كتاب 11
بوابة الاقتراحات الإلكترونية
منذ فترة أطلقت حكومة دبي موقعاً إلكترونياً موحداً، وهو مختص بتلقي اقتراحات المتعاملين والموظفين لحكومة دبي، حول الخدمات التي تقدمها المؤسسات والهيئات في إمارة دبي لتضمن أفضل مستوى من الخدمات.
لا شك ان إشراك مختلف الفئات المجتمعية في تقديم المقترحات مسألة هامة، فهي تدعم مفهوم الشراكة الحقيقية بين المؤسسات والأفراد وتعمق نظرتنا كمتعاملين أو موظفين لما يقدم إلينا من خدمات فتتيح لنا المساهمة في تطويرها.
بالتواصل مع بعض المقترحين الذين طرحوا أفكارهم ومقترحاتهم من خلال هذا الموقع، تأكدت لدينا حقيقة تطبيق الكثير من الأفكار وفق التصور الذي قدمه المقترح، ما يعني تحقق هدف البرنامج الأهم، وهو تطبيق الأفكار، وبناء العمل الحكومي من منظور المتعامل، ومن وجهة نظره، وبأفكاره.
ونحن نقول إذا كان المتعامل اليوم قد استجاب لنداء الحكومة، وفكر واقترح وصاغ فكرته أو مقترحه من خلال إدخاله البيانات بصورة صحيحة، وتمت دراسة الفكرة وبالتالي تطبيقها، فإن اقل ما كنا نتوقعه أن يكرم صاحب الفكرة ويعلن عن اسمه إزاء المقترح الذي قدمه وأثبت جدواه، فهذا النوع من التكريم المعنوي، والذي لن يضر لو جعلنا جزءاً منه مادياً سيكون له أثره في تشجيع الجميع على المشاركة بطرح الأفكار التي تطور الخدمات في الإمارة، ولكن عندما يجد أحد المقترحين أن فكرته قد تم تبنيها ونفذت دون الالتفات إليه ولو برسالة شكر وقتها سيسيطر الإحباط على المقترح، ولن يدفع به مستقبلاً لتقديم أي مقترح أو فكرة، ليس لأنه رافض تطوير مؤسسات وطنه، بل لأنه يمتعض من تجاهل فكره وجهده بالتكريم، وهو الأمر الذي نتمنى الالتفات إليه من قبل المسؤولين عن بوابة الاقتراحات الإلكترونية، ولو بذكر اسمه والإشارة إليه في الموقع، فالفكرة لها حقوق محفوظة والأمانة تقتضي نسبتها الى صاحبها.
حكومة دبي اتخذت منهجا في التطوير وفي تعميم ثقافة التميز في الأداء الفردي والمؤسسي، وكانت تحرص دائما على تكريم الجميع ممن يستحقون التكريم حتى الجنود المجهولين في أي دائرة أو هيئة أو مؤسسة. وإذا كانت اليوم أمام مقترحات متعاملين نفذتها أو بصدد تنفيذها، فإن المرجو عدم تجاهل من سخروا فكرهم ويدهم لتسجيل ما يتقدم بإماراتهم ومؤسساتها.
تجاهل المقترح وعدم الإشارة إليه من قريب أو بعيد، رغم اجتهاده وجدوى ما اقترحه وكان سببا في تنفيذه سيقتل مع الوقت حالة الإبداع ولن يشجع على تقديم اقتراحات المتعاملين الداخليين والخارجيين التي من شأنها أن تساعد على تطوير أساليب العمل وأنظمته وإجراءاته وجودة الخدمات الحكومية، وهو ما لا نتمناه ونثق أن بوابة الاقتراحات لا يمكن أن تقبل به.