كتاب 11
التاريخ لايكذب
“ماطار طير وإرتفع إلا كما طار وقع “, سبحان من له الدوام , لاشىء يستمر على حاله , هذا القول ينطبق تماما على جماعة الإخوان المسلمين , فمنذ أن تم إنشائها على يد مؤسسها حسن البنا فى عام 1928 وهى فى حالة صراع دائم مع أنظمة الحكم فى مصر من أجل تنفيذ حلمها بإقامة دولة الخلافة الإسلامية متبنية شعار ” الاسلام هو الحل , والجهاد سبيلنا ” لكنها لاتكاد تصل الى ماتصبو اليه فتتعلق بخيوط هذا الحلم الذى يصل بها الى مقاليد الحكم فى مصر إلا وتجد نفسها تعود الى أول الوراء فتبدأ من جديد أولى خطواتها وبنفس الأسلوب
والتاريخ يؤكد ذلك حيث أنها لعبت دورا في النضال ضد الحكم الاستعماري وتم حظرها لفترة قصيرة عام 1948 (بي بي سي) بتهمة تنظيم عمليات تفجيرية داخل مصر ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء محمود النقراشي. ثم تحسنت علاقتها بالحكومة، التي جاءت إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري والتي أنهت الاحتلال البريطاني عام 1952، لفترة قصيرة من الزمن. ولكن في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في 1954، تم حظر الجماعة مرة أخرى الى أن تم حظرها مرة اخرى عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى من منصبه كرئيسا للجمهورية .
الغريب فى الأمر ان تلك الجماعة لاتتعلم أبدا من أخطائها , وتتعمد إظهار نفسها على أنها الضحية المغلوبة على أمرها دائما , وفي كل مرة يهربون من تحمل تبعات أخطائهم ويحملون غيرهم ما حل بالأمة من مصائب وهم الذين غرسوها بأيديهم , فقد إعتادت الكذب حتى أصبحت تصدق أكاذيبها , ودائما تقول ما لاتفعل وتفعل مالا تقول , رغم أن التاريخ كتاب مفتوح يقرأه الجميع ويفهمه كل لبيب , فقد تحدث عنها وعن افكارها وعن اساليبها فى المواجهة , والتى لم تختلف منذ إنشائها الى الأن , ودائما ماتبدأ تحركاتها فى الخفاء يتوسطها حالة من المواجهة مع انظمة الحكم ثم تلجأ مرة اخرى الى العمل فى الخفاء كالخفافيش , وهو ماتنفذه حاليا على أرض الواقع
حيث بدأت منذ أن تم إعلانها كجماعة إرهابية محظورة عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى بناء على رغبة الشعب المصرى , بدأت فى إثارة الفوضى فى الشارع المصرى حيث خروج أتباعها فى مسيرات يومية مندده بالحكم العسكرى للبلاد ينتج عنها عمليات عنف وتخريب وإغلاق طرق وشلل مرورى وقتلى وجرحى بين طرفى المواجهة الاخوان وأتباعهم من جهة وقوات الجيش والشرطة من جهة اخرى
كل ذلك من أجل إضعاف قوات الأمن والضغط على المواطنين كى يتم الإستسلام الى فكرة إعادتهم الى كرسى الحكم , ولكن ماحدث العكس تماما حيث كان تصدى قوات الجيش والشرطة لهم قويا فتعقبت رؤسهم حتى تم إعتقالهم واحدا تلو الاخر , فتشتت ذيول الأفاعى وضعفت قوتها ولم تستطع المواجهة فغيرت أسلوبها حيث عمدت على إتباع اسلوب”إضرب واجرى ” ثم “التفجير عن بعد ” فاصبحت تلقى قنبلة هنا واخرى هناك لبث الرعب فى قلوب المواطنين حتى لايجرؤ احد على اعتراض اى مسيرة لهم , كما عمدت على القيام بتفجيرات متعددة فى نفس التوقيت لتشتيت قوات الامن واضعافهم
ثم الاتجاه مؤخرا الى القيام بسلسلة من الاغتيالات لشخصيات سياسية وامنيه فى محاولة منها لتهديد استقرار الوطن وسلامته والذى كان اخرها حادث إغتيال مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية هذا التغيير انما هو اكبر دليل على فقدانها لتوازنها وعدم قدرتها على مواجهة الملاحقات الامنيه لعناصرها وتضييق الخناق عليها خاصة بعد نجاح عملية الاستفتاء على دستور 2014 والحديث عن امكانيه تقدم المشير عبد الفتاح السيسى للترشح للرئاسة بناء على رغبة الشعب المصرى , فعادت الى العمل فى الظلام كالخفافيش كعادتها .
أود أن اشير هنا الى أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة سياسية أولا وأخيرا وليست جماعة دينية كما تدعى وأنها تستخدم الدين الإسلامى فقط لتصل الى كرسى الحكم لكنها للاسف ليس لديها الخبرة الكافية لإدارة بلد فى حجم وقوة ومكانة مصــــر وهو ماجعل حكمها لها يسقط خلال عام واحد فقط ولن يسمح لها الشعب المصرى ان تتلاعب بمصيره مرة اخرى فأحذروا غضبه الشارع المصرى عليكم الذى سأم أفعالكم وحكموا عقولكم ,وعودوا الى حضن الوطن الذى جمع كل أبناءه تحت سماءه , عودوا الى الأرض التى لايفرق ترابها بين مسلم وقبطى , عودوا الى الوطن .