عرب وعالم
باحث كندي: حان الوقت لكندا وإسرائيل للخروج من العالم الخيالي
قال توني بورمان الباحث بجامعة ريرسون الكندية في مقال له لصحيفة “ذا ستار” الكندية أن الوقت قد حان لكلاً من إسرائيل وكندا ليخرجا من العالم الخيالي الذي يعيشان داخله وذلك تعليقاً على زيارة رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر لإسرائيل بعد تصريحه الذي قال فيه أن “إسرائيل تعتبر نور الحرية والديموقراطية فى منطقة من الظلام الدامس”، حيث قال بورمان أن رئيس الوزراء الكندي – مهندس السياسة الخارجية الكندية – الذي لم يزر فى حياته إسرائيل أو أي دولة من دول الشرق الاوسط سيجعل سمعة كندا فى أنحاء كثيرة من العالم فى مرتبة أقل، كما أن إسرائيل عليها أن تقلق علي مستقبلها مع حصولها على اصدقاء مثل هاربر.
وأكد الكاتب علي أن رئيس الوزراء الكندي الذي يعتبر المسؤول الأجنبي الأكثر دعماً لإسرائيل سيلقي ترحيباً حاراً عند وصوله إلى هناك وسيتم معاملته وكأنه نجم سينمائي كما وصفه أحد المعلقين الإسرائيليين، وسيجد أعداداً كبيراً من أطفال المدارس الإسرائيلية يحملون أعلاماً كندية صغيرة علي طرفي الطريق الذي سيسير عليه، في حين أن الملايين من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت ظروف قاسية فى المناطق المحتلة سيكونوا محتجزين خلف قواطع الطريق، والحواجز الأمنية، والحملات العسكرية التي تجعل من حياتهم أصعب مما يكونن ففي النهاية سيكون الكنديين فى أحسن حال في نهاية الاسبوع.
وأشار بورمان إلى أن اللقاء سيكون لقاءاً عاطفياً بين عالمين وهميين واحد منهم كندياً بزعامة ستيفان هاربر وحزبه المحافظ الذي لم يحظ بتأييد 6 من كل 10 كنديين فى انتخابات عام 2011 الذين يريدون تغيير عقود من السياسة الخارجية الكندية الغير داعمة لإسرائيل لتكون واحدة من أكثر الحكومات دعماً للسياسات الإسرائيلية.
ويأتي العالم الخيالي الأخر -والخطير أيضاً- بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتيار اليميني المتطرف الذي يدعمه، ويقود نتنياهو نظاماً سياسياً مختلاً فى إسرائيل وقد خلق لنفسه عالماً موازياً سريالياً، يحاول من خلاله التضليل علي الانقاسامات العميقة بين الإسرائيليين أنفسهم، ويتخيل نفسه موجوداً فى عالماً من السلام بين جيرانه والقبول من العالم بأسره طالما يعيش اليهود بحرية فى الضفة الغربية والمناطق الأخري المحتلة، وطالما أن الفلسطينيين مهزومين ويقبلون بدولة دائمة من الخنوع والذل، ولكن فى الحقيقة هذا وهم يهدد مستقبل إسرائيل أكثر من أى جيش عربي موجود.
ويقول الباحث الكندي أن كل هذا يأتي على عكس الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حذر نتنياهو أن نهجه سيؤدي إلى تدمير إسرائيل، فإن نتنياهو لن يستمع إلى مثل هذه التحذيرات من رئيس الوزراء الكندي الذي سيزوره قريباً حيث سيقول له هاربر ما يريد فعلاً أن يستمع له، وسيشجع المجتمع الإسرائيلي على الإنخراط فى الوهم، ولذلك فإن الوقت قد حان فعلاً للطرفين أن يخرجوا من عالمهم الوهمي والرجوع إلى الواقع لتفادي المخاطر التي تواجه الطرفين، وعلي كندا أن تعود مجدداً إلى سياستها الخارجية السابقة التي كانت أكثر إعتدالا ومناهضة للسياسات الإسرائيلية الغاشمة ضد الشعب الفلسطيني والعرب.