مصر الكبرى
يحيى عبد الله يكتب … البكاء على عينى زرقاء اليمامة
كانت ترى البعيد وما لا يراه الآخرون …تقف بين مضارب قومها , وترمى بصرها فترى أى القوافل قادمة, وأى خيل ستهجم على القبيلة ومتى سيصلون ليستعد فرسان القبيلة ولا يهاجموهم على حين غرة ….
لم يعق بصرها ضباب ولم يحل شىء دون رؤياها….كانت زرقاء اليمامة ترى البعيد وكان قومها يعتمدون عليها ويبنون حساباتهم على ما تراه ,ويفخرون ويتباهون بها بين القبائل , ولم يمنع ذلك أن البعض فى قبيلتها يعاقرون كؤوس الخمر ويضيعون الطريق , حينها كانت هى التى توقظ فيهم الهمم برؤاها النافذة وكم أفاقتهم من سبات ..وكم …وكم…ولم يمنع حساد القبيلة من ريادتها فهى الرائدة. وحل ليل على مضارب القوم , وانتظرت اليمامة حتى يأتى النهار ولكن الليل ظل جاثما على مضارب القبيلة …أيام وأيام ولم يأتى النهار , وقال حكيم القبيلة : ما طال ليل الا وتلاه نهار ….وظل الليل جاثماعلى مضارب القبيلة , وعاد أهل القبيلة للحكيم فقال : لو طال ليلنا ثلاثون عاما ..سيأتى النور …….والتفت النجوم فى السماء حول القمر فأشار لهم بالصمت ليتابع الحكيم : مرت بضع وثلاثون عاما ومازلت اصر ان ضباب الليل سينقشع …اصرخوا فى الليل يهرب…., لو ضيعكم الليل أصرخوا وأحملوا عليه حملة رجل واحد ..سيأتى النور ويذهب الضباب الذى يحجب رؤية اليمامة لترى من جديد وتميز العدو من الصديق وتحدد اتجاهات قومها…….سيأتى صباح جديد يضيىء سماء نيل اليمامة ..سيأتى… اعملوا آل اليمامة صدقا , وسيأتى صباحكم على نيلكم عيشا كريما وعدلا ومساواة واذا آمنتم وصدقتم ما عاهدتم ..لن تبكوا أبدا على عينى زرقاء اليمامة .