مصر الكبرى
عقلية العصور الوسطى عند العرب والمسلمين
"مازال المسلمون عامة والعرب خاصة يعيشون فى زمن العصور الوسطى" ، عبارة نرددها كثيرا ، لكن ما معناها وكيف نخرج من ذلك الزمن إلى الزمن المعاصر ؟ معناها :
* الحكومات اثيوقراطية التى تدعى أنها ظل الله فى الأرض ، ولا تحكم بالدين كما يظن الكثيرون ولكن يستولى على الحكم رجال الدين الرسميون أو بدائل لهم من رجال المؤسسات المذهبية التى تحتكر الدين.* ترجيح الغيبيات والخرافات والابتعاد على العلم باعتباره شرا يفسد الدين والأخلاق حتى لو ادعى البعض أنه يؤمن بأهمية العلم ، لكن المسألة هنا :ما الذى يحكم السلك؟ إنها الغيبيات والخرافات .باختصار الغيبة التامة للتفكير العلمى* النظرةالجزئية للعالم ، فلا يمكن إعمال العقل ومحاولة الرؤية الكلية للأشياء والمثل رد الفعل على الفيلم المسئ ، فلم يحسب عواقب ما يحدث ، وإنما الأذن متصلة بالجهاز العصبى وليس بالعقل ، أيضا فى 11 فبراير سقط مبارك ، وبارك الثوار استيلاء رجاله من عواجيز العسكريين على الحكم ورعاية الثورة ..لقد كانوا يطالبون بإسقاط النظام فسلموا البلد للنظام ، لأنهم لم يحسبوا ولم يروا الصورة الكلية ، فوقع معظمهم تحت عقاب المحاكم العسكرية وهاهم ملقون فى المعتقلات ، ولم يتحقق شىء من أهداف الثورة . النظرة الجزئية كارثة تمنع رؤية كل عناصر أى مشهد وتحليلها وفهمها والتعامل على أساسها .* ردود الفعل العصبية العاطفية فى تلقائية بدائية دون أى حساب للعواقب والعجز عن المبادرة فى الفعل لإدارة شئون البلاد .* الارتجال فى كل شىء مع تغليب الخبرة على الإبداع ، دون فهم لضرورة التخطيط ومتابعة التنفيذ .* عدم فهم كثير من المفاهيم المعاصرة مثل مفهوم الاستراتيجية والتكتيك ومفهوم المؤسسة Institutionومفهوم الدستور ,ومفهوم الحرية، ومفهوم المجتمع الجديث (الذى تكون مصالح الجماعة هى أصل التشريع)، ومفهوم الوطن والمواطنة ، ومفهوم الآخر ، ومفهوم التسامح.* عدم فهم التعليم الحديث واستقلال الجامعات والقضاء واستقلال الإعلام، والحكم المحلى ، والضرورة القصوى للبحث العلمى .* عدم التعامل الموضوعى مع شئون الحياة والخلط الشديد بين الأشياء.* افتقاد القدرة على الحوار للعجز عن الاستماع للآخر ووزن كلامه والاستجابة الإيجابية لمجرى الحوار ، فالحوار يتحول دائما إلى شجار.* واحدية الرأى التى تعتمد غالبا على موروثات الماضى والعجز عن فهم صناعة المستقبل والدراسات المستقبلية.* التبعية للأقوى على المستوى الفردى والاجتماعى وسيادة عقلية الخادم المستذل .