كتاب 11
السيسي وفريقه الرئاسي
الإبداع في مصر دائماً فردي بمعني أن أي نجاح تحقق في أي مجال كان سببه هو الفرد وعلى مر العصور تقريبا مصر لم تعرف العمل الجماعي والمؤسسي فالنهضة والتقدم الذي حدث في فترات تاريخية معينة كان مرتبطا باسم الأشخاص مثل محمد علي وجمال عبد الناصر وغيرهم حتى على مستوى المؤسسات الصغيرة التي حققت نجاحا حدث ذلك لان رئيس هذه المؤسسة قرر أن يفعل شيئا ناجحا فمثلا مركز الكلى بالمنصورة أصبح صرحا طبيا عالميا
لان هناك مبدع اسمه د محمد غنيم قرر أن يحقق إنجازا كذلك د مجدي يعقوب فعل الأمر نفسه في مركز القلب بأسوان فالنجاح في مصر فردي وليس مؤسسي وهو غالبا ما يكون نجاحا هشا من النادر أن يُكتب له الاستمرارية لأنه مرتبط بشخص وقد ينهار بعد تركه لمنصبه،أما النجاح المؤسسي يكتب له الاستمرارية لأنه يخلق أجيالا من القيادات تتحمل المسؤولية،لذلك فإنني أتمنى إذا قرر المشير السيسي خوض الانتخابات الرئاسية ألا يخوضها بمفرده بل ومعه فريقٌ رئاسيٌ متكاملٌ من الصعب أن نطالبه بتحديد أعضاء فريقه الرئاسي والحكومي كله ولكن على الأقل أن يكون معروفاً للناخبين من هو نائب الرئيس ومن هو رئيس الوزراء ومن هم أعضاء الفريق المعاون المساعدين والمستشارين
مشاكل مصر كبيرة ولن يستطيع شخص واحد مهما كانت قدراته وإمكانياته أن يحلها وحده، ومن مصلحة الرئيس القادم أن يشرك الجميع معه في تحمل المسؤولية وان يستفيد من كل الكفاءات المصرية داخل البلاد وخارجها على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية طبعا عدا الجماعة الإرهابية،المهمة غاية في الصعوبة والرئيس القادم لن يملك عصا سحرية لحل مشاكل عشرات السنين وتحقيق طموحات كبيرة لشعب قام بثورتين وخلع رئيسين ووضعهما خلف القضبان هذا الشعب لابد وان يشعر بتغيير للأفضل في حياته وهذا لن يتحقق في أيام ولا في شهور ولكنه سوف يصبر ويتحمل إذا كانت مصر تسير على الطريق السليم وهي لن تكون كذلك إلا إذا كان هناك فريق رئاسى وحكومي محترم يعمل مع الرئيس وبمشاركة من كل المواطنين فإذا استطاع الرئيس القادم أن يؤسس للعمل الجماعي وان يخلق أجيالا جديدة من القيادات فهذا يكفيه
مصر ليست دولة فقيرة حتى تظل هكذا طويلا تتسول غذاءها من الخارج ويُهان أبناؤها في كل دول العالم وبعضهم يموت غرقا في البحر وهو يهاجر بطريقة غير شرعية للبحث عن مصدر رزقه،استغلال قدرات ومقومات مصر الاقتصادية الكثيرة يحتاج قائداً وطنياً محترماً مثل المشير عبدالفتاح السيسي يكون بمثابة مايسترو ومعه فريق رئاسي كُفء يستطيع تحقيق تطلعات المصرين،ختاما أتمنى من المشير أن يتبرأ من المنافقين الذين يأكلون على كل الموائد وقد يسيؤن إليه وهو لا يعلم فكل من هب ودب منح نفسه لقب حملة السيسي وهذا قد يأتي بنتائج سلبية على ملايين المصريين المحبين والمخلصين له دون انتظار لأي مقابل,فمصر الجديدة نتمناها بدون الفاسدين من الحزب الوطني والارهابيين من الإخوان.
مذيع بإذاعة الشرق الأوسط