كتاب 11

09:29 صباحًا EET

السعودية تحمي نفسها

وزارة الداخلية السعودية، أصدرت قبل يومين بيانا معبرا عن اللجنة المشتركة التي كلفها الملك عبد الله بالتشكل والعمل على تحقيق مقتضيات الأمر الملكي في محاربة كل طرف يشكل خطرا على السعودية والسعوديين.

هذا البيان أنزل الأمر الملكي منزل الواقع العملي.

ربما كان بعض من يتوجس خيفة من هذا التوجه، ويراهن على عدم وجود أذرع عملية وتشريعية وضبطية لهذا التوجه، أو يراهن على مرور الوقت، عملا بحيلة «إحناء الرأس للعاصفة». لكن تبخرت كل هذه الرهانات الآن.

بيان اللجنة المشتركة، ليس بيانا خاصا بوزارة الداخلية كما توهم البعض، جهلا أو تجاهلا؛ هو معبر عن اللجنة المشتركة وقوامها: الداخلية والخارجية والعدل والشؤون الإسلامية وهيئة التحقيق والادعاء العام وديوان المظالم.

جاء في هذا البيان التاريخي 11 مقترحا حول معايير العمل المجرم والمؤاخذ عليه في المجال السياسي والوعظي والإعلامي والمالي. وافق عليها الملك واعتمدها وتسري من اليوم الأحد.

الإخوان المسلمون، وداعش والنصرة وكل فروع «القاعدة»، والحوثيون وحزب الله في السعودية احتلت أول قائمة معلنة لهذه اللجنة.

بالنسبة لتصنيف «القاعدة» ومشتقاتها، لا جديد فيه، فالسعودية في حالة حرب مع هؤلاء منذ زمن، المهم هو تصنيف جماعة الإخوان المسلمين، هنا التحدي الحقيقي والتحول الكبير في كل مناحي المجتمع السعودي، إذا ما أخذنا في الاعتبار غموض وتلون المنتمين لهذه الجماعة، انتماء عضوية أو ثقافة، وهم كثر، من الصغار والكبار.

بالنسبة لحزب الله فقد شغب البعض بالقول: وأين حزب الله اللبناني من هذا، لماذا فقط حزب الله في السعودية، والحق أن حزب الله اللبناني مشمول أساسا بحظر خليجي مشترك، وهو تصنيف معتمد أصلا في قوائم اللجنة المشتركة، والأمر الآخر أن حزب الله في السعودية، يشمل حزب الله الحجاز (اسم النسخة المحلية السعودية للحزب) ويشمل حزب الله اللبناني نفسه، من خلال ملاحقة أمواله وأنصاره داخليا.

بقي القول إن هذا الأمر الملكي، المعبر عنه من خلال هذه اللجنة ذات المهام الخطيرة الكبرى، ليست كأي شأن مضى، إنها محطة فاصلة في تاريخ السعودية كلها، إنها تحول كبير في بنية المجتمع السعودي، وبيئة العمل التربوي والثقافي. إنها جراحة دقيقة داخل الجسد.

تحول كبير يشبه، مع فارق الزمان والمكان والإنسان، ما جرى من الملك المؤسس عبد العزيز مع جماعة الإخوان المتزمتين المنشقين «المسلحين» في وقته، هم غير إخوان حسن البنا، بعد استنفاد كل سبل التحاور والجدال بالتي هي أحسن معهم.

عقد المؤسس لهذا الغرض اجتماعا ضخما في عاصمته الرياض، ليدرأ خطر هؤلاء عن بقية المجتمع والدولة الوليدة، فكان مؤتمر الرياض الشهير (1928) وعرف الجميع علنا ما هي مطالب الإخوان المخيفة والخطرة. فلما قضي أمر الكلام، بعد طول أناة من عبد العزيز، ضرب ضربته القاضية في معركة السبلة (1929)، وأنقذ مستقبل البلاد والعباد. الملك عبد الله بن عبد العزيز يحمي الآن دولته وشعبه كما فعلها والده المؤسس من قبل.

التعليقات