ثقافة

12:23 مساءً EET

محمد صلاح المصري يكتب : لم يعد القمر بعيداً (قصة قصيرة)

23 مارس، 2012، الساعة 08:35 مساءً يجلس ينتظر الشمس حتي تغرب لم يعد يودعها كسابق عهده معها.

للمرة الأولي في حياته يعشق الغروب، ينتظره.

تغرب الشمس دون أن تترك خيطا وحيدا من نورها.

تمضي في طريقها، حتي الشفق الأحمر هذه المرة لم يدم طويلا.

يرتمي علي الأرض فاقدا الوعي الظلام يسود المكان.

النجوم تتناثر في السماء،تطل علي الأرض إطلالتها الأخيرة،ثم تتواري خلف السحاب.

كل من لديه شمعة يشعلها لكن أنوار الشموع لم تدم طويلا .

الناس علي قارعة الطرقات تنتظر القمر والأطفال يحملون أطباق البليلة ويدقون علي الرق وينشدوا : (سيبوا القمر يابنات الحور) يذهبون الناس إلي الدرويش الذي يوجد بالمقام،يسألوه أن يدعوا الله كي يعود القمر.

خرج الدرويش قائلا: صلوا لأجل القمر. السماء ترتدي السواد وكأنها تعيش فترة حداد علي غياب القمر.

دموع السماء تنزل مطرا، تتساقط القطرات علي وجهه، يفيق.

ينظر حوله، لايري سوي سواد في سواد. ينظر لأعلي، يسأل: أين القمر؟ فإذا بجسمه يشتد بياضه ويبعث نورا يضئ المكان من حوله.

يهتز جسمه بشدة يسمع صوت بداخله يقول: أنا هنا . . . ! يخرج القمر من صدره صاعدا إلي السماء.

يشعر بيد تربت علي كتفه! يقوم فازعا!

ينظر لأعلي فإذا بصوت يقول: (أنت هنا وإحنا من بدري بندور عليك أصل القمر كان مخنوف)

التعليقات