مصر الكبرى
باترسون: من الصعب تراجع أمريكا عن تقديم المساعدات لمصر لأهمية العلاقات بين البلدين
قالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، خلال لقاء ضم عددا محدودا من الصحفيين اليوم الثلاثاء، تعقيبا على تداعيات الفيلم المسيء للرسول محمد (ص) على العلاقات المصرية-الأمريكية فى ضوء المظاهرات الأخيرة: "إننا نعمل الآن لوضع هذا الحدث خلفنا والسير للأمام"، معربة عن الثقة في أنه سيتم تحقيق ذلك لاستعادة الزخم فى العلاقات مجددا.
وردا على سؤال حول النصيحة التي يمكن أن تقدمها للأمريكيين فى ضوء الأحداث الأخيرة التى وقعت أمام السفارة الأمريكية، قالت باترسون: إن الكثيرين تظاهروا وتصوروا أن الولايات المتحدة ضد القيم الإسلامية، أعتقد أن ذلك كان رسالة للمجتمع الأمريكى يجب أن يسمعها الأمريكيون.
وأشارت إلى أنه كانت هناك اتصالات على أعلى مستويات بين الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والمصرى محمد مرسى، مؤكدة أن العلاقات المصرية- الأمريكية علاقات مصالح استراتيجية مهمة وقوية.
وحول ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من تراجع الولايات المتحدة عن تقديم حزمة المساعدات التى وعد بها أوباما لمصر بسبب أحداث السفارة، قالت باترسون: إننى لا أريد أن أكون غير واقعية، إن ذلك أمر صعب حدوثه، ولكننى أؤكد أن هناك تفهما لأهمية العلاقات المصرية-الأمريكية داخل الإدارة الأمريكية، ولا أريد أن أرد على كلام مجهول المصدر كما جاء فى تقرير واشنطن بوست.
وأضافت أن الصور فى التليفزيون فى المظاهرات ربما تجعل إعطاء المساعدات أمرا صعبا، ولكن معظم الأمريكيين يفهمون أهمية العلاقات مع مصر.. فلدينا مصالح استراتيجية مهمة للعمل مع مصر.. والعديد من رجال الكونجرس الأمريكى يتفهمون ذلك، خاصة أن الكونجرس هو الذى سيحدد الموافقة على تلك المساعدات.. وهم يتناقشون حول هذه الأمور وهناك نقاش ولكننى واثقة أنهم فى النهاية سيتخذون القرار الصحيح لمساندة مصر.
وأعربت السفيرة الأمريكية عن أملها فى ألا تتأثر العلاقات أو أن يقف الوضع على ما هو عليه الآن وأن يدرك المجتمع الإسلامى أن لدي الولايات المتحدة قوانين، ربما يتخذ بعض الأشخاص خطوات مسيئة ولكن الرد لا يكون بالعنف المتزايد.
وحول عدم معالجة سبب المشكلة وكيفية تجنب تكرار ما حدث، قالت باترسون "إنه ربما يتم ذلك بالفعل، ولكننا نتمسك بالتصريحات التى ذكرتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون التى قالت فيها "إن هذا الفيلم مسيء جدا ومقزز"، لكن فى نفس الوقت لا يمكن الموافقة على العنف ضد السفارات والدبلوماسيين وقتل السفير الأمريكى فى ليبيا.. ولا توجد حجة تبرر ذلك، ونتوقع أن يتحدث الزعماء عن هذا الأمر ويرفضونه كما أننا نتحدث مع الأمريكيين الذين يسيئون إلى الدين".
وعما إذا كان ما حدث قد أثر على المصالح الأمريكية فى مصر، قالت "إن هذا ممكن، لكننا أعلنا أن هذا الفيلم مقزز ولا يمكننا وقف حرية التعبير، وسنعمل بأفضل الطرق من خلال الاتصالات بالزعماء والقائمين على الأمور والإعلام بكثافة لعودة العلاقات لمسارها".
وردا على سؤال حول وجود أياد خفية داخل مصر وأمريكا سعت لإذكاء الخلاف حول الفيلم المسيىء للرسول محمد(ص).. قالت "إننا لانعرف، ولكن هناك أشياء كثيرة مثيرة للانتباه حدثت فى هذا الموضوع.. فهناك مجموعات كثيرة كانت حول السفارة.. وقد تحدثنا مع أجهزة الأمن المصرية التى تجرى تحريات حاليا، وسيطلعون الجانب الأمريكى على نتائج التحقيقات".
وحول الأيادى الخفية داخل أمريكا وتوقيت عرض الفيلم المسيء مع ذكرى 11 سبتمبر، قالت السفيرة باترسون "لا أعرف، وهناك الكثير الذى ربما سيظهر خلال الأسابيع المقبلة".
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعود بعلاقاتها مع مصر خطوتين للخلف بعد ظهور هذا الفيلم المسيء وما أعقبه من مظاهرات ما يعنى فشل زيارة الوفد الاقتصادى الكبير الذى زار مصر مؤخرا؟، قالت باترسون "إننا كنا سعداء بزيارة الوفد الاقتصادى الذى مثل 50 شركة أمريكية كبرى، والتقى عددا كبيرا من الوزراء المصريين، كما كانت هناك أحاديث عن وفود سياحية أمريكية ستأتى لمصر، ولكن الأحداث الأخيرة أثرت على ذلك لأن الأوضاع لا تشجع السياحة أو الاستثمار الأمريكى، خاصة إذا شاهد المجتمع الأمريكى المتظاهرين المصريين أمام السفارة والأحداث التى تمت، ولكننا نريد إعادة العلاقات إلى مسارها مجددا واستغلال الفرص الكثيرة التى توفرها الشركات الأمريكية لمصر".
وحول وجود إنذار أمني تلقاه المسئولون الأمريكيون قبل 11 سبتمبر الجارى، قالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون "لقد كان هناك إنذار على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك)، وكنا نعلم أنه ستكون هناك مظاهرات وتلقينا معلومات، وبالتالى فإن المظاهرات لم تكن مفاجئة.. وتعاملنا مع تلك الإنذارات".
وفيما يتعلق بالبيان الذي صدر من السفارة الأمريكية، وتبرأت منه الخارجية الأمريكية والمتعلق برفض الإساءة للأديان ورفض الفيلم، قالت باترسون "لا أريد التعليق على هذا الموضوع"، موضحة أن هناك حرية تعبير داخل المجتمع الأمريكى بغض النظر عن أن ذلك يعنى أننا نؤيد ما يقوله الجميع داخل الولايات المتحدة".
وعما إذا كان الدستور الأمريكى يطالب بوقف أى عمل ضد الأديان المختلفة، قالت باترسون "إن هذا الأمر ليس صحيحا وهى معلومات مغلوطة وليس دقيقا أن الولايات المتحدة لا تسمح للأفراد بالحديث حول تلك الموضوعات.. وهناك حرية فى ممارسة الشعائر الدينية بالدستور الأمريكى"، موضحة أنه تم الخلط بين الدستور الألمانى والأمريكى فى هذا الشأن.
وبالنسبة للقاءات التى قامت بها باترسون منذ عودتها من إجازتها إلي مصر، قالت "إنها التقت عددا من المسئولين ومنهم وزير الداخلية أحمد جمال الدين، موضحة أنها أعربت عن الأسف لوقوع مصابين من رجال الأمن، وأشارت إلى أن رئيس الوزراء د.هشام قنديل ووزير الداخلية قاما بزيارة لمنطقة السفارة لتقييم ما يحدث، ونحن نقدر ذلك بشدة، ونعتقد أن الرد كان مؤثرا ونحن راضون عنه".
وحول تضارب ردود فعل بعض رموز "الإخوان المسلمين" وحزبها "الحرية والعدالة" على موقع التواصل الاجتماعى (تويتر) مع تصريحاتهم الرسمية، قالت باترسون "إننا نتعامل مع التصريحات الرسمية التى صدرت عن خيرت الشاطر ورسالته فى نيويورك تايمز".
وحول ما ذكره الرئيس الأمريكى باراك أوباما من "أن مصر ليست عدوا ولا حليفا"، قالت باترسون "إن الإدارة الأمريكية ذكرت أن مصر دولة صديقة.. وهى ليست حليفا لأنها ليست مثل أعضاء حلف الناتو كبريطانيا وألمانيا".
وأضافت باترسون: مصر دولة صديقة ولدينا علاقات قديمة ونحن ندرك أن فى الديمقراطيات الجديدة تحدث أشياء غير متوقعة، ويكون الوضع غير مستقر إلي حد ما، ولكننى متفائلة بتحسن العلاقات وهو ما أكدته لوفد رجال الأعمال الأمريكى الذى زار مصر مؤخرا".
وأشارت إلي أن هناك فرصا لا تزال قائمة لتحسين العلاقات، معربة عن الاعتقاد بأن الاتصال الذى تم بين الرئيسين مرسى وأوباما كان جيدا، كما أن هناك اتصالات بين وزيرى الخارجية وبين السفراء والإدارة المصرية.. قائلة "إن الطريق ليس ناعما وهناك وضع جديد".
وحول استغلال ميت رومنى المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية أحداث السفارة فى الانتخابات ضد الرئيس أوباما، قالت باترسون "إنها لا تريد أن تخوض فى تفاصيل المعركة الانتخابية داخل الولايات المتحدة".
أ. ش. أ