آراء حرة

07:27 صباحًا EET

عمرو الباز يكتب : فلاش باك (الحلقة الرابعة)

 فى صباح يوم السبت الموافق 29 يناير 2011 كانت هناك حالة من الهدوء بعد اشتبكات جمعة الغضب التى شهدت أعمالاً دامية فى الشارع المصرى لأول مرة منذ عقود وانسحاب الشرطة من الشوارع المصرية وبدأت قوات الجيش فى الانتشار لحفظ الأمن بعد انهيار تأمين الداخلية للشوارع ورفض كل من نزل إلى الشوارع لوجود الداخلية فى الشارع المصرى.

وبدأت فى هذا اليوم عودة الإتصالات مرة أخرى مع وقف لرسائل SMS مع استمرار انقطاع الإنترنت عن مصر وخرج الرئيس الأسبق مبارك بخطاب للأمة يتعهد بالإصلاح والنمو الاقتصادى. وبدأت وتيرة العنف تزداد فى هذا الوقت فى سيناء وتم تفجير مبنى مباحث أمن الدولة فى مدينة رفح المصرية واقتحام لسجن أبو زعبل شديد الحراسة وسط وابل من إطلاق النيران المكثفة وإحباط الجيش لمحاولة اقتحام مطبة البنك المركزى المصرى.

فى هذا اليوم أيضاً تمت قبول استقالة أحمد عز عضو أمانة السياسات فى الحزب الوطنى الذى تم تدميره وحرقه فى معظم المحافظات المصرية كما تمت محاولات لاقتحام وزارة الداخلية مما أدى لتدخل القوات المسلحة للفصل بين من يحاولون اقتحام وزارة الداخلية وبين ظباطها الذين حاولوا الدفاع عن مقر وزارة الداخلية من الاقتحام.

وبدأ من هذا اليوم انتشار كثيف لعصابات السلب والنهب وترويع المواطنين وانتشرت الكثير من الشائعات على وجود عصابات مسلحة وهو الأمر الذى أدى إلى حالة من الارتباك الشديد لدى المواطنين وظهر معها بيان للجيش بالتصدى لمثل هذه المجموعات بكل حزم وناشد الجميع الالتزام بحظر التجوال الذى فرض فى البلاد فى ذلك الوقت.

وقد أدى ذلك لانتشار اللجان الشعبية فى مختلف الأحياء المصرية فى محاولة منهم لفرض الأمن وحماية ممتلكاتهم من السرقة والنهب . وهنا تظهر قناة الجزيرة لاستكمال الدور المنوط بها فى التحريض وترويج الشائعات الكثيرة التى كانت موجودة فى هذه الفترة خاصة بعد تزايد حالات التوتر فى عدد من السجون المصرية خاصة فى ليمان طره وأبو زعبل وبدأ مراسلو الجزيرة ورويترز فى نشر أنباء عن قتل مساجين على أيدى قوات التأمين التى كانت تحرس السجون بعد محاولاتهم الهروب من السجن. كان مراسلى الجزيرة يركزون على السجون التى بها المعتقلين السياسيين للتحدث عن إطلاق وابل من النيران والتحدث عن عشرات القتلى والمصابين فى محاولة منهم للإشارة على إطلاق قوات الأمن النار على السجناء السياسيين للتخلص منهم.

وهنا كان دور قناة الجزيرة بارزاً جداً فى الأحداث وفى الصعود بالأحداث عن طريق الشائعات التى كانت تبثها وإعادة للمشهد الشهير للسيارة الدبلوماسية التى كانت تدهس المتظاهرين فى الشوارع والتى لم يكشف النقاب عنها حتى الآن كيف خرجت هذه السيارة الدبلوماسية من داخل السفارة الأمريكية لتقوم بدهس المتظاهرين والأعجب من ذلك كيف انتظرتها كاميرات الجزيرة لتقوم بالتصوير الدقيق جداً لهذا المشهد الذى يثير المشاعر ؟

التعليقات