كتاب 11
الكلمة الطيبة .. مفتاح قلب المرأة
فى مجتمعاتنا الشرقية , إعتدنا على التفرقة فى التربية وأساليبها بين الصبى والفتاة مهما إختلفت الثقافات والمستويات الإجتماعية , فنزرع فى عقول أطفالنا الذكور منذ نعومة أظافرهم دون أن ندرى فكرة أنهم أسياد وأخوتهم الفتيات الجوارى , يأمرونهن فيطعن , يتحكمون فيهن فيستكن , يستحوذون على إهتمام وحب الأبوين دونهن , ويكون لهم نصيب الأسد من المأكل والملبس والمال , ويمنحون من الحرية ماتمكنهم من الخروج من دائرة جدران المنزل الى العالم الخارجى دون رقابة فعالة من الأبوين
فى حين مازالت حرية الفتاة فى التعرف على هذا العالم تحيطها الضبابية , ولايتم منحها إياها حتى ولو بالرقابة من والديها , وهو مايجعلها تلجأ الى الإلتفاف حول هذا الأمر لتحقيق رغبتها فى الدخول الى هذا العالم الخفى الممنوع عنها , وهنا تكمن المشكلة , لأنها قد تتعرض للعديد من المخاطر وهى لاتدرى حجمها , ولاتستطيع حينها إخبار أحد والديها بمشاكلها الخاصة , لأنها تدرى أنها لن تجد الصدر الحنون الذى يستوعبها , ويقدر حجم المشكلة التى وقعت فيها , ويحاول الوقوف بجانبها وإيجاد حلول لها , وكذلك لاتستطيع إخبار أخيها لأنه لن يستوعب ماتمر به خاصة وأنه من عالم الممنوعات الذى منعت من دخوله وستجده أول من يهاجمها ويلقى اللوم عليها وربما يزيد من همومها وقيودها . ووسط تلك المخاوف والقلق من المستقبل , ورغبة منها فى التحرر من قيود الاسرة الدامية , ولجهلها بما يدور حولها فى الأسر الأخرى , فيبقى لديها دائما الأمل فى أن هناك مخرج أمن لعالم جديد تتمناه , فتتعلق بأحلام وردية , البطل فيها فارس يحمل فى قلبه حنانا إفتقدته , وحب ومشاعر جميلة إشتاقت اليها لسنوات عديدة , وحياة مختلفة عن التى نشأت فيها , يملأؤها الحب والتفاهم والعطاء المتبادل , وحين يأتى أول رجل يطرق بابها ويطلب قربها ومشاركتها حياتها تتغير حياتها وتسعد بلحظاتها مع هذا الرجل المجهول , ولأن مجتمعنا الشرقى لايقبل بطول فترة الخطوبة فيتم زفافها له سريعا دون أن تكون قد تعرفت عليه وعلى أفكاره , هى فقط كلمات إعجاب صادرة منه لها , وبعض اللحظات البسيطة التى تجمعهما سويا دون رقيب من الابوين والأخوة , ثم تجد نفسها فى منزل جديد مع رجل جديد خارج دائرة أسرتها تتوقع منه أن يكون مختلفا , لكن ما أن يمر أول شهر زواج إلا وتتضح الرؤية لديها , وتجد أنها خرجت من سجن الابوين الى سجن الزوج , الأمر الناهى , والنسخة المكررة من الأخ والأب .
لم يعد هذا الأمر غريبا أو شيئا خفيا , بل للأسف نراه واضحا رؤية العين فى الشارع المصرى تحديدا , فقد إتسعت الفجوة بين الزوج وزوجته , لدرجة أننا نرى الرجل لايسير بجانب زوجته فى الشارع وكأنها عبء عليه أو مسئولية لايريد تحملها , فنجده يسير أمامها بأمتار بمفرده , وهى تتبعه بخطوات سريعة منهكة , تحمل حقائبها وأغراض أطفالها , وتلتقط أصابع أطفالها بعناء حتى لايتعرضون للخطر , وإذا تباطئت ينهرها أمام الأخرين بعصبية هى وأطفالها وكأنهم ابناؤها هى فقط , مما يجعلها بتكرار تلك المواقف تتجنب السير معه فى الشارع أو التواجد معه فى أى مكان يحوى أناس غرباء عنها خوفا من عدم إحترامها أمام الأخرين وتعرضها للإهانة منه , والنتيجة هنا أن كل واحد منهما اصبح له عالمه الخاص , هو مع أصدقائه وعائلته ومعارفه وهواياته بالإضافة الى نزواته التى تجعله يزداد بعدا ونهرا لها , وهى مع أطفالها ومسئوليتهم وعالم مظلم لاترى منه أخر الطريق , فقط تنفذ الأوامر , وتقوم بتلبية طلباته , وليتها بذلك تنول رضاه . فياعزيزى الرجل … ما الضرر فى أن تحتوى تلك المرأة التى تعتنى بك وبأطفالك وتقدر تعبها وتحملها لتلك المسئولية بكل حب , حتى ولو بكلمات بسيطة لن تكلفك شيئا , فليتك تعلم أن أذن المرأة تحب دائما أن تستمع الى كلمة حب من زوجها , وهى التى تحرك مشاعرها وتعطيها قدرة على تقديم المزيد لإسعادك , فلا تبخل بها عليها , إن كنت تريد أن تعيش حياة سعيدة هانئة .