الحراك السياسي
خبير أمن قومي: الإخوان يستخدمون السوريون فى أعمال الفوضى فى مصر
بدأت أجهزة الأمن خلال الفترة الأخيرة فى رصد ظاهرة جديدة، تتمثل فى مشاركة بعض السوريين فى مظاهرات ومسيرات جماعة الإخوان الإرهابية واستخدامهم في أعمال العنف التي يقومون بها.
وأصبح تواجد السوريين بمصر سلاحًا ذا حدين، فمنهم من يعمل سعيا وراء لقمة العيش والبعض الآخر وهم قلة تم تجنيدهم والمتاجرة بهم في أعمال الفوضي بالبلاد.
وأكد اللواء خالد مطاوع، خبير الأمن القومى، أن الجالية السورية اللاجئة إلى مصر تمثل قنبلة موقوتة ومجالا خصبا لعناصر الفكر المتطرف حيث يسهل استغلالهم واستغلال المستوى الفكرى الضحل وحاجتهم الى المال وتدبير ظروفهم المعيشية فى تغيير حالتهم سواء بالزواج من مصريين أو باستغلالهم فى تنفيذ عمليات إرهابية لصالح بعض التنظيمات على اعتبار أنهم عناصر غير مرصودة أمنيا.
وقال إن توافد المهاجرين السوريين إلى مصر بدأ مع تفاقم الأوضاع بسوريا فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى وكان دخولهم إلى البلاد بدون أى إجراءات تتعلق بالتأشيرات أو الموافقات الامنية.
وأشار “مطاوع” إلى أن عدد اللاجئين السوريين فى مصر، قد وصل وفقا لما هو مسجل بمفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين حتى 30 يونيو 2013 لحوالى 70 ألف لاجىء سورى فى حين أن التقديرات الامنية تشير الى وجود ضعف هذا العدد، نتيجة لإجراءات التسجيل بالمفوضية.
وأضاف أنه كانت هناك أيضا تعليمات وزارية صادرة عن حكومة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء السابق فى عهد “مرسى” بالسماح للسوريين بالدخول والخروج بدون تأشيرات مسبقة فضلا عن تعليمات موازية بتلقيهم كافة أوجه الرعاية الطبية بالمستشفيات الحكومية وإمكانية إلحاق أطفالهم بالمدارس الحكومية مع إعفائهم من الرسوم الدراسية السنوية.
وأكد “مطاوع” أن الأمر بدا مختلفا بعد 30 يونيو، حيث تم التضييق على السوريين بصور مختلفة نتيجة لعدة اعتبارات تكتيكية أمنية وإستراتيجية عربية، حيث لم يستمر الوضع المتعلق بالدخول والخروج من مصر كما كان فى سابق العهد بل تعقد الأمر بعدم منح تأشيرات دخول للسوريين لمصر إلا بعد موافقة الجهات الامنية مجتمعة.
وأوضح أنه فى أغلب الاحوال لا يتم منح تأشيرة الدخول إلا فى أضيق الحدود مع إمكانية رفض منح التاشيرات لذوى وأقارب بعض الحاصلين على إقامات من السوريين للزيارة، وقد فسر الكثيرين بأن ذلك يأتى فى المقام الاول ضمن حزمة إجراءات أمنية اتخذتها السلطات الامنية بعد اندلاع عنف جماعة الاخوان.
وأكد أنه فى حقيقة الامر يأتى ذلك فى إطار الاستراتيجية الرافضة لتفريغ سوريا من مواطنيها بما يضعف موقف الحكومة السورية فى مواجهة الارهاب الذى تدعمه جماعة الاخوان بسوريا والتى كانت الشرارة الاولى فى إندلاعه ضمن ما سمى بالربيع العربى، حيث كانت الجماعة ترى أن السيناريو المصرى بإعتبارها الفصيل الأقوى والأكثر تنظيما من الممكن أن يتكرر فى حالة إنهيار النظام السورى وبالتالى توليها مقاليد السلطة.
وأشار “مطاوع” إلى أنه كانت هناك تصريحات عديدة أكدتها قيادات من المجلس الوطنى السورى بالالتزام بالحياد فى مسألة 30 يونيو وتوجيه السوريين المقيمين فى مصر بعدم التدخل أو المشاركة فى أى فعاليات تخالف القانون أو يكون من شأنها توجيه اتهامات لهم بمساندة الاخوان أو الشرعية المزعومة للرئيس المعزول كما كانت هناك بيانات صادرة عن المجلس الوطنى والائتلاف الوطنى تحتوى هذا المفهوم.
وقال ان ذلك الامر لم يكن قاطعا بالطبع فهناك إستثناءات حيث أنه من المؤكد ألا تخلوا الجالية السورية و اللاجئين السوريين المتواجدين داخل الاراضى المصرية من إى انتماءات عقائدية أو سياسية مع إضافة عنصر هام فى تحريك بعضهم مبنى على الحاجة المالية لاعانتهم على تكاليف الحياة بمصر و التى وفرتها لهم بعض المكاتب الادارية للاخوان بالمحافظات لإستغلالهم فى المسيرات و المظاهرات و إستغلال بعض شبابهم فى أعمال العنف التى تمارسها جماعة الاخوان بالشارع المصرى .
واوضح ان للاجئين السوريين يسعون للمشاركة في مظاهرات الاخوان رغم ما يتلقونه من المفوضية العليا لشئون اللاجئين والتى تمنح الاسره الواحدة حوالى 1300 جنيه مصرى مهما كان عدد أفراد ها فضلا عن عدم تمكن الكثيرين حتى الان من الحصول على هذا الراتب الشهرى لعدم تسجيلهم بالمفوضية ضمن اللاجئين حتى تاريخه.
واشار الي ان مشاهد مشاركة أعداد من السوريون بإعتصامى رابعة و النهضة دليلا واضحا على إنخراط العديد منهم فى أنشطة تضر بالأمن القومى المصرى فقد كانت هناك مشاهد عديدة أخرى لعناصر سورية بالتجمعات و المسيرات و المظاهرات الاخوانية ، و هذا قد يعتبر إنخراط تنظيمى أو إنتمائى لبعضهم فى جماعة الاخوان .
وشدد علي ان هناك مجموعات مارست عمليات نصب و بلطجة على بعض رجال الاعمال خلال الفترة الماضية و قد إنتشرت هذه الظاهرة كثيرا بعدد من مدن التجمعات العمرانية الجديدة ، فضلا عن ممارسة البعض منهم لمهن التسول و الشحاذه بالمساجد و الشوارع و خاصة فى القاهرة.
وقال انه بالرغم من ذلك كله فلم يتم القبض على أى من العناصر السورية فى إطار عمليات البحث و التعقب لمنفذى العمليات الارهابية التى شهدتها مصر.
كما لم ترصد الاجهزة الامنية أى إرتباط للعناصر المنفذه لعمليات مديرية أمن الدقهلية أو القاهرة أو عمليات تفجير أو إستهداف للمنشآت الامنية أو غير الأمنية ، و أن ما نشر عن القبض على عناصر سورية بحوزتها أختام لدول عربية لم يكن له إرتباط بحوادث الإرهاب انما يمكن تصنيفه كأحد الجرائم الجنائية المرتبطة بعصابات التزييف و التزوير.
و لكن من جانب آخر تم القبض بالفعل على بعض العناصر السورية أثناء مشاركتها فى المظاهرات التى تنظمها جماعة الاخوان بالإسكندرية و القاهرة و العاشر من رمضان و ذلك فى إطار مخالفتهم لقانون الحق فى التظاهر.