مصر الكبرى

02:23 مساءً EET

“قلم وصاية” : قال ايه..بالفطرة!

الكثير من الناس لا يتصورون مطلقا ان يرفض احدا الاسلاميين فى الانتخابات او الفضائيات الا و ان يكون جاهلا او من اعداء الدين و العياذ بالله!

ازاى و ازاى بقى نرفض ننتخب اهل الله؟ (دون ان نحدد من هم اهل الله دول! و هل هم اهل الله فعلا ام هم اهل بمتاجرة بكلام الله!) "انت مجنون" او "انت كافر يا عم الحاج؟" (احيانا تقال جدا و احيانا تقال هزلا..خصوصا فى الاوساط الشعبية و بين الشباب) و هذا مثلا جزء من منظومة ان الشعب المصرى متصور فعلا انه متدين بالفطرة! لان المتدين عنده هو من يحرم و يجرم و يكفر و يكمم كل شئ و كل شخص! هو الشخص الذى يحشر فى كلامه الفاظا باللغة العربية الفصحى، و هو الذى يطنطن بكلامما فارغا كثيرا عن الفن و العلم خاصة عندما يعجنه و يخبزه مع الدين!
هو الحريص على ان يراه الجميع و هو يصلى و ان يعلم الجميع انه صائما و هو الحريص على تهدئة الناس فى المشاجرات كى يمتدحه الاغراب!
و الحقيقة ان الشعب المصرى ليس متدينا بالفطرة..الحقيقة هى انه "ممثل" بالفطرة..مدعى بالفطرة..يجب الرياء بالفطرة..لا يجد ما يتعالى به على غيره من البشر سوى تدينه الظاهرى الاسمى الذى يتشدق به فى كل مناسبة بالفطرة..كما للعلك البلدى الذى فى فمه! انما متدينا بالفطرة..اسمح لى بقى!
خلاص كل شئ متصور فى بلدنا فى غياب الاطلاع و التنوير..كل شئ..و خصوصا ادعاء التدين الكاذب قال ايه بالفطرة..و هذا ليس مدعاة للتشاؤم..بل هو اعتراف بالواقع..لاجل الاصلاح فعلا..ده لو عاوزين نصلح..مش عاوزين نغنى و السلام..لو عاوزين ننضف فعلا..مش اننا نعمل حملة نضافة يومين..و الزبالة ترجع مطرحها تانى بعدها..لو اننا مش عاوزين نستعبط!
خد عندك هولاء الذى يريدون تغيير ما يرونه هم منكرا بايديهم..و هذا التغيير فى القتل و الحرق و التمزيق و اقتحام السفارات..طيب هل اغتصاب سفير دولة اجنبية تغييرا للمنكر..ام هو المنكر ذاته؟ اشمعنى اغتصابه؟ اغتصاب رجل؟ ليه يعنى؟لم اعد اتعجب ان ارى "شحطا" طويلا عريضا كثيف اللحية منسقا لحركة اسمها يقول "غصب عنكم لازم تنتخبوا فلان" يهدد بمحاربة جيشان يحتلان المرتبتان الاولى و السادسة فى قائمة اقوى 10 جيوش على العالم حتى و لو بجريد النخل!لم اعد اتعجب..فكل شئ اصبح متصورا..خصوصا فى ظل جهل خريجين الجامعات..بالاضافة طبعا إلى جهل الاميين!
طيب بانهى امارة؟ نحن رويدا رويدا ننقلب لامة من الدراويش لم تعد تتحدث سوى فى "الاخلاق" و "الايمان اللى مقطع بعضه" و "الالحاد" و "اعداء الدين"..هى دى اخرتها؟ اننا صدقنا نفسنا! اننا سكرنا بنشوة حكايات الف ليلة و ليلة و عنترة ابن شداد..و حكايات الربابة..فنريد ان نفعل كالذبابة التى تصورت نفسها نسرا!لا يريد الكثيرون الاعتراف بان المصرى على استعداد لاقامة الهولوكوست يحرق فيه نفسه و غيره، لاسباب لا علاقة لها بلقمة العيش..فالمصرى يتحرك لعاطفته الدينية بدون تفكير..و المشكلة انه يتصور ان العالم كله مثله..الكثيرون لا يتصورون..مع انه اكثر الاشياء تصورا!هل تظن ايها المصرى ان ما تفعله سيمر مرور الكرام؟ هل تظن انك ستتحكم بالعالم باقتحام السفارات او حتى بحرقها؟ هل تظن انك اوصلت رسالة؟ هل تظن انك اظهرت انك غيورا على مقدساتك هكذا؟ حسنا..سولف نرى غدا..لقد خرج مارد المزايدات الخطابية الدينية الرخيصة جدا من القمقم و الذى اتقلب فعلا ميدانيا شديد العنف..و اصبح صرفه صعبا..حتى على المتأسلمين نفسهم! و غدا سنحصد المزيد مما نراه اليوم!اعتقد ان ما حدث عن محيط السفارات فى دول الربيع العربى سيعيد تشكيل علاقة الغرب بحكومات سرقة الثورات العربية..و سينقلب سحر المتأسلمين على ساحرهم..و هذا كله جزءا من نجاسة المعادلة..
هل تحب اقول لك مفاجأة هاتضايقك اكيد؟ انا لا اشك ان مزيدا من الافلام المسيئة فى الطريق..طالما اصبح استخدامها ناجح المفعول هكذا فى افساد العلاقات بين الدول بهذه السرعة!
فلا تتفاجأ مستقبلا..
 

التعليقات