كتاب 11
بابا نويل
كل سنة وإنت طيب عزيزي القارئ، أنا أعلم (وأعتذر) إني تأخرت عليك في التهنئة بمناسبة السنة الجديدة والتي أتمنى أن تكون سنة العَدْل “لتَنعَدِل” الأحوال، ولكن عذري في ذلك أني كنت أريد مفاجأتك بمقال معايدة غير تقليدي، فبعد تفكير عميق (هو بالأمانة لم يكن عميقاً ولا حاجة) إرتأيت إصطحاب بابا نويل معي في هذا المقال وذلك لإسعادكم بهداياه الجميلة وبتحقيق أمانيكم وأحلامكم أعزائي القراء، عنها وقمت بالإتصال بالدليل الذي أعطاني رقم بابا نويل (كان short number بالمناسبة)، ولن أطيل عليك عزيزي القارئ حيث أن “الشيطان يكمُن في التفاصيل” وفي أكثر الأحيان يرتع “من قِلة التفاصيل”، وحيث أن العام المنصرم كان عام التسريبات والتسريبات المضادة وحفاظاً على مصداقيتي لديك عزيزي القارئ فها أنا ذا أُسَرِب مكالمتي تلك بيدي لا بيد رصد ولا عبد الرحيم :
الكاتب : مساء الخير، حضرتك بابا نويل؟
المتحدث : هنا “منظمة بابا نويل الخيرية لحقوق الإنسان ورعايته والسهر على مصلحته وكده”
الكاتب : يعني حضرتك مش بابا نويل؟
المتحدث : يا سيدي الفاضل، بابا نويل دي مهنة مش شخص معين، طلباتك إيه؟، أؤمر.
الكاتب : الأمر لله، كنت عايز حد بيشتغل بابا نويل علشان يعمل بابا نويل و أفرح به القراء في مقالي.
المتحدث : تمام، الساعة من خمسة آلاف لعشرة آلاف دولار، حسب نوعية القراء ونوعية الهدايا، بس علشان سعادتك تبقي عارف إحنا بقالنا كام سنة شغالين في الصيني، ولو هاتطلب كوري ولا تركي تقول لنا قبلها بفترة.
الكاتب : الله الله، هو مش إنتم منظمة ولّا جمعية خيرية لإسعاد الناس وبث السعادة والسرور في نفوسهم.
المتحدث : سعادة وسرور؟، ونفوسهم؟، إحنا مش فاضيين للهزار ده، إنجز، معاك تمويل ولاّ تبرعات ولّا رجال أعمال، وعايز الهدايا سكر وزيت ولا بلونات وعصائر ولا بوسترات، مع العلم السنة دي مافيش مولوتوف وخرطوش زي السنة اللي فاتت، وعايز اللي هايطلع معاك المقال لابس أحمر عادي ولّا أصفر، ويوعدهم بتحقيق أمنياتهم دنيا ولاّ آخرة و …….
الكاتب : حيلك حيلك، ده بيزنس بقي، وعلى كل لون كمان، وأنا اللي فاكر إن بابا نويل رمز لإسعاد الناس.
المتحدث : الله، ده إنت مش بتهذر بقي، إنت باين عليك بتتكلم جد، تكونش مواطن؟
الكاتب : طبعاً مواطن، أُمال هاكون إيه يعني؟
المتحدث : إحنا آسفين يا أستاذ، إحنا مابنشتغلش مع مواطنين، إحنا بنشتغل عليهم.
aymehrem@yahoo.com