شخصية اليوم : سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

ولد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في 16 يونيو 1929م وهو الابن الرابع من الأبناء الذكور للشيخ الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر من زوجته الشيخة منيرة عثمان السعيد.
تلقى سمو الأمير صباح الأحمد تعليمه بالمدرسة المباركية إلا أن والده الشيخ الأحمد الجابر قام بإيفاده إلى عدد من الدول لمزيد من تلقي العلم واكتساب الخبرات والمهارات السياسية والاجتماعية والتعرف على ثقافات وحضارات الدول الأوروبية والآسيوية كإعداد وتأهيل له لقيادة العمل السياسي في دولة الكويت في مستقبل أيامه، وبالفعل كان الشيخ صباح الأحمد على قدر المسئولية حيث كون ذخيرة عالية من المعارف والخبرات التي أهلته لأن يكون رجل دولة ناجحا وقائدا حقيقيا لأمته التي صنع لها أمجاداً لا تخطئها العين، ولا يتجاوزها التاريخ بل ستظل ماثلة للعيان ما بقيت الحياة والتاريخ.
وتم تعيينه في عام 1945م عضواً في اللجنة التنفيذية العليا، وفي عام 1955م عين رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات وفي عام 1956م عمل عضوا في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى الذي يساعد الحاكم.
وبعد استقلال الكويت في 17 يناير 1962م حيث تشكل أول مجلس للوزراء في الكويت الذي ترأسه أمير دولة الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح بعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسي، تم تعيين الشيخ صباح الأحمد وزيراً للإرشاد والأنباء (الإعلام).
وفي 28 يناير 1963م بعد انتخابات مجلس الأمة تم تعيينه وزيراً للخارجية حتى 20 يناير 1991م، وقد شغل في تلك الفترة بجانب وزارة الخارجية زمام عدد من الوزارات الأخرى بالوكالة؛ الإرشاد والمالية والنفط والداخلية، ثم خرج لأول مرة من الوزارة منذ استقلال الكويت إلا أنه عاد مرة أخرى نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية، وظل في هذا المنصب حتى يوليو 2003م عندما عين رئيساً للوزراء.
وتعتبر قيادته لتلك الوزارات المتعددة عن طريق الوكالة تأكيداً على جدارته وحسن إدارته وقوة شخصيته ومقدراته الفائقة على القيادة بحكمة وحنكة، ولذلك جاء أداؤه في قيادة تلك الوزارات ممتازاً ومميزاً أدى من خلاله أدواراً متعاظمة لبلده وشعبه.
في 19 يوليو 1945 أصدر الشيخ عبد الله السالم الصباح قراراً بتعيينه عضواً في الهيئة التنفيذية العليا التي أوكل إليها تنظيم المصالح الحكومية والدوائر الرسمية ووضع خطط عملها ومتابعة التخطيط، وعقب انتهاء تلك اللجنة من مهامها الموكلة إليها تم تعيينه رئيساً لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وأضيفت إليه دائرة المطبوعات والنشر.
لقد جعل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الإنسان جل همه واهتمامه باعتباره رأس المال الحقيقي في التنمية والنهضة ولذلك عمل على تسخير كافة الظروف لتحسين بيئة العمل وتهيئة الأوضاع لمستقبل مشرق لدولة الكويت، لذلك اهتم بالشؤون الاجتماعية والمشاريع الإنسانية ذات القيمة والفكرة، حيث كان يؤيد وضع القوانين والقواعد التنظيمية من أجل إفساح فرص العمل للمواطنين ووضع عدد من المرتكزات الأساسية التي تعمل على استقرار العلاقة بين العامل وأصحاب العمل لمزيد من الخلق والإبداع والعمل على نمو جيد، ولم ينسى أن يعمل على تنظيم أساليب الهجرات الأجنبية عقب تدفق البترول على الكويت، كما هيأ البيئة المهنية والفنية للفتيان لخلق أجيال ذات مهارات متعددة في مثل تلك المهن التي تعمل على تأهيل البنى التحتية للكويت في إنشاء مراكز التدريب والتأهيل وشجع قيام الجمعيات النسوية ورعاية الشباب وإعدادهم نفسياً واجتماعياً وبدنيا حتى يكونوا جاهزين لقيادة بلدهم في شتى المجالات..
كذلك اهتم بالمسرح لتوعية المجتمع وفتح آفاق المستقبل أمامه وإنشاء الأندية الرياضية والثقافية ومراكز رعاية الفنون الشعبية والحفاظ عليها.
ومن خلال توليه إدارة المطبوعات عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت تحت اسم (الكويت اليوم) لتسجيل كافة الوقائع الرسمية، وأنشأ مطبعة لتلبية احتياجات الحكومة من المطبوعات بجانب إصدار مجلة (العربي) ذائعة الصيت، وإحياء التراث العربي وإعادة طباعة ونشر المخطوطات القديمة وتعيين لجنة خاصة لإعادة وتنقيح تاريخ الكويت على أسس علمية صحيحة.
لقد ساهم سمو الشيخ صباح الأحمد في تطوير وتأهيل مقدرات وسائل الإعلام حتى تتمكن من عكس الإنجازات بصورة جيدة وفاعلة فكانت وزارة الإرشاد والأنباء التي يقودها تضم الإذاعة والتلفزيون والمسرح والسياحة والسينما إلى جانب أقسام الرقابة على النشر ولقد كان لتلك الإدارات دور مهم في دحض الافتراءات التي انطلقت ضد الكويت أثناء أزمتها مع عبد الكريم قاسم بعد الاستقلال!!
لقد شغل منصب رئيس اللجنة الدائمة لتقديم المساعدات لدول الخليج كما إنه أول من رفع علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد انضمام الكويت للأمم المتحدة في 11 مايو 1963م.
وفي هذه الأثناء قدم المنح دون مقابل لدول الخليج وامتد ذلك العطاء الطيب إلى اليمن الشمالي والجنوبي وسلطنة عمان وجنوب السودان كما أنشأت الكويت مكتباً في دبي لمتابعة انسياب الخدمات والإشراف عليها وحتى العام 1969م كانت للكويت (43) مدرسة في الإمارات وأكثر من (850) مدرساً تتولى الكويت دفع رواتبهم وتقديم الوجبات الغذائية وكافة الالتزامات تجاه تلك المدارس ولذلك تم اعتماد المقررات الدراسية الكويتية في الإمارات حتى بعد قيام الاتحاد كما أنشأت الكويت في عهده محطة للإرسال الإذاعي بالشارقة للبث في جميع الإمارات وإنشاء محطة إرسال تلفزيوني في دبي.
لقد لعب الشيخ صباح الأحمد دورا مهما وفاعلا في اللقاء الذي نظمته الأحزاب المتنافسة في اليمن الشمالي والجمهوريون والملكيون مع ممثلي مصر والسعودية لوضع حد للحرب الأهلية وعندما تدهورت العلاقة بين اليمن الشمالي والجنوبي وبدأت الصدامات القوية بينهما على الحدود المشتركة في 1972م قام سمو الشيخ صباح الأحمد بوساطة مهمة أثمرت إعادة الوضع إلى الأفضل وخففت حدة التوترات حيث دعا وزيري خارجية سلطنة عمان واليمن ما أثمر عن توقيعهما اتفاقاً لإيقاف الحرب الإعلامية وإقامة علاقات دبلوماسية واحترام حسن الجوار.
وفي عام 1978م كان له دور في تزكية الشيخ سعد العبدالله الصباح لولاية العهد حيث كان من المرشحين لتولي المنصب مع جابر العلي لكنه تنازل لسعد العبدالله فقامت الأسرة الحاكمة بتزكيته على حساب جابر العلي.
المعروف أن سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر تولى مقاليد الحكم في الكويت في 29 يناير 2006م بعد قيام مجلس الأمة بنقل سلطات الأمير سعد العبدالله السالم الصباح إلى مجلس الوزراء بسبب أحواله الصحية وتزكية مجلس الوزراء له بعد نقل جلسته الخاصة في 29 يناير 2006م.
ويعتبر سمو الشيخ الصباح الابن الرابع من الأبناء الذكور للشيخ الأحمد الصباح وللأمير الصباح ثلاثةأولاد وبنت من زوجته فتوح السلمان الحمود الصباح وهم الشيخ ناصر وزير الديوان الملكي والشيخ حمد رجل أعمال والشيخ أحمد الذي توفي صغيراً ثم الشيخة سلوى التي توفيت في 2002م.
يجيد الشيخ صباح الأحمد عددا من اللغات الأجنبية كما يهوى صيد الأسماك، كما إنه نال العديد من الأوسمة التي منحتها له عدد من الدول ورؤسائها، مثل وسام الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى (السعودية) ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في كولومبيا وقلادة الشرف من مالطا والدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة جورج واشنطون ووسام جوقة الشرف الأكبر من الجمهورية الفرنسية وكذلك أوسمة من اليابان، البحرين، الأردن، عمان،إيطاليا،ألمانيا، قطر، لبنان، ألبانيا، المملكة المتحدة.
متعه الله بالصحة والعافية كقائد عربي له خدمات جليلة في شتى المجالات التي تسهم في نهضة الأشقاء العرب والأفارقة.