مصر الكبرى
وجيه باسيليوس يكتب … هل نملك رفاهية الانتظار والتجريب
هل هناك من يملك القدرة الفكرية والعلمية والموضوعية والحيادية لتفسير أحداث الشهور الماضية وربطها بالحاضر حتى يصل بنا الي وضع تخيل أو طرح توقعات أو حتي التنبؤ بما قد يحدث مستقبلاً، والذي من شأنه أن يريحنا قليلاً من حاله التفكير المتواصل في محاولة شبه يائسة لفهم المشهد السياسي وقراءة المستقبل ؟
أكيد هناك العديد من الكتاب وأصحاب الفكر والسياسيين يقومون بربط الماضي بالحاضر للتنبؤ بالمستقبل بشكل علمي و موضوعي ولكن للأسف وكالمعتاد افتقادنا للكثير من التفاصيل وانعدام الشفافية يدفع هؤلاء الكتاب للجوء الي التخمين مما يجعل نتائج أي دراسه غير دقيقه ويفقدها بعض الموضوعية في العهود الماضيه وخصوصاً فتره المخلوع كنا نحيا فقط في الحاضر (يوم بيوم) ولم يقدم النظام او معظم مفكري وكتاب مصر أي دراسه لمستقبل مصر ولم يكن مطروحاً وقتها سوي السؤال الاوحد: مبارك ام جمال ومشروع التوريث؟؟ !الآن انتقلنا من هذة المرحلة الي مرحلة أكثر غموضاً فالاهداف الحقيقية لمن هم في سده الحكم غير معلنه وهناك شواهد من الشهور الماضيه تؤكد رغبه التيار الديني في الاستحواذ والأمر لم يتوقف بل مستمر،مثلما يحدث الآن في التأسيسية التي توصي بإكمال مرسي مدته الرئاسية، وايضا هذا النص الذي يحدد النظام الانتخابي بجانب السعي للإبقاء علي مجلس الشوري أو تغير اسمه … وعلي ما اظن سوف ينتهي الأمر بطرح الدستور للاستفتاء ليصب في صالح التيار الديني وسوف ينتهي الأمر بالتصويت بنعم، ولنا تجربه في نعم للتعديلات الدستورية، وقد يتم افتعال بعض الأحداث الطائفيه قبل الاستفتاء ويصبح الاستفتاء علي الدستور اقرب الي الاستفتاء علي التعديلات الدستورية (نعم تساوي اسلاميه ولا.. تعني غير اسلاميه)سؤالي ماذا بعد الاستفتاء بنعم علي الدستور ؟ ١ – هل لنا ان نتوقع موجه غضب جديدة بسبب تدهور الظروف الاقتصاديه وارتفاع الاسعار وامكانيه رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية؟ ٢ – هل يمكن لحزب الحرية والعدالة ان ينقلب علي شركاء الأمس وأعني هنا التيار السلفي السياسي ؟ تكراراً لما ظهر علي السطح مؤخراً في تونس وتصريحات وزير الداخلية هناك وهو من قيادات حزب النهضة؟ ٣ – هل سوف ينتهي الأمر لديمقراطية المره الواحدة في حاله فوز التيار الديني بأغلبية مريحة في مجلس الشعب؟ وهناك العديد والعديد من الأسئلة
أيضاً قد تكون لا في الاستفتاء على الدستور مطروحة وينتهي الشعب إلى رفض مشروع الدستور … ويطرح السؤال مجدداً ….ماذا بعد ؟
هل نملك رفاهية الانتظار والتجريب في ظل حاله التدهور الاقتصادي ؟ هل يحتمل الأمر ؟