كواعب أحمد البراهمي تكتب : إلي كل مصري

ودافعوا عن بورسعيد والاسماعيلية والسويس . وإلي الذين مات منهم اولاد في بحر البقر . وإلي الذين لهم أجداد حفروا قناة السويس . وإلي أحفاد الذين قاتلوا الأنجليز والفرنسيين . إلي كل إنسان يحمل معني الإنسانية عندما يخرج إلينا السيسي ليقول لنا إذا سقطت مصر فلن تنهض . وستضيع فأعلموا أن مصر في منحدر خطير . توشك أن تسقط فعلا . أنا لست أكثر وطنية منكم لأقول لكم أفيقوا لنحافظ علي وطننا .

ولا أكثر منكم حبا لبلدي لأقول لكم أنظروا حولكم كما قال السيسي , أنظروا إلي ليبيا وسوريا ومن قبلهم العراق . أنظروا إلي أحوال هذه البلاد كيف كانت وكيف صارت . عندما يكون الخسارة هي مصر لا انظر ساعتها من الخاسر من الشعب . لأننا لو خسرناها كلنا خاسرون من كان منا علي صواب أو من كان علي خطأ . عندما تدخل أي دولة معركة أكيد تخسر من أولادها ومن جيشها شهداء للحافظ علي بقية الدولة . وعلي كيان الدولة .

أعرف وأعلم أن من أبناء مصر مات الكثيرون منذ أن قامت ثورة يناير . وأعرف وأعلم أن كثيرون منهم ماتوا ضحايا بلا ذنب أقترفوه سواء في ثورة يناير 2011 . و ما اعقبها .فكل الذين ماتوا مصريين ودم مصري . سواء كانوا مشاركين في الثورات أو كانوا معتصمين في رابعة أو كانوا يؤدون واجبهم من جيش وشرطة . أعلم أن من فقد والده أو أخوه أو أبن عمه حزين علي من فقد . ولكن أعلموا أنتم أسوأ ما في الوجود فقد الوطن وفقد السلام علي أرض الوطن .

كما أن الأحوال الاقتصادية للدولة انحدرت بشكل كبير . ولا يوجد بخزينة الدولة شئ لكي نوقف العمل ونعتصم . أعلم جيدا أن العاملين بهيئة النقل العام لهم طلبات محقين فيها وكذلك المعتصمين في بعض الوظائف لهم حقوق وأعلم أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني .ولكن ذلك يستدعي منا العمل وليس الإعتصام . وليس وقف حال البلد . كيف تحاول أن تأخذ حقك من شخص مريض أو شخص جريح . أصبر عليه حتي يشفي وخد حقك كما شئت .

فتلك هي أخلاق النبلاء. وبلدنا الان مريض وجريح . يحتاج إلي كل لحظة عمل وإنتاج . يحتاج لضمير صاح واع . يتقي الله فقط . يحتاج لبشر يقول يارب أنت تعلم حالي وتعلم إحتياجي وتعلم أن ما معي لا يكفيني ولكني سأعمل من أجل مرضاتك أنت . سأعمل حتي يتعافي وطني ويقف علي قدميه . وينتظر حينئذ عطية السماء . عطية السماء لا تتمثل في مال كثير . عطية السماء تتمثل في بركة تحل من الله علي البشر في نفوسهم وأولادهم وأموالهم وصحتهم .

نحن نحتاج للإيمان أكثر من إحتياجنا للمال . أن الجهاد ليس فقط أن أحمل السلاح وأقاتل من أجل نصرة الدين أو قتال عدو خارجي . أن الجهاد أن أجاهد نفسي لأحافظ علي بلدي . أن أحافظ عليها من الانهيار ومن السقوط . مصر أمانة في عنق كل مصري فأحفظوا الأمانة .

أحفظوها لكم ولأولادكم . . فأنا لا زلت أذكر بعد يوم 30 يونيو بيومين . عندما تحدث إلينا السيسي وقال أخرجوا ليري العالم نجاح ثورتكم وما قال لنا أن العالم يريد أن يحول الثورة إلي إنقلاب لكي يجيشوا الجيوش ويأتون لبلدنا بحجة أن بها إنقلابا . لم يذكر لنا أن العدو الخارجي يريد أن يدمرنا . و الأن نحن فعلا أن لم نحافظ علي بلدي ستهوي . فأحفظوا مصركم .