوضين ) سرقت ؛ وهى تمثل كل رأس مال الرجل .. والحمار يعول عائلة باكملها ؛ والتسغاثة تطالب العمدة بتكليف ( شيخ الغفر ) بان يكلف رجاله ؛ بالبحث عن الحمار المسروق ؛ خاصة وان الكل يعرف ويعلم تماماً .. من هو السارق !!
وبالطبع يستشيط صاحب ( كرسى العمودية ) غضباً .. ويأمر باحضار هذا ( الكلب ) امامه ليحاكمه محاكمة سريعة ؛ عن جراته فى قطع الاسترسال عن استكمال معرفة مشكلة فيتنام .. والمارينز .. وغاندى .. ومانديللا …..ز
يخرج الفلاحون الى الحقول فى الصباح الحزين .. ليجدوا ( عوضين ) مشنوقاً على شجرة فى صحن الدوَّار .. جزاء وفاقاً لما ارتكبه من جرم فى حق العمدة !!***طيب .. لما الحكاية كدة .. ليه بقى العنوان الغريب ده ياعم حسنين .. ؟هذا ماسنعرفه فى الجزء الثانى ..وبالتأكيد .. سوف تفاجئوننى بمعرفة سر العنوان!!
وتحياتى للجميع

التعليقات