مصر الكبرى
إخاء شعراوي يكتب … تحول الإعلام من أمانة السياسات لمكتب الإرشاد
خرج علينا الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى بعد ثورة يناير بقصيدته البديعة "أن الأوان ترحلى يا دولة العواجيز" وهذه الجملة لم يكن يقصد بها الأبنودى عواجيز السن فقط ولكنه كان يقصد رحيل كل من يعيش فى زورق النظام السابق خاصة رجال السياسة والإعلام.
لم يعى الإخوان المسلمين تلك الكلمات على الإطلاق وجاء الدكتور محمد مرسى رئيسا لمصر وكنا نتوسم فيه خيرا برحيل رجال الإعلام التابعين للنظام السابق ورحيلهم معناه إخراجهم من الحياة العامة ولكن فاجئنا مرسى وجماعته بإستمرار نفس المنظومة الإعلامية الحكومية والخاصة بنفس إعلاميها التابعين للنظام السابق والذين أصبحوا تابعين فجأة للنظام الحالى.أدى تجاهل مرسى لقضية الإعلام إلى إستمرار كل الإعلاميين الذين لم يقدموا شئ إلى مصر أو الثورة أو شباب الثورة على الشاشات وسيطروا عليها ليستمروا فى عمليات غسيل المخ للشعب المصرى مدعين أنهم كانوا ضد النظام السابق , ومن مفارقات القدر قيام مرسى بتعيين أحد أهم أعضاء أمانة الإعلام بالحزب الوطنى المنحل مستشارا له وهو ما يؤكد إستمرار الإخوان فى نفس سياسات الوطنى المنحل بإختيار رجال النظام السابق لمعاونة الإخوان فى مشوارهم.وأدى تجاهل مرسى لقضايا الإعلام وفساد الإعلاميين التابعين للنظام السابق لإحباط لدى الجيل الجديد من الإعلاميين والذين كانوا يظنوا إرتفاع أسهمهم بعد الثورة لما قدموه من مساندة حقيقية لها وليس إدعاءات كما يفعل بعض كبار الإعلاميين المتواجدين على الساحة حاليا.كنا نظن أن الثورة تستدعى تغيير الوجوه من على الشاشات الفضائية المصرية لبث روح جديدة وفكر جديد بعيدا عن الإدعاءات الكاذبة للإعلاميين بأنهم معارضين لمبارك ونظامه ولكننا صدمنا صدمة العمر التى أحبطت جيل بأكمله بعد إستمرار كل رجال مبارك على شاشات الفضائيات سواء كإعلاميين أو ضيوف … لم يتغير شئ … نفس المذيعين ونفس الضيوف ونفس السياسات الفاشلة التى لم تقدم شئ لمصر الثورة.نتعجب من وجود هؤلاء على الشاشات مدعين أنهم قدموا الكثير لمصر قبل الثورة برغم حصولهم على الملايين قبل الثورة مقابل التعاون مع جهات بعينها فى الدولة فمنهم من كان تابعا لمبارك ونظامه ومنهم من كان تابعا لأبناء مبارك وأحمد عز ومنهم من كان تابعا لأمن الدولة والمخابرات … لم يكن إعلام مبارك مستقلا على الإطلاق بل كان تابعا لإحدى الجهات حيث كان منهم من يتبع أمن الدولة ونشرت وثائق ومستندات تؤكد ذلك ولكن تجاهل مرسى وجماعته كل الخطايا التى قام بها هؤلاء الإعلاميين وتركوا لهم المساحة والفرصة ليعبثوا بعقول الشعب كما كانوا يفعلون من قبل.وما يثير دهشتى ليس تعاون الإخوان مع هؤلاء الإعلاميين ولكن يثيرنى تحول هؤلاء الإعلاميين من أمانة السياسات لمكتب الإرشاد دون أى مبالاة أو ضمير أو أخلاق.نجد هؤلاء الإعلاميين فجأة يؤيدون الإخوان بل ويمجدوهم ويتحدثوا عن ظلم الإخوان فى عهد النظام السابق وكأنهم لسيسوا طرفا فى هذا النظام ,وما يثير إشمئزازى هو تعاون بعض الإعلاميين التابعين للنظام السابق ممن كانوا دائمى الهجوم على الإخوان ليتحولوا فجأة ويدخلوا بلاط الرئيس الإخوانى الجديد وكأنهم كانوا إخوان فى السر.فى النهاية ما أريد إبلاغه للقراء أن منظومة الإعلام فى مصصر لم ولن تتغير إلا بإختفاء كل إعلاميو النظام السابق من على الشاشات وظهور إعلاميين شباب جدد بأفكار وقناعات جديدة لم يتلوثوا بالتعامل مع أنظمة فاسدة كالنظام السابق وحتى يحدث ذلك علينا أن نتجاهل هؤلاء الإعلاميين وبرامجهم التى لم تقدم أى تقدم حقيقى.وكما قال الساخر العظيم جلال عامر .. أتعجب من تحول بعض الإعلاميين من أمانة السياسات لمكتب الإرشاد ..