تحقيقات
فارس الأصالة.. لم يعشق السينما
ولد قنديل محمد حسن السويسى وهو الاسم الحقيقي للمطرب محمد قنديل في شارع سعيد باشا بحي شبرا القاهره في 11مارس 1926 لعائلة من عشاق الموسيقى ، فكان أبوه موسيقيا من هواة العزف على العود والقانون ووالدته التي تعشق الغناء و جدته سيدة السويسية مطربة شهيره فى العشرينات وربما هذه النشأة شجعته على احتراف الفن في سن مبكر وزوج عمته الموسيقار المطرب عبد اللطيف عمر.
وبدأ محمد قنديل في تعلم أصول الموسيقى في معهد إبراهيم شفيق بعد أن أوصى به محمد عبد الوهاب، و سرعان ما برز عن زملاءه وتفوق عليهم بقدرته على سرعة التعلم واستيعاب المعلومات نتيجة عشقه المبكر للفن، كما أنه اهتم بممارسة الرياضة كالمصارعة وكمال الأجسام مما زاده الله من نعم على صحته وانعكس ذلك على صوته.
وبذكائه الفطري ادرك موهبته وسعى لتنميتها والحفاظ عليها فصمم على تعلم الموسيقى منذ طفولته وهذا ما فعله فيما بعد ، كما أن ذكائه ساعد فيما بعد على اختيار اغانيه وانتهج طرقا وأساليب جديدة، ودخل مجال الفن عام 1940 حيث عاش في زمن العمالقة بين الموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزي ولكنه كان شيئا مختلف واعتبره الملحن كمال الطويل من أفضل الأصوات بين الفنانين الرجال.
و سجل محمد قنديل أولى أغنياته للإذاعة عام 1946 أغنية “يا ميت لطافة يا تمر حنة ” من كلمات احمد فؤاد شومان والحان على فراج فاكتشف الناس جمال هذا الصوت وتوالت الأعمال الفنية ومنهم ما غناه فى الاركان الشعبية ، واصبح صوته بقوة المطربين وديع الصافى وسعاد محمد وام كلثوم.
ولا ننسى جمال الصوت والخامة والإحساس الخطير وحب الفن والتفاني و القدرة على أداء المقامات الشرقية بسهولة ويسر والجواب الرائع المريح والقرار الرصين المطرب وكل ده فى اغنيات يازين الاحبه – ع الدوار – سماح – ماشى كلامك ، و خلينا ع البال و ابو سمره السكره – و خلال دراسته فى المعهد اختارته أم كلثوم هو ومجموعة الطلاب ليشاركها الغناء في تابلوه القطن الذي غنته في فيلمها “عايدة”.
وبرغم من عدم تحمسه للسينما إلا أنه كان يشارك في بعض الأفلام بناء على طلب أصدقائه ولم تُسند له أدوار بطولة إلا في فيلم واحد ” في صحتك “و أدى في هذا الفيلم أغنيتي ” جميل واسمر وشاركته الغناء حوريه حسن ” و ” يارب بالمصطفى، ومن الافلام التي شارك فيها قنديل فيلم عفريته اسماعيل يس 1954 ، كما شارك في فيلم شاطئ الأسرار عام 1958 أما في فيلم صراع في النيل شارك بالغناء فقط وكان عام 1959 القاهرة في الليل عام 1936
تزوج محمد قنديل مرتين الأولى من الفنانة رجاء يوسف صاحبة الملهى الليلي ( كيت كات ) بعد أن اشترط عليها اعتزال العمل الفني وإغلاق ملهاها … وفي المرة الثانية تزوج من سيدة منزل وتوفيت قبله بعدة سنوات و لم ينجب في المرتين. وبعد وفاة زوجته الثانية تغيرت حالته النفسية فبدأ ينفعل كثيرا وبدأت نوبات السكر والضغط تهاجم جسده، وتوفى في 8 يونيو 2004.