الحراك السياسي
فهمى فى «يوم الدبلوماسية المصرية»: الوطن يواجه تحديات خطيرة
أكد وزر الخارجية نبيل فهمي ان حدوث ثورتين شعبيتين عظيمتين وما يواجهه الوطن من تحديات خطيرة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه تفرض علينا صياغة وتبني رسالة دبلوماسية جديدة تتفاعل مع هذه التحديات المعاصرة وتتطلع إلى المستقبل، وهي مسئولية ملقاة علي عاتقنا جميعا.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير نبيل فهمي اليوم خلال الاحتفال الذي نظمته وزارة الخارجية بمناسبة يوم الدبلوماسية المصرية ، وذلك في حضور وزراء الخارجية السابقين عمرو موسى ونبيل العربي، ومحمد العرابي، السيد ومحمد كامل عمرو.
وأعرب فهمي عن أمله في صياغة عناصر أساسية لهذه الرسالة لطرحها للحوار الداخلي والتفاعل فيما بيننا لتحديد الوجهة التي يتعين أن نسير فيها kنتعامل مع التحديات القائمة وتستشرف المستقبل بعين ثاقبة يحكمها اعتبار وحيد هو المصلحة العليا للوطن.
وأكد ان الدبلوماسية المصرية قد أخذت بتقاليدها المتوارثة على عاتقها منهجا خلال مراحلها المختلفة لمواكبة تطورات الحقب التى مرت بها من خلال تسلحها بكوادر وطنية خالصة وتدريبها وتقييم أدائها أولا بأول لتؤهلها من اجل الدفاع ورفعة مصالح مصر.
وأشار الي انه لزام علينا ونحن نحتفل بيوم الدبلوماسية المصرية ومن منطلق المكاشفة ان نقف مع أنفسنا لنقيم بكل أمانة ما أنجزناه في الفترة الأخيرة، وأن نستدرك أخطاء الماضي، ولتعلموا أن طبيعة هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ بلدنا تفرض عليكم أن تكونوا على قدر هذه التحديات، وأن تواكبوا ?بل أن تتجاوزوا- طموحات شعبكم فيكم لتظل مصر دائما نموذجا حضاريا يحتذي به وقلب العروبة والعالم الإسلامي التي تفخر بانتمائها الإفريقي، ولتستمر في عطائها المستمر للبشرية جمعاء من خلال تقديم نموذج ديمقراطي يجمع بين الأصالة والمعاصرة وينشر قيم الاعتدال والتسامح.
وقال فهمي “يطيب لي في هذه المناسبة الغالية والعزيزة علي قلوبنا جميعا، ذكري الاحتفال بيوم الدبلوماسية المصرية والذي يتزامن مع ذكري استرداد طابا الغالية علينا، أن أرحب بكم جميعاk في مؤسستكم العريقة، أرحب ناولا بجيل الرواد الذي تحمل المسئولية في ظل ظروف دقيقة من تاريخ الوطن، جيل أدي الأمانة كاملة بإعلاء وصيانة مصالح الوطن وأمنه القومي ونجح في استرداد آخر ذرة من ترابه الكريم، ودافع عن قضايا أمتنا العربية والإسلامية وقارتنا الإفريقية، بل وساهم مع رواد الدبلوماسية المصرية السابقين فى صياغة وتشكيل التنظيم الدولي والإقليمي المعاصر.”
وتوجه نبيل فهمي بالشكر والتقدير لكافة أجهزة الدولة المصرية التي تتعاون مع وزارة الهارجية في نقل الرسالة للخارج من خلال كافة أشكال التمثيل الفني في الخارج بما في ذلك التمثيل التجاري والثقافي والإعلامي و العمالي والزراعي والطبي.
وأضاف : ” اذا كنا قد اعتدنا في كل احتفال سنوي بيوم الدبلوماسية تكريم السادة السفراء المحالين للتقاعد خلال العام الأخير عرفانا وتقديرا للجهد الذي بذلوه والعطاء الذي قدموه علي مدار حياتهم المهنية، فإنني أود ونحن نحتفل بهذه المناسبة هذا العام ان نستن سنة جديدة بتكريم جيل الرواد من الإعلاميين الذين عملوا كمراسلين في وزارة الخارجية في فترات تاريخية مختلفة حافلة بكثير من الأحداث. فإذا كانت الدبلوماسية تهدف إلي تعزيز التواصل مع الداخل والخارج في ظل نظام ديمقراطي، فلا مجال لتحقيق هذا التواصل ألا من خلال وسائل الإعلام.”
كما رحب فهمي في كلمته بجيل الشباب الحاضر ويمثله الملحق محمود رضا الذي ألقي كلمة تعبر بقدر أو بآخر عن رؤية جيل يمثل مستقبل مصر وأملها في التغيير المنشود وفي بناء الديمقراطية العصرية التي نتطلع إليها بعد ثورتين شعبيتين عظيمتين. فإذا كان الشباب بحماسته وغيرته الوطنية هو مفجر الثورتين، فهو أيضا مسئولا عن تنفيذ أهداف الثورتين من خلال دوره الرئيسي في عملية البناء والتغيير بما يضع مصر في المكانة الرفيعة التي تليق بها بين الأمم والشعوب المتحضرة.
وقال انه اذا كنا نحتفل بيوم الدبلوماسية المصرية، فذلك لا يعني الاحتفاء فقط بالأعضاء الدبلوماسيين دون غيرهم مثلما درجت العادة، وإنما بجهاز عريق وبمؤسسة شامخة عمرها يقارب القرنين من الزمان وتتكون من أجهزة وإدارات وخدمات معاونة من زملاء إداريين وكتابين وهندسيين وفنيين وسائقين ومعاوني خدمة يعملون في إطار منظومة واحدة تهدف إلي صيانة المصالح الوطنية والسهر علي مصالح المصريين في الخارج.
وقد بدأ الاحتفال بدعوة من الوزير فهمي للوقوف دقيقة حدادا علي شهداء الوطن الحبيب من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الأبرياء الذين دفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن الوطن ومصالحه، وعلي شهداء الدبلوماسية المصرية علي مدار العقود الماضية.