كتاب 11

08:35 صباحًا EET

حتى لا نرجم الببلاوى

وزارة الدكتور حازم الببلاوى لم تكن كلها سيئة، ولا توجد حكومة يشملها السوء من أولها إلى آخرها، وإنما هناك دائماً حكومات تضم وزراء متميزين فى الأداء، وهؤلاء يجب أن يبقوا، ووزراء ليسوا كذلك، وهؤلاء لا حل إلا أن تأتى عناصر جديدة فى أماكنهم، وأظن أن هذا هو ما فعله المهندس إبراهيم محلب حين كان عليه أن يشكل حكومة جديدة، وفى حدود ما كان متاحاً أمامه من وقت.

والفكرة الثانية، أو التى يجب أن تكون كذلك، هى أنك لا تغير كرئيس حكومة، لأنك تريد التغيير فى ذاته، وإنما لأنك تحب أن يكون الأداء فى كل وزارة على حدة، ثم على مستوى الحكومة إجمالاً، أفضل مما هو عليه، وصولاً إلى وضع أمثل نسعى إليه جميعاً!

إننى حزين لرحيل رجل ـ مثلاً ـ مثل الدكتور أحمد جلال، وزير المالية السابق، عن وزارته، فهو اسم دولى معروف، كما أنه قامة اقتصادية عظيمة، غير أن ما يخفف الحزن على رحيله عن منصبه أن الدكتور هانى قدرى، الذى جاء فى مكانه، كان مساعداً لواحد من أهم وزراء ماليتنا فى السنين الماضية، هو الدكتور يوسف بطرس!

أعرف أن كلاماً كهذا لن يريح كثيرين لايزالون يأخذون يوسف بطرس بالشبهات، بالضبط كما أخذته حكومات ما بعد 25 يناير، فطاردته عن غير وجه حق فى أغلب الأحوال، ولكن ما أعرفه أكثر أنه كان «ميكانيكى اقتصاد» كما قيل عنه، وأنه كان بارعاً فى مكانه، وأنه كان «شاطر» فى شغله، وهذا ما نريده من أى وزير فى موقعه!

وإذا كان هذا ما يمكن أن يقال عن هانى قدرى، فالدكتور خالد حنفى، وزير التموين الجديد، يتكلم لغة جديدة وواضحة، سواء عن رغيف العيش، أو عن الأسعار الاسترشادية أو غيرهما، وننتظر فقط أن يتحول كلامه هذا إلى فعل يحس به كل مواطن فى حياته!

ولست أعرف الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء الجديد، ولكنى عندما أسمع منه فى الإعلام أنه يخصص جزءاً كبيراً من همه، الآن، لصيانة محطات الكهرباء القديمة، صيانة جيدة، ومطلوبة، فإننى أشعر بأننى أمام وزير يتجه إلى هدفه من أقصر طريق، ويعرف أن إنشاء الجديد من المحطات فى حاجة إلى وقت لن يحتمله المواطنون، وبالتالى، فهو يريد أن يشعرهم، خلال وقت قصير، ومن خلال عمليات الصيانة، أن هناك خدمة أفضل يحصلون عليها.

هؤلاء ثلاثة وزراء جدد، على سبيل المثال، لا الحصر طبعاً، فإذا ما تطلعنا إلى القدامى، تبين لنا أن «محلب» لم يكن مطلوباً منه فى ظروفنا هذه أن يغير اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، لأنه رجل بذل خلال شهور مضت، ومنذ ثورة 30 يونيو تحديداً الكثير فى سبيل تحقيق فكرة الأمن، ولابد أن اتجاهه إلى تحديث العمل الأمنى من خلال الكاميرات تحديداً يستحق أن نسانده فيه، وأن نقف إلى جواره وجوار رجاله، طول الوقت!

وكذلك، فإن وزيراً مثل نبيل فهمى، وزير الخارجية، تسبقه سمعته أولاً كسفير فى عدة عواصم مهمة، خصوصاً طوكيو وواشنطن، ثم سمعة أبيه إسماعيل فهمى، الذى جلس على الكرسى ذاته.. أما منير فخرى عبدالنور فاعتقادى أن بقاءه على رأس ثلاث وزارات معاً، هى التجارة، والصناعة، والاستثمار، يدعو إلى التفاؤل، ويجعله مكسباً للحكومة، وإن كنت أتصور أن ملف التعاون الدولى يتعين أن يذهب إليه، ليتفرغ الدكتور أشرف العربى، الذى تعلم على يدى امرأة بمائة رجل، هى الدكتورة فايزة أبوالنجا، لملف التخطيط وحده، وما أكبره من ملف!

أريد أن أقول إن الحكومة، أى حكومة، إنما هى تكامل واستمرار مع ما قبلها، وليست قطيعة مع ما كان قبلها أبداً، وإن الجديد مطلوب فى حدوده، وإن على المهندس محلب ألا يتردد لحظة فى الدفع بعناصر جديدة إلى حكومته إذا ما تبين له أن هناك من لا يؤدى على نحو ما نريده فى ظرفنا الحالى، خصوصاً أن الرجل كرئيس حكومة مكلف لم يأخذ وقته الكافى فى الاختيار!

التعليقات