علوم وتكنولوجيا

09:25 صباحًا EET

تفاقم أعداد المطالبين بإجراء عمليات «التحول الجنسي» في «إسرائيل»

فى سبتمبر الماضى اى منذ أكثر من عام التحق كبير الجراحين بمركز شيفا الطبى د. حاييم كابلن بدورة تخصصية بالخارج رغم أنه الطبيب الوحيد فى إسرائيل المجاز له إجراء عمليات التحول الجنسى ومنذ ذلك الحين توقف هذا النوع من العمليات فى إسرائيل مع أنه عاد بالفعل إلى البلاد . ورغم أن لدى إسرائيل أكبر عدد من الأطباء النفسيين فى العالم لكن ذلك لم يغير واقع المتحولين جنسيا فى إسرائيل ولا تزال قائمة الإنتظار تتفاقم بأعداد من يرغبون فى إجراء هذه العملية .

ولا تملك إسرائيل بيانات رسمية وموثقة عن ظاهرة التحول الجنسى ومدى انتشارها وكم عملية تم إجرائها داخل البلاد طوال السنوات الماضية ومدى نسبة نجاحها . ووفقا لبعض التقديرات فإن قائمة الإنتظار تضم من 12 ل 20 رجل وإمرأة يرغبون فى تحويل جنسهم وقد أنهوا الإجراءات اللازمة لدى وزارة الصحة , لكن هذا النوع من العمليات متوقف فى إسرائيل منذ أربعة عشر شهرا لأن وزارة الصحة لم تستعد مسبقا لسفر الطبيب الوحيد المصرح له بإجراءها .

ومن المتوقع أن تصل إسرائيل الشهر القادم د . مارسى باورس وهى طبيبة إستشارية ذائعة الصيت عالميا فى مجال عمليات التحول الجنسى وقد خضعت هى نفسها لهذه العمليات , وخلال وجودها بإسرائيل ستجرى خمس عمليات لتعود إلى المركز الطبى الذى تديره فى تريناد بولاية كولورادو , وقد اشتهرت هذه البلدة بأنها عاصمة جراحات التحول الجنسى بفضل هذا المركز الطبى .

لكن هذا ليس سوى حلا مؤقتا من وجهة نظر الراغبين فى إجراء هذه العملية , فقد طالت بهم فترة اللكن هذا ليس سوى حلا مؤقتا من وجهة نظر الراغبين فى إجراء هذه العملية , فقد طالت بهم فترة الإنتظار , وتقول إحدى الناشطات فى مجال حقوق المتحولين جنسيا أننا أمام أزمة صعبة لأن توقف إجراء هذه الجراحات يصعب عليهم حياتهم  , لقد أنهوا سلسلة طويلة من الإجراءات وبعد كل ذلك تلقى إسرائيل بهم للكلاب .

وجاء رد وزارة الصحة أنه حتى سبتمبر 2012 قام مركز شيفا الطبى برئاسة د. حاييم كابلن بإجراء عمليات التحول الجنسى ولكن لسفره توقفت العمليات ولحل هذه المشكلة تقرر إجراء العمليات بمجرد وصول الدكتورة مارسى باورس من الولايات المتحدة فى أقرب فرصة , أما عن حل هذه المشكلة على المدى البعيد قالت الوزارة أن مستشفى شيفا أرسلت طبيب تجميل لأخذ دورة متخصصة فى جراحات التحول الجنسى وسيعود إلى إسرائيل عام 2014 .

ويزعم المحامى إيتى ماك وكيل عدد من الراغبين فى إجراء عمليات تحول جنسى أن إستدعاء الدكتورة باورس لإجراء عدة عمليات فى إسرائيل جاءت نتيجة الضغوط التى مارسها بالتعاون مع عدد من الناشطين الحقوقيين . وفى السابع والعشرين من أغسطس التقى بمندوبين من وزارة الصحة وأكدوا أن الطبيبة الأمريكية ستصل إسرائيل خلال شهرين . فحضور هذه الطبيبة سابقة أولى وإيجابية من وجهة نظره لإجراء عمليات على يد متخصصين وأصحاب خبرة من خارج البلاد خاصة وأن المعلومات عن عودة الطبيب الموفد إلى الخارج غير متوافرة.

وجدير بالذكر أن عمليات التحول الجنسي لا يتم توصيفها كعمليات تجميلية أو عمليات بديلة فهي تلبي ضرورة طبية معترف بها في إسرائيل لذا فهي ضمن العمليات المشمولة بمظلة التأمين الصحي، ويتم إجراؤها بعد الحصول على موافقة لجنة التحول الجنسي التابعة لوزارة الصحة برئاسة البروفيسور إيال فنكلر المشرف على قسم جراحات التجميل بمستشفى شيفا، حيث يخدم القسم خمسة أخصائيين، أستاذ في جراحة التجميل وأستاذ في الطب النفسي وأخصائي اجتماعي وأخصائي مسالك بولية وأخصائي غدد صماء .

هذه اللجنة التي بدأت أولى اجتماعاتها في ابريل 1986 لا تعطي موافقتها للحالة التي تريد إجراء عملية تحول جنسي إلا بعد عامين تقوم خلالهما بجعل الحالة تعيش حياة الجنس التي ترغب في التحول إليه وذلك بمصاحبة أدوية وهرمونات لتبيان استعداد الحالة النفسي والجسماني لهذه العملية، ويشترط أيضا موافقة الاخصائي النفسي والاجتماعي على العملية.

إن عدم وجود طبيب متخصص في عملية التحول الجنسي في إسرائيل يجعل من سئموا الانتظار أو طريق الإجراءات الطويلة يضطرون للسفر بأموال هذه العملية التي تفوق مئات الآلاف من الشيكلات إلى الخارج.

ولا يوجد بميزانية وزارة الصحة بند يتحمل مصاريف عمليات التحول الجنسي التي تجرى بالخارج للأشخاص المؤمن عليهم، أما من يملكون بوليصة تأمين صعبة فإن الأمر يختلف من شركة لأخرى .

وفي نوفمبر الماضي توجهت شابة من بلدة ناتنيا تبلغ من العمر 29 عاما إلى تايلاند لإجراء عملية تحول جنسي لأنها على حد وصفها من الدول المتخصصة في هذا المجال.

وبعد الجراحة بعام وكلت المحامي ماك برفع دعوى ضد صندوة المرضى بمكابي ومطالبته بسداد 80 ألف شيكل، 60 ألف قيمة العملية التي أجرتها بالخارج و20 ألف بسبب الضرر النفسي الذي لحق بها.

وتعود أول عملية تحول جنسي في إسرائيل إلى عام 1970 ومنذ ذلك التاريخ  يتم إجرائها بمعدل  عشرين مرة سنويا وظهرت شكاوى كثيرة من سوء معاملة لجنة التحول الجنسي التابعة لوزارة الصحة، لكن في الأعوام الأخيرة تغيرت المعاملة نسبيا، والدليل أن نائب وزير الصحة السابق رفض تماما إجراء حوار صحفي معه لكن وزيرة الصحة الحالية تبدو مختلفة عمن سبقوها ولعلها توافق على إجراء حوار صحفي معها قريبا .

وفي الختام يقول البروفيسور إيال فنكلر رئيس لجنة التحول الجنسي بحكم منصبه في وزارة الصحة أبذل كل ما في وسعي لتحسين الخدمة الطبية المقدمة للحالات التي تفد إلى اللجنة .

التعليقات