كتاب 11

12:15 مساءً EET

الشيخ صباح ينقذ قمّة الكويت ؟

الكويت دولة وساطات ومصالحات وبلد يسهر على استمرار الوئام بين الاشقاء العرب، واميرها الشيخ صباح أمير المصالحات والتسويات ومهندس ارساء العلاقات على قواعد من الود، فقد تمكن دائماً من معالجة الخلافات وإنجاح القمم واعادة الدفء الى العلاقات.

للكويت أيضاً شكوى من السياسات القطرية، ويقال انها كان يمكن ان تسحب سفيرها من الدوحة كما فعلت السعودية والامارات والبحرين، لكن هذا قد لا يكون صحيحاً، وخصوصاً عندما نتذكر ان وزير خارجيتها الشيخ صباح خالد الحمد، كان قد زار القاهرة والدوحة أخيراً، ساعياً الى ترتيب عودة العلاقات بينهما عشية القمة العربية التي ستستضيفها الكويت بعد اسبوعين، ولكن جهوده لم تنجح في اقناع قطر بالاستجابة لمطالب مصر بضرورة وقف السياسة القطرية حيالها وبتسليم المطلوبين امنياً الموجودين على اراضيها ووقف تمويل “الاخوان المسلمين”، والتحريض الاعلامي ضدها.

 

أمير الكويت الشيخ صباح الذي اجريت له عملية جراحية ناجحة في اميركا، عافاه الله، ستكون نقاهته سياسية وليس صحّية عندما سيفزع الى ترطيب الاجواء واعادة التفاهم، ليس انقاذاً للقمة فحسب، بل انقاذاً للعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، فمن المعروف انه كان قد اصطحب أمير قطر الشيخ تميم الى الرياض في كانون الثاني من العام الماضي، فعقدت قمة ثلاثية مع خادم الحرمين الشريفين، قيل انها انتهت بتوقيع الشيخ تميم اتفاقاً ينهي الخلافات ويزيل اسبابها، وهو ما انقذ قمة دول مجلس التعاون الخليجي يومذاك.

 

والكويت الساهرة على المصالحات ليس لإنقاذ القمم، بل لأن المصلحة العربية والخليجية تفرض وسط الأخطار المتزايدة تعميق الالفة والتفاهم، والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يتسبب بالانقسام، فليس سراً ان رياح الاستهدافات الاقليمية تتهدد الجميع، وتفرض عليهم وحدة في الصف والموقف والكلمة، ويكفي ان يتأمل المرء في خريطة التطورات العاصفة في سوريا واليمن وليبيا ومصر وان يتذكر خطوط التقاطعات الدولية في الاقليم، لكي يدرك ان الخلافات تشرّع النوافذ العربية على الكثير من الاخطار التي لن توفر احداً في النتيجة!

 

ما فعله الشيخ صباح قبل خمسة اعوام في القمة الاقتصادية في الكويت (١٩- ١ – ٢٠٠٩) كان انجازاً في رأي المراقبين، عندما لم يكتفِ باقناع حسني مبارك بحضور القمة على رغم الخلاف الحاد مع قطر، بل قام بجمعه مع الشيخ حمد بن خليفة الى مأدبة غداء تحولت عرساً للمصالحات عندما حضرها خادم الحرمين الشريفين وبشار الاسد وملك البحرين، وكان من نتيجتها زيارة مبارك الى الدوحة التي عاملته آنذاك كالشقيق الأكبر… والسؤال: هل سيتمكن الشيخ صباح من انقاذ القمة بتحقيق معجزة ترتيب العلاقات مجدداً بين الاشقاء؟

التعليقات