الحراك السياسي
التيار الشعبي : حوار «صباحي» مع «الفرنسية» مغازلة صريحة لـ «الإخوان»
تسبب حوار حمدين صباحي، المرشح لرئاسة الجمهورية، مع وكالة الأنباء الفرنسية في غضب شديد من جانب أعضاء “التيار الشعبي”، وفجر خلافا داخل حملته الانتخابية.
كان “صباحي” قال في حواره إن الشباب يشعرون أن ثورتهم قد سُرِقت بعد أن سجن بعضهم، وقتل البعض الآخر.
وأضاف لـ”وكالة الأنباء الفرنسية”: “الحكومة لم تتخذ إجراءات لتطمين الشباب الذين يرون إن رجال مبارك عادوا للحكم”.
وهاجم المشير عبدالفتاح السيسي، حيث قال: “هناك مخاوف من عودة الحكم العسكري لمصر، والسيسي لم ينجح في محوها، ولن ينجح”.
“صباحي” يرى إنه الوريث السياسي الوحيد للرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، إلا إن دخول “السيسي” على الخط لمنافسته دفعه للوقوع في الخطأ، وتأكيد إن “قمع الجيش للإسلاميين جاء بعده قمع حركات الشباب الثورية وهو ما تسبب في كره الشباب الليبرالي له، وخوفهم من المستقبل”.
أعضاء حملة حمدين صباحي اعتبروه يناقض نفسه لأنه ناصري ويهاجم السيسي بدعوى إن لديه مخاوف من عودة الحكم العسكري لمصر، كما إنهم اعتبروا تلك التصريحات بداية الصراع مع السيسي، ونصحوه بتخفيف حدة خطابه السياسي، لأنه ليس من مصلحته حرق كل الكروت التي ينوي استخدامها مبكرًا.. خاصة إن السباق الرئاسي لم يبدأ.
وفجرت تصريحات “صباحي اختلافًا داخل “التيار الشعبي”، وحملته الانتخابية.. حيث اعتبر بعضهم هجومه على الجيش والمشير عبدالفتاح السيسي مغازلة صريحة لـ”الإخوان” لكسب ود أنصار الجماعة “الإرهابية” وشراء أصواتهم بالكلام في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وطالبوه بعدم إقحام الجيش في لعبة “الانتخابات”، توضيح قصده من التصريحات إن كان لا يقصد مغازلة “الإخوان”، والاعتذار عن سوء الفهم.
إلا أن حسام مؤنس، منسق الحملة، ردّ بأن “صباحي” قال في حواره: “على جماعة الإخوان أن تحترم إرادة الشعب الذي خرج في 30 يونيو، وتتوقف عن توفير غطاء للإرهاب ضد الجيش والشرطة”، وهو ما يبرِّأه من تهمة استعطاف أنصار الجماعة.
في حين رأى فريق آخر داخل الحملة، إن “صباحي” يجب أن يبدأ بأعلى نقطة لحرق منافسيه سياسيًا لعدة أسباب، وهي: تثبيت صورة “صباحي” بوصفه المرشح الأقوى في مواجهة “السيسي”، وكسب تأييد الشباب الغاضبين على الدولة البوليسية باعتبارهم الرقم الصعب في الانتخابات المقبلة، ولا مانع من تأييد “الإخوان” لو كان ذلك في مصلحة مرشحهم للوصول للحكم.