عرب وعالم

01:23 مساءً EET

الصحف الإسرائيلية : الشعب المصري صفى حساباته مع مرسي

يعد عام كامل فترة كافية للنخبة السياسية المعارضة لسياسة الرئيس السابق محمد مرسي لحصر مثالبه وأخطاءه بل وإسقاطه بمساعدة القيادة العسكرية، ومن أبرز هذه المثالب :

–       معارضة مرسي لاستقلال السلطة القضائية .

–  تراجعه المرة تلو الأخرى عن قراراته، مثال ذلك تعيينه نائب عام ثم إقالته والتصديق على الدستور الذي صاغته جماعة الإخوان المسلمين ثم أعلن في خطابه الأخير ضرورة تغييره .

–       مرسي متهم بتزوير نتائج جولة انتخابات الرئاسة الثانية وهجومه المتواصل على منافسه أحمد شفيق .

–       إصراره على إعادة مجلس الشعب الذي حكمت المحكمة الدستورية ببطلانه .

–       مرسي متهم بالهروب من السجن خلال أحداث ثورة 25 يناير بمساعدة حماس وحزب الله .

–  تعيينه محافظين من جماعة الإخوان المسلمين ثم تماديه في مناصرة التيارات الإسلامية بتعيين محافظ لمحافظة الأقصر السياحية من المنتمين إلى التيار السلفي وكان متهماً بالمشاركة في قتل 58 سائح في الهجوم الإرهابي على المحافظة عام 1997 .

–  خلال فترة حكم مرسي تراجع الاحتياطي النقدي للبلاد إلى الثلث فوصل إلى 14 مليار دولار بعد أن كان 45 مليار دولار .

–  كان مرسي رئيساً لجماعته فقط، وليس رئيساً لجمهورية مصر العربية، كل ما سبق كان سبباً في خروج أكثر من 15 مليون مواطن للمطالبة برحيله وهو عدد يفوق من صوتوا له في انتخابات الرئاسة، لقد تزايدت الاحتجاجات الشعبية بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة ومن أبرز ملامحها نقص الغاز والبنزين، حيث اصطفت طوابير السيارات الطويلة بجوار محطات الوقود .

   ومصر كسائر دول الربيع العربي حسم مصيرها جيشها بوقوفه بجانب الشعب وحفاظه على الطابع المدني للبلاد . 

ويعد الصحفي المخضرم حسنين هيكل مستشار الزعيم جمال عبد الناصر من أبرز من دعموا المعارضة التي أسقطت مرسي، فقد حلل خطاب الرئيس الأخير بقوله أن مرسي يبدو قلقاً ومغيباً عن الواقع وهذا خطاب يصلح لرئيس حزب وليس رئيس دولة. وأكد هيكل لقرائه أن مرسي وجماعة الإخوان المسلمين استحوذا على ثورة 25 يناير رغم عدم مشاركتهم فيها، فلقد غابوا عن ميدان التحرير في البداية وعندما اتضحت الأمور في النهاية وصار النصر مضموناً انضموا إلى الميدان، ويرى الصحفي المحنك هيكل أن مرسي كان يسعى لإقامة دولة إسلامية ودعا الأقباط إلى المساهمة في تأسيسها. وأكد هيكل أن المطالبة بعزل مرسي ليست نهاية المطاف، فالسؤال الأهم : من سيأتي بعده ؟

عندما تصبح لقمة العيش أغلى من الحرية

يظهر تقرير الأمم المتحدة عن الجوع في العالم حقائق صادمة يتعذر استيعابها، فهناك حوالي 20 ألف طفل دون الخامسة يموتون يومياً بسبب الجوع أو نقص الغذاء. وهناك من لا يأكل يومين متواصلين وأن واحد من كل سبعة أشخاص ينام دون طعام في جوفه. والحصيلة أن مليار شخص في هذا العالم وليس في كوكب آخر يعانون الجوع طوال حياتهم  .

أمام الجوع تنهار كل القيم وتصبح لقمة العيش أهم من أية أيديولوجية وهو ما عبر عنه الأديب أو. هنري بقوله : الحب والعمل والأسرة والدين والعقيدة والقومية كلها مجرد كلمات جوفاء بالنسبة لإنسان يكاد يموت جوعاً . وعندما نالت الهند استقلالها عام 1947 أعلن زعيمها المهاتما غاندي أنه زعيم لشعب جائع فالأرز عنده أهم من الحرية .

صحيح أن ثورات الربيع العربي صاحبتها شعارات كثيرة كالحرية والديمقراطية والقضاء على الفساد، لكن السبب الرئيسي في قيام هذا الربيع العربي هو المطالبة برغيف العيش .

مرسي ولغته الضحلة

صحيح أن رئيس مصر السابق كان قيادياً بجماعة الإخوان المسلمين وحافظاً للقرآن وهذا يعني إتقانه للعربية الفصحى قراءة وكتابة. إلا أن الواقع العملي أظهر غير ذلك، فخطابه الأخير مليء بالأخطاء النحوية الفجة التي تجعل طالباً في المرحلة الثانوية يشعر بالخجل منها، تطرق رجال الصحافة المصرية إلى ذلك وانتقدوه بشدة بغض النظر عن تباين المواقف السياسية .

ورغم أن لجمال عبد الناصر هو الأخر زلاته النحوية إلا أنه يعتبر خطيباً مفوهاً يشعل حماسة الجماهير. كما استطاع أن يتخطى عقبة إتقان النحو العربي عن طريق التحدث بالعربية العامية .

كانت إذاعة إسرائيل الموجهة بالعربية تعطي درساً لعبد الناصر في النحو العربي فكانت تعيد أخطاءه اللغوية الفادحة بصوته وتأتي بمعلم متخصص في النحو العربي ليصحح هذه الأخطاء مما حدا بعبد الناصر إلى وضع العلامات الإعرابية فوق الكلمات عند إلقاءه لخطاب أمام مجلس الشعب .

وإذا حاول مرسي أن يحذو حذو عبد الناصر فلن ينجح لكن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم فهم المغزى من خطاباته حتى أن أحد المحللين المصريين وصف مرسي عند إلقاءه خطاباً بالمتهم الذي يدلي بأقواله أمام ضابط المباحث فهو يتحدث كثيراً دون مغزى لحديثه .

التعليقات