كتاب 11

10:58 صباحًا EET

القرضاوي والجزيرة والرأي العام

استنكر خبراء ومحللون سياسيون ما تناوله القرضاوي خلال خطبة الجمعة، في جامع عمر بن الخطاب في الدوحة، واصفين حديثه بـ«التخريف» الذي لا يعول عليه، لافتين إلى كونه يواصل بث سمومه من فوق المنبر، مهاجماً الجميع، من بوابة تأييده ودعمه للإرهاب الإخواني، في الوقت الذي زعم فيه، خلال الخطبة نفسها، أن أجهزة الأمن المصرية هي التي دبرت الحوادث الإرهابية التي شهدتها مصر.

وقد هاجم القرضاوي في خطبه السابقة دولة الإمارات قائلاً إنها «تقف ضد كل حكم إسلامي»، ما أثار ردود فعل قوية مستنكرة لما تفوّه به وتقصده الإساءة إلى الدولة، حيث عبر العديد من المواطنين عن انزعاجهم وامتعاضهم من تلك التصريحات المسيئة، عبر أكثر من وسم على «تويتر».

وقد توقف القرضاوي لمدة أسبوعين عن خطبه من مساجد الدوحة، لكنه أثار الرأي العام بعودته الجمعة السابقة وتطاوله مرة أخرى على دولة الإمارات في خطبته الأخيرة، حيث قال في إشارة إلى دولة الإمارات: “الظالمون الذي يسفكون دماء الناس أو يدفعون المليارات لسفك دماء الناس، أغضبهم سطران قلتهما في خطبة، إذا كانت هذه الكلمات تخيفهم، فماذا يفعلون إذا أفردت لهم خطبة وسردت على الناس مظالمهم وفضائحهم ماذا سيفعلون؟!”.

وقد أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «من المعيب أن نترك يوسف القرضاوي يستمر في إساءته للإمارات وإلى الروابط والعلاقات في الخليج العربي».

كما استنكر معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام، تنديد شيخ الفتنة يوسف القرضاوي بقتل المسلمين في إفريقيا، في الوقت الذي يتناسى فيه مقتل المسلمين والمسيحيين والكوريين في مصر.

وقال الفريق ضاحي خلفان عبر تغريدة له على تويتر: “القرضاوي يندد بقتل المسلمين في إفريقيا، وهذا جميل، ويتناسى قتل المسلمين والمسيحيين والكوريين في مصر، وهذا دليل على عدم حكمته، خطبة القرضاوي يوم الجمعة أشبه ما تكون بـ”الرمسة والسالفة”، رأينا خطباء مساجد يملكون فن الخطابة.

ولكن القرضاوي أضعف من رأيت من خريجي الأزهر، القرضاوي يسب ويشتم يوم جمعة في مبارك ويصفه بالغبي، يا قرضاوي، عالم الدين لا يحقد ويشتم ويلمح بفضح الناس، أما تعلمت كيف يخاطب الرسول من منبره! واضح جداً يا قرضاوي أن نهج الإخوان شتم الإمارات من خلال منبرك عبر تلفزيونك”.

وقد كشف موقع إلكتروني في تقرير أعد من القاهرة، أن شيخ الفتنة القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، الذي ينتقد رجال الأعمال بسبب ضخامة ثرواتهم ويتهمهم بالفساد، يمتلك ثروة طائلة جمعها من أنظمة طاغية انقلب عليها، مؤكداً أن ثروته تقدر في الحدود الدنيا بـ3 مليارات دولار أميركي.

ومع الغموض الذي يُحيط بمصدر هذه الثروة التي يمتلكها، إلا أن منشقين عن الإخوان وجهاديين سابقين، كشفوا أن شيخ الإخوان تلقى خلال السنوات الماضية أموالاً طائلة من الأنظمة الفاسدة والطاغية التي انقلب عليها، وأبرزها نظام بشار الأسد في سوريا.

من جهته، الداعية السلفي سامح عبد الحميد حمودة عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، اتهم قناة الجزيرة بأنها تبث الأكاذيب وتروج لمصالح جماعة الإخوان، واعتبر أن قناة الجزيرة أشد خطراً من إسرائيل على الأمن القومي المصري بصفة خاصة، والأمن القومي العربي بصفة عامة، مؤكدا أن الجزيرة هي أمل الإخوان في زرع الفتن والشقاق والاضطراب الأمني في الدول العربية.

واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، بشدة ما جاء على لسان القرضاوي.

وأعرب الزياني في تصريح لوكالة أنباء الإمارات، عن أسفه من أن تصدر مثل تلك الاتهامات التحريضية من يوسف القرضاوي تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، التي عرفت دائماً بمواقفها المبدئية المشرفة، وجهودها في دعم القضايا الاسلامية، ونصرة ومساعدة المسلمين في كل مكان، مؤكداً حرص دول المجلس، في ظل الظروف الحرجة التي تحيط بالمنطقة، على رص الصفوف وتعزيز تضامنها وتكاتفها.

التعليقات