آراء حرة
محمد حمدي الحلواني يكتب : تمصير الأخوان – لا- أخونة مصر
كثيرا ما ترددت على مسامعنا كلمة أخونة الدولة حتى أصبحت الكلمة سيئة السمعة لما كانت تهدف إلية من رغبة الأخوان فى إحكام قبضتهم السياسية على كل أركان الدولة وربما كان هذا سببا رئيسيا فى زيادة التوتر السياسى وزيادة الغضب الشعبى ضد الأخوان لتنافى فكرةالأخونة مع أهداف ثورة يناير التى قامت ضد الحاكم الفرد – أعلم أن عنوان المقال قد يكون صادم للبعض فيدفعة ذلك إلى التطاول كالعادة حينما نناقش فكرة قد تحتمل الصواب والخطأ وحتى نضع النقاط الصحيحة على الحروف فيظهر المعنى الحقيقى لفكرة المقال
ولا يساء الفهم منها خاصة أن البعض ممن يتعمدون الأساءة دائما قد يعتقدون أن الهدف من هذا المقال هو التشكيك فى وطنية الاخوان ولهذا أؤكد بداية على أن حديثى ليس موجه إلى من يناصرون قضية الأخوان فى الدفاع عن الشرعية أو الذين يدافعون عن الأسلام ظننا منهم أن الدولة تحارب العقيدة الأسلامية وإنما حديثى موجة إلى من ينتمون لمنهج الأخوان السياسى والعقائدى واخص منهم تحديدا من ينتمون إلى التنظيم الدولى للأخوان المسلمين الذى يجد فروعا لة فى أكثر من 70 دولة على مستوى العالم ومن هنا جاءت فكرة المقال لنناقش بهدوء المنهج السياسى والعقائدى لهؤلاء ربما يجد البعض ضآلتة
فما يغفلة الكثيرون عن المنهج السياسى لدى الفكر الأخوانى ( قيادات مكتب الأرشاد ) أنة يدور فى فلك التنظيم الدولى الذى لا يعترف بفكرة الدولة بعناصرها المتعارف عليها ( الشعب – الأقليم – السلطة ) وإنما يعترف بفكرة الخلافة التى تقوم على نفس العناصر ولكن بعد تفكيك الدول لتصبح دولة واحدة وما يؤكد ذلك المقولة الشهيرة لمرشد الأخوان السابق مهدى عاكف ( طظ فى مصر) وربما هذا هو السبب الرئيسى فى الصراع ما بين المؤسسة العسكرية والتنظيم الدولى قديما وحديثا فالجيش لدية عقيدة أنة يحمى السيادة ويحفظ حدود الدولة ويصون أمنها أما عقيدة التنظيم الدولى أنة يريد هدم كيان الدول تمهيدا للوصول إلى حكم الخلافة وهنا مكمن الصراع فإختلاف العقيدة لدى الجانبين سبب المشكلة التى لأبد لها من حل فأذا كان المشروع السياسى لدى فكر التنظيم الدولى للأخوان قائم على هدف التوحد بين الشعوب الأسلامية لنصبح قوى عظمى فى مواجهة الغرب فهذا هدف نبيل ولكن الوسيلة التى تتم بة تنافى ونبل الهدف وتحتاج إلى سنوات طويلة من النضال الثقافى وليس النضال المسلح لتقارب وجهات النظر للوصول إلى صيغة مشتركة تجمع ما بين العقيديتن دون إستخدام الدين كوسيلة لتحقيق أهداف سياسة فما حققة الغرب بالتوحد لم يأتى على حساب السيادة والأستقلال أو التفريط فى الحدود الوطنية للدول وإنما تحقق بالتبادل التجارى والثقافى والعسكرى فى أطار اتفاقيات حاكمة لتصرفات الدول وفقا لما يحقق مصالحها أولا ويحقق مصالح الدول الأخرى
أما المنهج العقائدى للأخوان فهو قائم على فكرة أن العقيدة الأسلامية بمفهومها الأخوانى الضيق هى العقيدة الصحيحة وما دون ذلك فهو باطل أوعلى الأقل يخالف المنهج الأسلامى الذى تربوا علية وهذا سبب الصراع الدينى ما بين مؤسسة الأزهر وبعض الأحزاب الأسلامية مثل حزب النور والأحزاب المدنية وكثير من علماء الأسلام فى جانب والأخوان فى جانب أخر وجميعهم فى نظر الأخوان فاسد ومنافق ولا يريد تطبيق الشريعة برغم أن الأجتهاد هو أحد مصادر التشريع والأجتهاد قائم على الأختلاف فى التفسير وهذا يخدم الدين ولا يضر بة وما يؤكد ما أقولة حول هذا المنهج العقائدى للأخوان ما سمعتة بأذنى من القيادى الأخوانى الشهير صبحى صالح حينما تعرض لواقعة الأعتداء علية يقول وهو على فراش الموت اللهم توفنى على دين الأخوان وأيضا فكرة زواج الشاب الأخوانى بالأخت الأخوانية تؤكد فكر هذا المنهج الضيق فهم بصدد دفاعهم عن تلك الفكرة يرون أن هذا الزواج سوف يحقق هدفهم السياسى من خلال تكوين أسرة أخوانية ثم عائلة أخوانية لنصل فى نهاية الأمر إلى مجتمع أخوانى وهنا لأبد أن يتحدث العقل سائلا الجميع هل يستطيع هذا المجتمع الذى تربى على فكرة التبعية والولاء أن يحقق نهضة عالمية كالتى حقهها المجتمع الغربى الذى يربى شعوبة على الأبداع وحب الثقافة ؟؟ قولا واحد الأجابة ,, لا ,, ولن يحقق هذا المجتمع سوى الفشل
أذن الحل من وجهة نظرى يبدأ بتغير أفكار الأخوان ولن يتحقق ذلك سوى بالتخلى عن الأفكار القديمة التى نشأت مع الجماعة وتهذيبها فالأنسان دائما يحتاج إلى تغير بعض من قناعاتة الفكرية أذا وجد أنها لا تتناسب مع تطورات العصر الحديث دون أن يتخلى عن مبادئة وخاصة أن فكرة التوحد التى يسعى إليها الأخوان ليست صعبة ولكنها تحتاج إلى تغير فى السلوك السياسى يناسب الوضع الراهن فهم بحاجة إلى ثقافة جديدة للتعامل السياسى ثقافة أساسها الفكر والأبداع وليس الجمود والتعصب دون أن تقترن بنزعة دينية غليظة تسئ للأسلام وتجعل منة دينيا أرهابيا لدى دول الغرب والدين الأسلامى برئ من الغلظة والعنف والترهيب كما يجب على الدولة آحتواء المصريين الذين لا ينتمون للأخوان كمنهج سياسى وعقائدى ولكنهم يناصرون قضيتهم لأعتقادهم المبالغ فية أن دفاعهم هودفاع عن الشريعة المنتهكة حقوقها وذلك بسبب غياب الثقافة التى جعلتهم يتبعون فكر المنظمة الاخوانية العالمية عن جهل وهنا على الدولة محاربة تلك الأفكار الضآلة بالثقافة والتنوير وليس بالأعتقال الغير مبرر بعدما أصبيت عقولنا جمعيا بالصدأ من كثرة التحجر الحزبى بأفكارة الضيقة التى ثبت يقينا أنها تسعى لمصالح خاصة و لاتضع فى برامجها أى أعتبار لمصلحة الوطن