كتاب 11
فى ظلال المقام الرحيم للحبيب
وحين يضيع دربك منا …نضيع , فلا خريف يأتينا ولا ربيع …. نعود إليكَ … فشمسنا الشَروق للزوال …. وقصرنا بنينا من رمال …. وخوفنا خبزنا …وفرحنا دون هواك محال …
ونقف على بابك يا حبيب ..وحين نعود إليك يملأ نورك وجداننا …فليس لنا من البشر غيرك ……وليس لنا شفيع سواك ونعوز بالله من جاهلية أصابت القلوب والعقول ..ففى مقامك … نتنسم عطر محبة .. وعطر طهرٍ وقداسةٍ وجلال ..فحين وٌلدت إكتسب الضياء جلاله …ونال الورد لونه ورحيقه … وتوضأت النجوم من عبيرك … وسجد البدرُ , وحين بُعثت فرح كل من فى السماء …فلا ضياء يشبه نورك ..ولا شمسٌ تجرؤ على الشروق من غير مشكاتك , وكأن الكون كله خُلق لأجل يوم بعثتك …. ونسأل الله أن يصلى عليك ليقربنا اليك زلفى… لننال رضاك عنا وتستغفر لنا .
جئناك نلوذ ببابك ..وأنت ملاذنا ..جئناك نستغفر الله فأستغفر لنا كما قال الحق فى كتابه الكريم …وانت الشفيع دون كل الأنبياء ..وأنت من قلت للرحمن ” أمتى ..أمتى ” , فأدعوا لنا ان نهتدى ونعود اليك على جناح هداك وهواك وسنتك.
الأرض تميد بنا …وتضيع الأوطان من تحت أقدامنا …والقلوب إمتلأت كرهاً ..وبغضاً .. وشحناء , والفقير يلهث خلف كسرة خبز , والذئاب ينهشون بطون الفقراء ليلعقوا ما تبقى فيها من دماء .
أناديك يا رسول الله ..من أجل أم ثكلى… ,ويتيم يبكى أباه … ونساء جفت فى حلوقهن الآه… وأطفال ضاع رحيقهم وذبلت فى عيونهم الحياه …
أناديك يا سيدى ..وأنت الرؤوف الرحيم ..أن تسأل الله لنا هداية وعودة الى طريق حبك ..نعم حبك ..فمن أحبك فاز بطهارة القلب ونور البصيرة …أناديك يا سيدى أن يهدى الله من تاجروا بعبائتك …وأسأءوا بسلوكهم لدين الحق المنير ..من خرجوا من كهوف الظلمة والجهالة ليبيعوا أمتك فى سوق النخاسة … انها أمتك يا حبيب الله فأدعوا لها وإستغفر …عليك صلاة الله وسلامه.
فهل نستلهم من مقام نورك الباهر بعثاً جديداً للأمل ….ونولد من جديد على نهج الصفا والوفا بأنوار المصطفى ، ذلك الذى ضيعه منا الشيطان ..سنرفع رايتك يا رسول الله ….راية الحب والعدل والحق ..راية المساواة والإخاء ..لنفقأ عين الشيطان فى قلوب البعض منا …ونقطع رأس الفتنة والجهالة …..رأس الحماقة والجشع وشهوة السلطة …….فهل من نفحة نولد بها من جديد .