آراء حرة
عمرو الباز يكتب : مصر والدستور
شتان الفارق بين ما حدث فى دستور 2013 المسمى بدستور الإخوان وبين دستور 2014 والتى نزل إليها المصريون بكل فرح وسعادة بعد ثورة 30 يونيو للتصويت بنعم حيث حول المصريين يومى الاستفتاء 14 و 15 يناير إلى كرنفالات شعبية فى جميع شوارع الجمهورية بحالة فرحة كبيرة جدا على الرغم من التهديدات الكبيرة من جماعة الاخوان بأعمال عنف فى الشارع وبالقرب من اللجان
وبالفعل حدث بعضها ولكن هذا لم يمنع المصريين من الذهاب بكل قوة إلى اللجان وكان من أبرز المشاهد الملفته للنظر الوجود الرهيب للمرأة المصرية تقف فى طوابير طويلة جدا للتصويت وبعد خروهن من اللجان يطلقن الزغاريت بحالة من الفرحة العارمة بل كان هناك أكثر من ذلك أن بعضهم رقصن فى الشوارع فرحاً وابتهاجاً بالتصويت للدستور.
الملفت للنظر فى هذا الاستفتاء هو المشاركة الكبيرة للمرأة ولكبار السن والمرضى بكل قوة وكانت المشاهد التى ظهرت من خلال الكاميرات التليفزيونية أو بعض الصور التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى لمرضى ومتحدى الإعاقة صمموا على النزول للتصويت فى حين أن بعض الشباب عزف عن المشاركة فى هذا الاستفتاء ولا نعلم السبب الحقيقى وراء ذلك وهو ما يعطينا جرس إنذار مبكر من حيث الرصد لمن شارك فى الدستور أنه حدث اختفاء فى التصويت للشباب من سن 20 إلى 30 عاماً بشكل ملحوظ جداً ولابد من دراسة هذه الظاهرة ومحاولة تفسيرها لأن هذه الفئة العمرية فى القريب العاجل سيكون فى صدارة المشهد للبلاد.
نعود لمظاهر الفرح والكرنفال فى مصر حيث انتشرت الإغانى الوطنية والأعلام المصرية وشاهدنا العائلات بالكامل فى اللجان وكأنه عيد للمصريين يحتفلون به بكل فرحة وحب فى مشهد يعكس تعطش المصريين للفرحة التى غابت عنهم منذ فترة من الزمن بسبب التظاهرات الكثيرة وحالات الوفيات التى حدثت فأطلق المصريين لأنفسهم العنان للتعبير عن الفرحة بشكل جنونى فى كل مكان حتى الأطفال فى الشوارع حملوا الأعلام المصرية ولافتات نعم للدستور وكأن الشعب المصرى بكافة أطيافة أراد أن يرسل رسالة إلى جماعة الإخوان وإلى العالم أجمع أنه قبل التحدى وكسر الخوف مما قد يلحق به أثناء مشاركته على حسب التهديدات التى وردت من أنصار محمد مرسى واعتقادهم أنه سيكون هناك عزوفاً مصرياً عن هذا الاستفتاء ليعلن الشعب المصرى مرة بعد أخرى أنه شعب غير مرود وأنه شعب غير خاضع لأى تنبؤات. ولابد ألا ننسى أن نوجه كل التحية لكل من شارك فى الاستفتاء وبشكل خاص لرجال القوات المسلحة والشرطة الذين تحملوا كل العبء فى تأمين الاستفتاء وتحملوا البقاء فى الشارع على مدار أيام ليهنأ المصريون بأمان أثناء عملية الاستفتاء