آراء حرة
أحمد حمدي يكتب : حقوق الملكية (النِتّاوية) !
يُعد حق الملكية الفكرية هو أسمي صور حقوق الإنسان علي وجه البسيطة , ويعوّل هذا السمو علي إتصال هذه الحقوق بأرفع ما يملكه الإنسان وهو العقل في إبداعاته وتجلياته الفكرية , حيث يضفي حق الملكية الفكرية علي صاحبه الأبوة تجاه نتاجه الذهني .. إذ ينظر المبدع صوْب نتاج أفكاره نظرات الأب الحنون إلي طفله الرضيع الذي مكث في (رحم) رأسه المنتفخ لليالِ سهرٍ وأرق .. بل و(يا للأسف) دون أن يسبقها لذّات لحظات ساخنة.
وقد إعتدنا في النزاعات الخاصة بحقوق الملكية الفكرية اللجوء إلي المحاكم للفصل في أحقية الأطراف وفق صحة توثيق الأفكار بالشهر العقاري وغيرها من الأوراق والمعايير القانونية , ولكن .. ماذا عن إعلام الإنترنت ؟! ماذا عن حقوق (النتاوية) في الملكية الفكرية ؟!
لا يخفي علي أحد التصاعد الحاد لأسهم الإعلام الإليكتروني المتمثل في المواقع الإخبارية وقنوات اليوتيوب وإذاعات الإنترنت أمام الإعلام التقليدي لاسيما الصحف المقروءة , نظراً لما توفره (النيو ميديا) من إمكانات في سرعة نقل الخبر , مع سهولة التواصل عبر الهواتف المحمولة في أي مكان والتفاعل المتدفق السلس مع المريدين والمتابعين .
ولكن إذا ما تحدثنا عن حق أرباب الأفكار من المبدعين وأغلبهم من فئة الشباب المتحمس الذي يفيض إشراقاً وحماساً ولا يضع لمخيلته سقفاً ولا حاجزاً .. وبصره يري الخطوط الحمراء بإشارة من بصيرته لا من مفتش رقيب غاشم ولا ممول مسيطر داعم .. سنجد أننا أمام حالة من عدم السيطرة علي حفظ الحق الإبداعي إلا من خلال الثقة المتبادلة بين أطراف العمل المشترك القائمة في المقام الأول علي (كلمة الشرف) في زمن (أدّيك في الجركن تركن) !
من المؤكد أن المنتَج الجيد هو الذي يفرض نفسه في النهاية مهما تشابهت الأسماء والعلامات وال(سلوجانز) الخاصة بالمنتجات الإعلامية والفنية .. فصوت القيثارة الدافئ (فيروز) سيظل هو الأبقي والأخلد في الوجدان والأفئدة من مشروب (فيروز أناناس) مهما تراقصن الحسناوات في إعلاناته التليفزيونية بنهودهن المكتنزة وهنّ يرددن (فيروز .. ها ندوس) !
ولكن من المؤكد أيضاً أننا بحاجة ماسة إلي كيان مؤسسي ما يحفظ حق هذا الشباب المبدع في نتاج تجلياته ولو علي المستوي الأدبي أمام مجتمع الإنترنت , من خلال تسجيل الأفكار الإبداعية عبر تلك المؤسسة التي تقوم بدورها في كشف وتشهير من يقوم باستغلال طاقات الشباب أو إستنساخ إنتاجاتهم لتحقيق عائد مادي بطرق غير سويّة , من خلال مخاطبة وتحذير تلك الجهات , وإقامة مؤتمرات صحفية وتليفزيونية لكشفها , وإخطار الجهات المُعلنة بخطورة التعامل مع أصحاب هذه المنتجات الإعلامية لأن من شأنها التأثير السلبي علي المُعلن ذاته ..
بل والأهم من ذلك .. هو إستنهاض الروح (النتّاوية) في التعامل مع تلك الجهات من خلال حملة ( إمسك حرامي !) التي تستهدف جميع الإنتاجات الإليكترونية الزائفة التي قفزت علي مجهودات آخرين ونشر تفاصيل كل حالة بشكل يتناسب مع طبيعة الحالة (الفيسبوكية) من خلال (الكاريكاتير) و(الكوميكس) والفيديوهات (التو دي) مما سيضفي تفاعلاً شديداً مع الأمر .. وسيكون بمثابة السلاح الرادع لكل من تسول له نفسه الإقدام علي هذا النوع من السرقة أو (البرشطة) علي أفكار الغير !
تحذير : (فكرة وجود مؤسسة تحمي الأفكار من السرقة دي بتاعتي .. يعني اللي هايسرقها ويعملها هو .. هاشتكيه في المؤسسة بتاعته .. ويبقي جابه لنفسه !)