تحقيقات
إسرائيل الدولة الأكثر تقييداً لحرية الزواج
إسرائيل مثل 44 دولة على مستوى العالم تفرض قيوداً صارمة على الزواج مما يعرقل حرية الزواج في إسرائيل، حيث احتلت المركز الأخير عالمياً في منح مواطنيها حق الزواج بمن يريدون. هذا ما كشف عنه تقرير رابطة ” حرية العقيدة والمساواة “، الذي نُشر على موقع الرابطة بالانجليزية والعبرية والذي اعتمد في نتائجه على مصادر مختلفة منها تقرير حرية العقيدة الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية وتقرير حقوق الإنسان .
ففي فحص شامل خضعت له 194 دولة أغلبهن أعضاء في الأمم المتحدة، اتضح أن في 93 دولة بنسبة 48% يتمتع المواطنين بالحرية الكاملة في الزواج بمن يريدون، وفي 56 دولة أخرى بنسبة 29% هناك بعض القيود على هذه المسألة، وفي 45 دولة بنسبة 23% ومن بينها إسرائيل توجد قيود صارمة تعرقل إجراءات الزواج، وبهذا صارت إسرائيل الدولة الغربية الوحيدة التي حصلت على أقل درجة في تقييم حرية الزواج بسبب هيمنة السلطة الدينية الأرثوذكسية على إجراءات الزواج مما يشكل عقبة أمام زواج مئات الآلاف من المواطنين الذين لم يتم التوثق من ديانتهم أو من تقر الديانة اليهودية بعدم شرعية زواجهم .
إسرائيل شأنها في ذلك شأن أغلب الدول الإسلامية التي خضعت لهذا الفحص كفلسطين وإيران والسعودية وأفغانستان وغيرهم. أما الدول المسيحية الديمقراطية وأغلبها دول أوروبية فهي تترك لمواطنيها حرية الزواج .
طريقة التقييم تتم كالآتي : الحصول على نقطتين يعني عدم وجود قيود تعرقل الزواج، أما الحصول على نقطة واحدة أو عدم الحصول عليها نهائياً فيعني وجود تشريعات تقيد حرية الزواج كقواعد الشريعة لدى المسلمين أو أن القانون يبيح ظاهرياً وليس عملياً حرية الزواج أو أن قوانين الزواج تميز بين الرجل والمرأة ولا تضع عقوبات رادعة لزواج القصر أو الزواج القهري أو لتعدد الزوجات. جاءت إسرائيل في أخر دول العالم الثالث لأن قوانينها لا تعترف إلا بالزواج الديني وتتجاهل الزواج المدني، وبسبب سيطرة التيار الأرثوذكسي على زيجات اليهود .
ويوجد في إسرائيل 300 ألف مواطن لا يدينون بديانة معينة، لذا لا يمكنهم الزواج على أراضي الدولة، وهناك من اعتنقوا اليهودية بمعزل عن الهيمنة الأرثوذكسية علاوة على من أنكرت عليهم يهوديتهم بسبب طلبهم الزواج من امرأة مطلقة أو أنهم أبناء علاقات غير مشروعة .
وصرح نائب رئيس قسم الأبحاث برابطة ” حرية العقيدة والمساواة ” أن هناك أزمة خطيرة ستلم بالدول التي لا تتيح حرية الزواج وخاصة دول شمال ووسط وشرق أفريقيا ودول الشرق الأوسط ووسط وغرب آسيا. أما دول قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية والدول الأوروبية فهن بمأمن من هذه الأزمة لأنها تكفل لمواطنيها الحرية الكاملة للزواج، وأن 44 دولة من إجمالي 46 دولة أوروبية تضمن هذا الحق على أراضيها باستثناء ألبانيا التي تفرض بعض القيود، والفاتيكان التي تضع قيوداً قاسية.
ويتضح من التقرير أيضاً أن ثلثي الدول المسيحية أي 82 دولة من إجمالي 120 تضمن حق حرية الزواج، وأن ثماني دول فقط لا تضمن هذا الحق، والعكس بالنسبة للدول الإسلامية فهناك ثلاث دول من إجمالي 53 تضمن حق حرية الزواج و33 الباقية لا تضمن هذا الحق .
واعتبر رئيس رابطة ” حرية العقيدة والمساواة ” أن هذا التقرير هو الأول من نوعه على مستوى العالم والذي يساوي بين إسرائيل ودول الظلام الإسلامية في تقييد حرية الزواج، وهو ما ترفضه الدول الديمقراطية، كما أعرب عن أمله في أن يغير التقرير من مواقف إسرائيل وكافة الدول التي تنكر حق حرية الزواج، ويسهم في نشر هذا الحق وترسيخه بعد أن كفله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ووثيقة الاستقلال الإسرائيلية. صارت الأغلبية الآن في إسرائيل تدعم الزواج المدني وهو ما عبرت عنه الانتخابات الأخيرة .