مصر الكبرى

10:33 صباحًا EET

ماذا يريد العسكرى ..؟

هناك تساؤلات كثيرة حول موقف المجلس العسكرى منذ تسلم سلطة إدارة شئون البلاد فى مساء ١١ فبراير ٢٠١١ وتم نشر خطاب نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت اللواء عمر سليمان الى القائد العام ورئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى فى الجريدة الرسمية عدد ١٢ فبراير متضمنا قرار الرئيس المخلوع بتخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد وتلك هى الوثيقة التى سيعود اليها المؤرخون وهم يرصدون وقائع وأحداث تلك الايام من تاريخ مصر والتاريخ لا يعرف سوى الوثائق لفهم الوقائع ، من ذلك التاريخ والتساؤلات لا تتوقف عن ماذا يريد المجلس العسكرى وحاول المجلس ان يجيب عنها بدأ بإعلان انه يدير شئون البلاد ولا يحكم ! وهى عبارة براقة ولكنها بلا مضمون لان المجلس لم يقل لنا ما الفرق بين ان يدير وان يحكم ؟

ثم انه بدأ وعلى الفور فى ممارسة الحكم بتقرير الاستفتاء على تعديلات دستور ٧١ ثم تغاضى عن التعديلات واصدر إعلانا دستوريا ووضع فى يده كل سلطات الحكم وراح يصدر القوانين والمراسيم ويمدد الطوارئ ويحيل المدنيين للمحاكم العسكرية وغير ذلك من ممارسات سلطوية مطلقة ؟ ومضت الايام بأحداثها الدامية وتم إغراق الناس فى تفاصيل وقضايا فرعية لا تنتهى تفرق بينهم وتبعدهم عن الاهداف النبيلة التى دفعوا ولا يزالوا يدفعون ثمنها غاليا من دماء خيرة شبابهم وبقيت التساؤلات تزداد ماذا يريد المجلس العسكرى ؟ هناك من يقول انه لا يريد ترك السلطة وهناك من يقول انه يريد وضعا خاصا للقوات المسلحة فى الدستور وهناك من يقول انه يريد خروجا آمنا وهناك من يقول انه يريد رئيسا تابعا ويحكم من خلف ستار وهناك من يقول انه يوثق تحالفا مع الاخوان لتقاسم السلطة والنفوذ ..وهناك أيضاً من يقول انه لا يريد سوى تسليم السلطة لمؤسسات منتخبة ..؟ ونحن على ابواب الخطوة الاخيرة فى السيناريو المرسوم لتسليم المجلس العسكرى للسلطة بتنصيب رئيس للجمهورية عبر الانتخابات المرتقبة واعتقد انها ستجرى وسيأتى رئيس وسيحلف اليمين امام مجلس الشعب ويعلن المجلس العسكرى انه أوفى بالعهد وسلم السلطة ..ويومها .. يومها فقط .. سنعرف ماذا كان يريد المجلس العسكرى وستكون مفاجأة مذهلة .. سنكتشف انه كان يريد الحفاظ على نظام يوليو  ولكن بوجهه الاخوانى وواجهته المدنية  ..!! وعلينا ان نتذكر فقط ان الاخوان المسلمين يؤكدون دائماً  انهم كانوا شركاء عبد الناصر فى تنظيم الضباط الاحرار وحركة يوليو وانه تنكر لهم وغدر بهم فى صراع دامى على السلطة بعد نجاح الحركة .. واستمر الصراع بين جناحى حركة يوليو الاخوانى والعسكرى على مدى الستون عاما الماضية كانت الغلبة فيها للجناح العسكرى  وجاءت ثورة ٢٥ يناير لتفرض على الجناحين الاختيار الصعب اما وضع حد للصراع بينهما وإما يخسر الجناحان ؟  لحساب قوى جديدة تسعى لبناء دولة حديثة على أسس ديموقراطية مدنية يكون فيها الاخوان المسلمون والتيارات السلفية قوى مجتمعية دعوية والعسكريون قوى وطنية احترافية يحمون الدولة ولا يحكمونها ، ولكن يبدو ان تلك القوى الجديدة وهى صاحبة المستقبل تحتاج الى نضال شعبى طويل والى مزيد من الوعى والنضوج والتنظيم  …وستبقى الثورة مستمرة وحتما ستنتصر… الأمل فى شباب هذه الامة ليس شباب النخب الانتهازية الضالة والمضللة .. ولكن شباب من هم دون الثلاثين ومن أعطاهم الله البصيرة والضمير الوطنى ممن فوق الثلاثين  لا مجال لليأس ولا للإحباط فمصر باقية ومرة اخرى الثورة مستمرة وستنتصر

التعليقات