آراء حرة

07:43 صباحًا EET

كواعب أحمد البراهمي تكتب : جرح القلوب

احيانا تمر بأي منا ظروف واحداث تكسر القلب فعلا وتجعلنا نعيش في الحياة وكأنها بلا أي طعم وكأنها بلا أي قيمة . ونفقد القدرة علي المرح والقدرة علي الأكل والشراب . ونفقد القدرة علي مشاركة الآخرين .

ونضطر إلي أن نضع قناعا علي وشوشنا يخفي حقيقة ما بداخلنا و نظهر أننا نعيش بصورة طبيعيه ونزعم لمن ينفذ داخل القناع ويسألنا عن احوالنا اننا مشغولون بالحياة . ونحن أبعد ما نكون عن الحياة . يمر اليوم بنا كأسبوع والأسبوع كشهر والشهر كدهر . ونذهب إلي أشغالنا بغير طاقة وعندما يسألوننا في شئ خاص بالعمل لا نتذكر الأرقام ولا التواريخ ولا الأسماء . لا نريد سماع الأغاني المؤلمة لانها تذكرنا بالجروح . ولا نريد سماع الأغاني المتفاءلة لانها لا تناسب حالنا . ونهرب من أصدقائنا الذين لا نريد ان نحكي لهم عن مأساتنا ونتعب الذين يستمعون إلينا ونجد راحتنا في الحديث معهم . ان جرح القلوب من أصعب الجروح .

وأقساها لأننا دائما نربطه بالغدر ونربطه بالخيانة لكن لو فكرنا قليلا لعرفنا أنه ليس هناك غدر ولا خيانة هي مشاعر تغيرت وخسر من خسر وكسب من كسب . المهم ان الطرف الذي تغير وتحولت مشاعره يكون غير قاصد الجرح وغير منافق وغير أناني وغير كاذب وغير مستغل . وغير متهاون في مشاعر الآخرين .يكون سبب تغير مشاعره حدث رغما عنه . ما يكون ذهب بنفسه لطريق كان السبب في جرح الطرف المجروح . ولكن لو فكرنا قليلا لوجدنا أن جرح القلوب قد يكون أهون من مرض عضال . أو مصيبة كبري أو فقدان وظيفة او فقدان عمل .

اجد أنه أصعب مثلا لو حدث أي شئ طارئ وفقد شخص مسكنه اتهدم بيته وأصبح في العراء . أجد أنه ربما يكون فقد سعاده مع أنسان نحبه أهون من فقد عضو من أعضاء جسمنا , أحيانا يكون الواقع مرير ولكن لو تأملنا غيرنا وأحوال غيرنا ربما كنا أسعد منهم حالا. عموما ما أردت قوله أنه رغم الحزن يبقي بداخلنا شئ يجعلنا نعيش ويبقي بداخلنا أمل أن الله قادر علي أن يغير واقعنا إلي الأفضل . وأنه لو علمنا الغيب لأخترنا الواقع . وأن ما يريده الله كله لنا خير سواء رضينا به او لم نرض . مصداقا لقوله سبحانه وتعالي ( عسي أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ) صدق الله العظيم .المشكلة عندنا في الدول العربيه عدم النضوج العاطفي . بمعني لا نفرق بين الحب والإعجاب ولا النزوة .

كثيرون يهدمون بيوتهم بتوهم ان حبا جديدا دخل حياتهم ويجرون وراء أنسان آخر أو أنسانه أخري . وبعد ان يخربون بيوتهم لا يعيشون سعداء الثلاثة وعندما يحاولون الرجوع تكون كل الاشرعه أحترقت وكل المراكب تحطمت ولو تم الرجوع تكون تعاسة . نحن نحتاج أن نفهم أنفسنا ونحتاج أن لا نضغط علي أحد ليتمسك بنا بدافع الإخلاص لأن الإخلاص لا يشتري والحب لا يشتري . والمشاعر ليس لها قيود . ولكن القيود علي السلوكيات والقيود بأن نحترم الطرف الآخر فلا نخدعه ولا نهينه ولا نعيش مع أحد لأن المجتمع يريد ذلك . واخيرا انا لا ادعو لخراب البيوت طبعا ولكن أدعو للصدق مع النفس أولا ثم الصدق مع الآخرين .

التعليقات