تحقيقات
جيل 77 قائد انتفاضة غلاء الأسعار والذكرى الثالثة لثورة 25 يناير
نزلت أمس جماهير غفيرة لميدان التحرير للاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير رغم أنهم لم يشاركوا في هذه الثورة منذ الوهلة الأولى، من نزلوا أمس لميدان التحرير هم حزب الكنبة الذي ظل صامتا طوال 3 أعوام كاملة يجلس على الكنبة ليكتفي بدور المشاهد والمتابع للأحداث ويمصمص شفتاهعلى ما يحدث في البلاد،حزب الكنبة هو الجيل الذي خرج ثائراً على الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام حينما قام برفع أسعار السكر والزيت قرشا واحدا حيث خرجت البلاد وقتها في مظاهرات حاشدة تهتف ” يا سادات ليه معلش كيلو اللحمة بــ 60 قرش ” وتنبه وقتها السادات لثورة هذا الجيل الغاضب وتراجع عن قراره برفع الأسعار، وحينما ذهب السادات لإسرائيل وخطب في الكنيست الإسرائيلي خطبته الشهيرة التي ترسخت في ذهن المواطن المصري وحفرت كلماته القائلة ” أفشوا السلام بينكم ” بحروف من نور في عقل المصريين ومن يومها واكتفى هذا الجيل بمشاهدة ومتابعة تصرفات الحاكم، هذا الجيل الذي فرح بتولي الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك رئاسة الجمهورية بعد حادثة اغتيال السادات المعروفة بحادثة المنصة، وهتف وغنى لمبارك ” اخترناك وبايعناك ”
وصمت أمام سياسات مبارك ولم يخرج للتظاهر ضده رغم تدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وانتشار الأمراض والفيروسات جراء المبيدات المسرطنة التي أدخلها وزراء حكومة مبارك للبلاد وحينما اندلعت الشرارة الأولى لثورة 25 يناير المجيدة لم يحرك هذا الجيل ساكنا ووقف ينتظر متسائلا: هل سيستطيع هؤلاء الشباب التي تباينت أعمارهم من 20 إلى 40 عاما إحداث تغيير بالمجتمع وإسقاط نظام مبارك؟ وجلس أمام شاشات التلفاز يترقب ويبكي على شهداء ثورة 25 يناير وخاصة شهداء موقعة الجمل ولم تنجح خطابات مبارك العاطفية في دغدغة مشاعره حيث رأى لأول مرة دماء الشباب تسيل على أسفلت شوارع ميدان التحرير وهو الجيل الذي لم يعتد رؤية الدماء في الشوارع، وخرج هذا الجيل ليفرح بتنحي مبارك ونزلوا لأول مرة لميدان التحرير بعد 18 يوم من ثورة يناير ليحتفل بعزل مبارك ويتغنى بالجيش المصري الذي ساند الثورة ورفض البطش بهذا الشعب واستكان لإرادة الشباب في التغيير، وخلال سنتين من المرحلة الإنتقالية وقف جيل تظاهرات 77 يتابع فقط ما يحدث دون أن يحرك ساكنا رغبة منه في الاستقرار.
وجاءت السنة العجاف عام 2012 التي تولى فيها الإخوان حكم البلاد وترأس الرئيس المعزول محمد مرسي الجمهورية، فمنذ اللحظة الأولى لتولي مرشي شئون حكم البلاد لفظه هذا الجيل أو ما يعرف بحزب الكنبة، ولم يرى فيه خيرا وصمت طوال فترة حكم مرسي إلا أنه أعلن رفضه الصريح للإخوان ولفظهم كما يلفظ الجسم أي شيء غريب عليه وجاءت ثورة 30 يونيو كتصحيح لمسار ثورة 25 يناير حيث وقع حزب الكنبة على استمارات حركة تمرد التي طالبت بإسقاط حكم مرسي وجماعته الإرهابية، ونزل إلى ميدان التحرير بالملايين ليهتف ” يسقط حكم الإخوان ” و ” انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي ” وبعدها توالى نزول جيل حزب الكنية للميدان ليفوضوا الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بناء على طلب منه بالقضاء على الإرهاب في سيناء وكل بؤر الإرهاب في مصر ويطالبونه بفض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة، حيث احتلهما أنصار المعزول والجماعة الإرهابية، وشهدت مصر بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة سلسلة من العمليات الإرهابية ضد الجنود في سيناء ومعظم محافظات مصر وتلاها مرحلة التفجيرات لمديريات الأمن التابعة لوزارة الداخلية ومحطات المترو قبل ذكرى ثورة 25 يناير بيوم واحد، فخلع عذا الجيل رداء الخوف والسلبية ونزل إلى ميدان التحرير يدعم الجيش والشرطة ويطالب السيسي بالترشح للرئاسة إيمانا منه بأنه الرجل الوحيد القادر على إدارة البلاد في هذه المرحلة والعبور بها لبر الأمان، هذا هو جيل انتفاضة 77 الذي يريد المشاركة وبقوة في بناء مؤسساء الدولة بعد إسقاط نظام حكم جماعة الإخوان الإرهابية.